150 ألف عام عمر الفلسطينيين على أرضهم.. جذور لا يقتلعها طارئ
لن يكون مصير محاولات المتطرفين في إسرائيل تزييف وتغيير تاريخ الفلسطينيين إلا كغيرها من محاولات الاستعماريين على مدى التاريخ والتي آلت الى الانكسار والفشل الذريع.
فأرض فلسطين معمورة بأبنائها الفلسطينيين منذ أكثر من 150 ألف سنة، كما يؤكد المؤرخ والباحث الأستاذ الدكتور علي محافظة، ولا يستطيع طامع أن يغير التاريخ في هذه الأرض رغم كل محاولات طمس الهوية الفلسطينية، مشيرا الى كتب ودراسات لمؤرخين يهود وغربيين بهذه الحقيقة التاريخية وتُثبت أنَّ الفلسطينيين موجودون على أرضهم منذ بداية الاستقرار البشري.
ويقول محافظة، إن كل الادعاءات الاسرائيلية لا أساس علميا لها، ولا ينطبق عليها سوى وصف ترهات وتزييف وتدليس لتاريخ طويل، مشيرا الى أن وزير المالية الاسرائيلي وأجداده هم الطارئون والقادمون إلى هذه البلاد من بلاد متعددة، بينما يمتد تواجد الفلسطينيين في بلدهم (فلسطين) الى 150 ألف سنة.
وبين أنَّ أريحا الفلسطينية أنشئت كمدينة قبل عشرة آلاف سنة وللجميع أن يتخيل بلادا فلسطينية أنشئت بها مدن قبل كل هذا التاريخ، مشيرا الى أن المؤرخين الحقيقيين من اليهود أكدوا في كتب ودراسات موثوقة أنَّ الحركة الصهيونية تحاول تزوير التاريخ وتعمل على خداع العالم.
وكان وزير المالية الاسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش استخدم خلال مشاركته في فعالية عقدت الأحد الماضي في باريس خريطة مزعومة “تضم حدود المملكة والأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وقال رئيس مؤسسة بيت الذَّاكرة والتراث في مدينة النَّاصرة الفلسطينية المؤرخ الدكتور مصطفى كبها إنَّ محاولات تزوير وتزييف التاريخ الفلسطيني هي محاولات بائسة، مشيرا الى أنَّ كل الدول التي اعتدت على دول أخرى على مر التاريخ وحاولت طمس هويتها وتاريخها وإذابة تاريخها ووجودها فشلت فشلا ذريعا لأنَّ الجذور أقوى والتاريخ يثبته الوجود الإنساني الأصلي والأصيل والدليل التاريخي العلمي.
وأكد أنّ الفلسطينيين يعلمون جيدًا أن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي وغيرها كثير وعلى مدى سبعة عقود من الاحتلال مدفوعة بالأيدولوجيا والحسابات الانتخابية ولا تغير من الواقع شيئا مهما طال أمد الاحتلال.
وأشار الى أن الجغرافيا الفلسطينية من مدن وقرى وأحياء وشوارع وأودية تعرضت على مدار 74 عامًا من الاحتلال الاسرائيلي إلى تغيير ممنهج من الأسماء العربية الفلسطينية الأصيلة إلى العبرية وما زاد ذلك الفلسطينيين إلا إصرارا وتشبثا بحقهم وأرضهم وتاريخهم.
وأكد كبها أن أحد أهم تجليات الصِّراع هو الصراع على الرواية التاريخية وتسميات الحيز المكاني، وهذه القضية تجري عبر عملية “عبرنة” وتهويد المكان، وتغيير الاسم المكاني الأصلي عبر لجنة التَّسميات الحكومية الإسرائيلية.
وبين أنَّ هذه اللجنة تعتمد 3 طرق لتغيير الأسماء الفلسطينية إلى العبرية وهي، تغيير الأسماء كليًا، أو ترجمة الأسماء العربية إلى العبرية، أو الابقاء على نفس الأحرف للأسماء ونطقها بشكل يؤدي الى معنى آخر غير الذي يعنيه الاسم العربي الأصيل.
وأشار الى انه يعمل حاليا على إكمال موسوعته الفلسطينية التي تحمل عنوان، “لكل عين مشهد” لتوثيق الاسم الأصيل لهذه البلاد التي تتعرض لاحتلال، حيث إنَّ الأسماء الفلسطينية الأصيلة مرتبطة بالطبيعة البصرية.
وأوضح بهذا الخصوص أن مدينة “تل أبيب” على سبيل المثال استحدثها الاحتلال بعد ابتلاع 6 قرى فلسطينية هي، المسعودية (صميل) والشيخ مونس وجماسين الغربية وجماسين الشرقية وجريشة وسارونا، وجميعها تقع على كثبان رملية شمال مدينة يافا، وأطلق عليها “تل ابيب” وترجمتها “تل الربيع”.
(بترا) بركات الزِّيود-
التعليقات مغلقة.