جريمة جديدة للاحتلال.. شهيدان فلسطينيان وإضراب شامل بنابلس
يحتشد الفلسطينيون، اليوم، في المسجد الأقصى المبارك ضمن أسبوع “الغضب والعصيان الشعبي” للدفاع عنه ضد تهديدات المستوطنين المتطرفين بتنظيم اقتحام جماعي كبير ومحاولة تقديم “القرابين” المزعومة داخل ساحاته، في انتهاك صارخ لحُرمته، وذلك على وقع إضراب شامل عم نابلس وأنحاء بالضفة الغربية حداداً على أرواح شهيدين فلسطينيين ارتقيا في جريمة دموية جديدة للاحتلال الإسرائيلي.
ودعت الفصائل الفلسطينية إلى “النفير العام وتكثيف الحشد والرباط” في المسجد الأقصى لحمايته ضد اقتحامات الاحتلال ومستوطنيه لإحياء ما يسمى “عيد الفصح اليهودي” المزعوم، الذي يبدأ غداً ويستمر لمدى أسبوع، بدفع الجماعات المتطرفة لاستباحة “الأقصى” والاعتداء على المصلين، في إطار مخططات الاحتلال الاستيطانية والتهويدية بحق المسجد والقدس المحتلة.
ونشرت قوات الاحتلال عناصرها ووحداتها الخاصة في باحات المسجد الأقصى وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين، والتضييق على دخول المصلين، بينما يواصل الفلسطينيون الاحتشاد والرباط في المسجد الأقصى، رغم استمرار تضييقات قوات الاحتلال وتنفيذها سياسات الاعتقال و”الإبعاد” بحق المصلين لتأمين اقتحامات المستوطنين للمسجد.
وتستهدف قوات الاحتلال النشطاء المقدسيين في محاولة منها لمنع الاحتشاد والرباط بالمسجد الأقصى، فضلاً عن مسعاها لعدم نقل الأحداث بالقدس المحتلة مع قرب ما يسمى “عيد الفصح” اليهودي المزعوم، وما تتضمنه من انتهاكات واعتداءات صارخة من جانب الاحتلال ومستوطنيه ضد الفلسطينيين، سبيلاً لمواراة الوجه القبيح للاحتلال أمام المجتمع الدولي.
وتكثف ما يسمى “جماعات الهيكل”، المزعوم، حشد أنصارها من المستوطنين المتطرفين، لاقتحام المسجد الأقصى، و”ذبح قرابين الفصح” اليهودي داخله، وأداء طقوسهم التلمودية المزعومة، فيما دعت منظمات استيطانية متطرفة، للحشد غداً، استعداداً لاقتحام الأقصى، وذبح القرابين المزعومة داخل المسجد، تزامناً مع “
عيد الفصح” اليهودي.
وقد اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، المسجد الأقصى المبارك، من جهة “باب المغاربة”، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية قرب منطقة “باب الرحمة”، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة.
وأوضحت أن شرطة الاحتلال شددت من إجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى، ودققت في هويات المصلين الوافدين للمسجد واحتجزتها عند الأبواب، وذلك بعدما كانت قد اقتحمت، الليلة الفائتة، المصلى القبلي بالمسجد وباحاته، وأجبرت عشرات المصلين المرابطين فيه على مغادرته بتهديد السلاح لتسهيل عمليات اقتحام المستوطنين لباحات الأقصى.
جاء ذلك على وقع تشييع جماهير فلسطينية غفيرة جثماني الشهيدين الفلسطينيين؛ محمد الحلاق من سكان مخيم العين، والذي كان مطارداً لفترة طويلة من قبل الاحتلال، ومحمد أبو بكر، أمس، برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام واسع نفذته وسط نابلس، شمال الضفة الغربية، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس وشرعت بمداهمة عدد من منازل الفلسطينيين، والاعتداء عليهم، كما استهدفت مشفى بالمدينة بقنابل الغاز بشكل مباشر.
ودارت المواجهات المسلحة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي نفذت عملية عسكرية بمدينة نابلس أدت لاستشهاد الشابين وإصابة آخرين بجروح، واعتقال شابين من منزليهما بحجة تورطهما في عملية إطلاق نار ببلدة حوارة، جنوب نابلس، منذ نحو أسبوع ونصف والتي أسفرت عن إصابة ثلاثة جنود إسرائيليين.
وأصدرت مجموعة “عرين الأسود” الفلسطينية، بياناً مقتضباً، قالت فيه إن “مقاتليها تصدوا لاقتحام قوات الاحتلال لمدينة نابلس، واشتبكوا معها بإطلاق الرصاص والعبوات مَحلية الصنع”.
وأعلنت لجنة التنسيق الفصائلي ومحافظ نابلس الإضراب الشامل لكافة مناحي الحياة في المدينة بعد ارتقاء الشهيدين. وباستشهاد الشابين في نابلس، ترتفع حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ مطلع العام الجاري إلى 95 شهيداً بينهم 17 طفلا وسيدة، وشاب من بلدة حورة في النقب داخل فلسطين المحتلة عام 1948.
من جانبه، أدان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس، وأسفرت عن استشهاد الشابين أبو بكر، والحلاق.
وقال أبو ردينة، إن مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها أحادية الجانب من استيطان وعمليات قتل واقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، تؤكد أنها تسعى جاهدة إلى تصعيد الموقف وتوتير الأجواء وجر المنطقة إلى دوامة العنف وعدم الاستقرار.
وحذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، من استمرار اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين، مشدداً على أن هذه الاعتداءات تصعيد خطير لا يمكن القبول به.
وحمل سلطات الاحتلال، مسؤولية الاعتداءات المتواصلة على الشعب الفلسطيني، مطالباً المجتمع الدولي، خاصة الإدارة الأميركية، بالتدخل والضغط على حكومة الاحتلال لوقف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، قبل تفجر الأوضاع.
نادية سعد الدين/ الغد
التعليقات مغلقة.