ما بين الدكتور تشارلز ماكلين والطبيب الإنسان أحمد الزغول

=

تُشير المعلومات المنشورة على بعض وسائل الإعلام  أن الدكتور تشارلز ماكلين حضر للأردن في بداية الثلاثينيات مع زوجته، وطبيبة إنجليزية أخرى وجميعهم كانوا مرسلين للعمل الطبي في مستشفى في السلط تابع لإرسالية إنجليزية.

وفي  العام 1938م  قام الدكتور ماكلين بافتتاح أول عيادة طبية رسميّة في عجلون وباشر مع إرساليته في بناء مستشفى هناك. حيث  تمّ البناء وافتُتح المستشفى في سنة 1940 وسمّي “مستشفى إرسالية جلعاد” و كان المستشفى بجناحين وَسِعَة 27 سريراً، وعدد العاملين فيه ستة عشر شخصًا.

على  كل أحببت أن أسوق هذه المقدمة عن الدكتور ماكلين ، وقد يكون أول طبيب مارس العمل الطبي في عصرنا  الحاضر في محافظة عجلون ، حيث كان الدكتور ماكلين وبحسب الكبار في السن يحظى بشعبية كبيرة  لدى الجميع لأنه كان يتعامل بإنسانية كبيرة مع مرضاه .

إستمرت خدمة الدكتور ماكلين في عجلون منذ العام 1938م  وحتى نهاية ستينيات القرن الماضي ،  حيث أصبح ماكلين في كثير من الأحيان حديث التعاليل وجلسات  الكبار والصغار على حد سواء ، وقد سمعت أيضاً أن بعض الشعراء قالوا فيه القصائد لشدة حبهم له .

ويقال أيضاً أن زوجة  الدكتور ماكلين  كانت من عائلة لورد بريطاني، وكانت مقتدرة مالياً، فقامت بتمويل المستشفى  لعدة سنوات من مالها الخاص، حيث  كانت الظروف  المادية لأغلب المرضى في ذلك الوقت صعبة  جداً ،  وأيضاً لم يكن يدور بفكر  ماكلين وزوجته  تحقيق الأرباح المادية  بقدر ما كان يهمهم  خدمة أهالي المنطقة .

إستمر الدكتور ماكلين وزوجته  بخدمة أهالي عجلون لفترات طويلة يقال أنها  زادت عن ال 25 عاما ، حتى تولت  فيما بعد الجمعية المعمدانية  ومن ثم  وزارة الصحة  الأردنية  أمر المستشفى  وتم تحويله الى مستشفى الإيمان الحكومي .

على كل أيضاً لن أخوض كثيرا بتفاصيل المستشفى التي بدأت منذ أربعينيات القرن الماضي ، ولكن ما أثار فضولي بكل تفاصيل المستشفى منذ البدايات هذه  المواقف الإنسانية للدكتور ماكلين وزوجته ، حيث أن الكثير ما زال يتذكر ويردد أفعال هذا الطبيب الإنسان الذي لم يكن يرد أي أحد ، بل كان يستقبل الجميع بكل رحابة صدر وبإبتسامة مشرقة لا تفارق مُحياه ، وهو  الأمر الذي ما زال يذكرنا فيه   وبافعاله رغم كل هذه  السنوات الطويلة التي مرت على رحيله .

في عصرنا الحديث هناك نموذج مشابه لنموذج الدكتور  تشارلز  ما كلين ، وقد تكون شهادتي  فيه مجروحة ، إلا إن  اسم هذا الطبيب الإنسان التصق كثيرا بمستشفى الإيمان الحكومي لسنوات طويلة وما زال هذا الإسم  يتردد  بكل بقوة بيننا .

الطبيب الجراح البارع الدكتور أحمد الزغول  إستلم  إدارة مستشفى الإيمان الحكومي لسنوات طويلة ، إلا إن إدارته للمستشفى  أيضاً لم تزده  إلا التصاقا بغرفة العمليات ، التي حازت على الجزء الأكبر من وقته واهتمامه  ، وإن لم نكن نجده في غرفة العمليات كان دائم التنقل بين أقسام المستشفى  المختلفة يتفقد  المرضى والمراجعين .

لم يكن الطبيب الإنسان أحمد الزغول  يكتفي بعمله وخدمته للمرضى في المستشفى ، بل حتى في الشارع  والأسواق ومنزله وفي المضافات والدواوين  يقدم الخدمة والإستشارة لمرضاه  بكل رحابة صدر ، وهذا هو ديدين طبينا الإنسان الذي خدم مرضاه والمحافظة عشرات السنوات ، وكان  من الممكن أن يعمل في القطاع الطبي الخاص  ويحقق أرباح طائلة  لو أراد ذلك ، لكن محبته لعمله ورغبته في خدمة أبناء محافظته  جعلته يرفض الكثير من العروض المغرية .

أخيراً  كل الإحترام والتقدير لكل من عمل في مستشفى الإيمان وقبله المعمداني منذ البدايات ، وكل الإحترام والتقدير لجميع الإدارات التي تعاقبت  على المستشفى وأخرها الإدارة الحالية التي نجلها ونحترمها ، لكن  قد يكون الطبيب الإنجليزي  الدكتور تشارلز ماكلين  والدكتور أحمد الزغول  بينهما قواسم مشتركة كثيرة ، من أهمها تفانيهم  وإخلاصهم في العمل ، إضافة الى محبة الناس لهم ومحبتهم  هم للناس  ، وقد يكونوا أيضاً من أبرز وأهم  الأسماء التي عملت في المستشفى منذ البدايات ، لذلك ما زلنا وسنبقى نذكرهم بكل الفخر والإعتزاز .

والله من وراء القصد ،،،

بقلم/ منذر محمد الزغول

ناشر ومدير وكالة عجلون الإخبارية

عضو مجلس محافظة عجلون

=============

الصور  لكل من

الدكتور ما كلين  وزوجته

الدكتور احمد الزغول