“رئة الكرك” يخنقها الإهمال
الكرك- رغم كونها مقصد المتنزهين الوحيد بالكرك، ما زالت غابة اليوبيل شمال مدينة الكرك، خارج دائرة الاهتمام وبحاجة للعناية بها وتطويرها، وعدم تركها بلا خدمات أو مرافق أو طريق جيد أو نظافة عامة أو ممرات سياحية آمنة للزوار.
ويؤكد سكان وناشطون بالكرك غياب الاهتمام بغابة اليوبيل، وتركزه حول المواقع الأثرية والتي هي في أغلبها تحتاج أيضا لمزيد من الاهتمام، داعين إلى ضرورة أن يكون هناك جولات رسمية على الغابة للاطلاع على واقعها ومدى الإهمال الذي تعانيه رغم أهميتها واعتبارها مقصد تنزه وحيد لأهالي الكرك وغيرهم من الزوار والسياح.
ورغم أهمية غابة اليوبيل في الحركة السياحية بالمحافظة باعتبارها موقعا سياحيا طبيعيا، إلا أن الغابة تعاني من الإهمال وغياب الخدمات المختلفة والضرورية.
كما تعاني المنطقة من انتشار مقلق للكلاب الضالة، وقيام العديد من أصحاب المواشي برعي مواشيهم في مواقعها المختلفة، ما يجعلها مكانا لتجمع النفايات المختلفة.
وتعتبر غابة اليوبيل الواقعة إلى الشمال من مدينة الكرك، الغابة والمنطقة الشجرية الوحيدة الموجودة في محافظة الكرك، والتي تشكل الموقع السياحي الطبيعي الأهم بالمحافظة، وتستقطب آلاف الزوار والمتنزهين من داخل وخارج المحافظة طوال العام.
وتمتد غابة اليوبيل على مساحة تزيد على أربعة آلاف دونم، من الاراضي الحرجية المملوكة لوزارة الزراعة والمزروعة بمختلف أنواع الأشجار والمنتشرة على العديد من الجبال والتلال الجميلة المطلة على مناطق وادي الكرك والأغوار الجنوبية.
وتتراكم بالغابة كميات كبيرة من النفايات وخصوصا البلاستيكية منذ فترات طويلة، رغم إعلان العديد من الجهات الرسمية والأهلية عن تنظيم حملات لتنظيف الغابة من مخلفات التنزه.
ويؤكد متنزهون من مختلف مناطق الكرك انعدام النظافة في غالبية أماكن ومواقع التنزه وسط الغابة، بسبب غياب عمليات التنظيف فيها، وعدم وجود حاويات لتجميع النفايات بعد الانتهاء من رحلات التنزه، حيث يضطر غالبية المتنزهين إلى تجميع النفايات وتعليقها على الأشجار بعد إنهاء رحلتهم.
ويطالب رواد للغابة بضرورة توفير مختلف المرافق الخدمية بمواقع التنزه فيها، وخصوصا تأهيل الطريق الموصل إليها والذي يعاني في أجزاء كبيرة منه من كثرة الحفر والمطبات، اضافة الى غياب المسارات داخلها حيث يشق المتنزهون طرقهم ومساراتهم بأنفسهم من خلال مركباتهم.
وأكد أحمد العمرو من سكان لواء القصر أن الغابة التي تعتبر المقصد الوحيد للتنزه خلال الفترة الحالية وأيام الربيع تفتقر إلى المرافق الصحية والمسارات الآمنة، بالاضافة الى غياب أماكن خاصة لجلوس المتنزهين، مشيرا الى أن طريق الغابة يشهد انتشار الحفر والمطبات، علاوة على انتشار مقلق للكلاب الضالة بالمنطقة والتي تشكل خطرا على حياة المتنزهين فيها.
وبين المواطن ناصر الحباشنة أن الإهمال الذي تعيشه المواقع السياحية الطبيعية، ينعكس على المواطنين الذين يشعرون بانهم ليسوا في دائرة الاهتمام، وأن ليس من حقهم أن يكون لديهم مواقع تمتلك كافة الخدمات الضرورية أسوة ببقية المواقع السياحية.
وبين أن هناك حاجة ماسة الى تطوير غابة اليوبيل باعتبارها الموقع الطبيعي الوحيد بالمحافظة الذي يوجد به غابة كاملة يمكن للمواطنين التنزه بها، مؤكدا أن الجلوس بغابة اليوبيل يحتاج من المتنزهين الى عملية تنظيف مسبقة قد تأخذ وقتا وجهدا، إضافة إلى توفير عناصر الحماية من الكلاب الضالة طوال الوقت.
من جهته، أكد رئيس بلدية الكرك المهندس محمد المعايطه أن البلدية وحرصا منها على خدمة المواطنين، ورغم ان الغابة لا تقع ضمن اختصاص البلدية، الا انها تقوم بشكل دوري بعمليات تنظيف، كونها تعتبر مقصدا مهما للتنزه، لافتا الى ان البلدية قامت بتعبيد عدة طرق تصل الى الغابة وخصوصا المناطق المحيطة التي تم تنظيمها.
وبين أن البلدية قامت قبل فترة بانشاء حديقة للأطفال داخل منطقة الغابة ليتمكن الأطفال من اللعب بأمان، مشيرا إلى أن البلدية ستطرح قريبا عطاء لتنفيذ وإنشاء مرافق خدمية صحية ومرافق أخرى لخدمة المتنزهين.
وكان وزير السياحة والآثار مكرم القيسي، زار الكرك الأسبوع الماضي وتفقد المشاريع السياحية بمدينة الكرك وأضرحة الصحابة بالمزار الجنوبي، وأكد أن تطوير المنتج السياحي في محافظة الكرك وإقامة العديد من المشاريع السياحية، سينعكس إيجاباً على اقتصاد المحافظة وسيسهم بتمكين المجتمعات المحلية.
وقال إن هذه الزيارات الميدانية تأتي ضمن نهج ورسالة الوزارة لتنفيذ التوجيهات الملكية، والإطلاع على المشاكل والتحديات التي يواجها القطاع على أرض الواقع، للعمل على تقديم الحلول الممكنة وطرح المشاريع ذات الأولوية لتعزيز التنمية السياحية بالمحافظات كافة.
وأشار إلى حرص الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية والشركاء كافة، على تطوير وتعظيم المنتج السياحي في الكرك، والاستفادة من ميزاتها السياحية من خلال وضع أسس وتحديد أولويات لخطة عمل تعنى بتطوير السياحة بالمحافظة.
من جهته أكد رئيس قسم الحراج في مديرية زراعة الكرك المهندس جهاد القضاة أن غابة اليوبيل من الحراج الموجود في محافظة الكرك وقد تم تخصيص جزء صغير منها لبلدية الكرك لإنشاء حديقة ألعاب للأطفال فيها.
وبين أن المديرية تقوم كل فترة بحملات تنظيف بالتعاون مع جهات مختلفة، إلا إن هناك أعدادا كبيرة من المتنزهين تزور الغابة، لافتا الى انه جرى وضع حاويات للنفايات سابقا وسيتم وضع المزيد منها خلال الفترة المقبلة بالتعاون مع جهات ذات علاقة.
هشال العضايلة/ الغد
التعليقات مغلقة.