الأغوار الشمالية: حديقة “مستنبت المشارع”.. إلى عتمة غياب التمويل
الغور الشمالي- يطالب العديد من أهالي لواء الغور الشمالي من الجهات المعنية، ضرورة استثمار المستنبت الزراعي الموجود في منطقة المشارع في اللواء، وذلك باستغلال جزء من مساحته البالغة 270 دونما وتحويلها لحديقة عامة تكون متنفسا للأهالي، خاصة وأن المستنبت يتمتع بطابع سياحي ويضم أشجارا حرجية وتتوسطه قناة مائية.
وبيّن العديد من الأهالي أن وزارة الزراعة وفي أوآخر عام 2011 قامت بتأجير 6 دونمات ونصف لبلدية طبقة فحل من أجل إنشاء حديقة لسكان المنطقة لتكون متنفسا لهم، مشيرين إلى أن البلدية لم تقم حتى الآن بذلك، واقتصرت أعمالها في هذا المجال على تركيب بعض ألعاب الأطفال البسيطة ولم تف بالحاجة.
وبينوا أن المساحة التي من المفروض تحويلها لحديقة تحولت إلى مكب للنفايات، وأصبحت مرتعا للقوارض والحشرات ومكانا لتجمع العديد من أصحاب السوابق.
وتقول علياء الرياحنة من سكان منطقة طبقة فحل إن المكان جميل ودائم الخضرة بسبب طبيعة الأشجار الموجودة فيه، وذات إطلالة رائعة، كما أن المكان يتوفر فيه مياه جارية، إذ من الممكن أن تستغل بلدية طبقة فحل المكان بإنشاء مشاريع سياحية متنوعة وتعمل على تشغيل الشباب المتعطلين عن العمل، لافتة إلى إمكانية إنشاء أكشاك صغيرة أو مسابح لتعليم الأطفال.
وانتقدت أم أيهم من سكان منطقة المشارع التابعة لطبقة فحل الجهات المعنية لما اعتبرته “تقصيرا وإهمالا” لعدم استغلال المكان وإنشاء حديقة تتوفر فيها المرافق العامة والمقاعد والألعاب للأطفال، مشيرة إلى أن المستنبت يوجد فيه ينابيع مياه كما أنه مكان مناسب من حيث الموقع الذي يخدم شريحة كبيرة من الأهالي.
وأضافت، إن المستنبت حاليا مليء بالنفايات وعبوات البلاستيك والزجاج الفارغة من المشروبات الروحية كونه أصبح ملاذاً للشباب المتعطلين عن العمل، إضافة لانتشار الروائح الكريهة بسبب المخلفات والنفايات.
وتخلو المناطق التابعة لبلدية طبقة فحل من المنتزهات والحدائق العامة رغم وجود مستنبت يمكن تحويل جزء منه الى حديقة ستكون نموذجية.
ووفق سكان فإن غياب أي حديقة أو متنزه يدفع أطفالهم إلى استمرار اللعب بالشوارع الرئيسة والفرعية، مؤكدين ضرورة الإسراع بإنشاء الحديقة العامة لحماية أطفالهم من خطورة الشوارع ومن حوادث الغرق في المسطحات المائية.
وكانت “الغد” قد نشرت تقريرا مؤخرا تناول وعلى لسان سكان بالغور خطورة استمرار غياب الحدائق والمتنزهات في اللواء على أطفالهم الذين لا يجدون بديلا عن الشوارع أو المسطحات المائية للعب وقضاء أوقات فراغهم، معرضين أنفسهم من غير وعي لخطر كبير.
وتعد حوادث غرق الأطفال في المسطحات المائية المكشوفة المنتشرة بالغور الشمالي من أكبر التحديات التي تضع الأهالي في خوف وقلق دائم طوال أشهر الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
يقول حمد القويسم إن استغلال المستنبت سيرفد ميزانية البلدية بالأموال، كما أنه سيكون مشروعا يقلل من حوادث الغرق والسير التي يتعرض لها أطفال المنطقة، مبينا أن الغور الشمالي يفتقد لأي مشاريع تخدم الأهالي وخاصة الأطفال، فيما ظروفهم المالية الصعبة تحول دون خروجهم إلى المحافظات الأخرى من أجل قضاء أوقات ممتعة.
من جانبه، اكتفى مصدر مطلع في بلدية طبقة فحل بالقول “إن الإمكانيات المادية للبلدية لا تسمح بإنشاء حديقة تتوفر فيها المقاعد ودورات المياه وألعاب للأطفال”، معتبراً أن إنشاء حديقة ليس من أولويات البلدية في الوقت الحالي بسبب العجز في موازنتها.
علا عبد اللطيف/ الغد
التعليقات مغلقة.