صدور كتاب “اللهجة العمونية القديمة” للدكتورة آمنة الزعبي
– صدر، بدعم من وزارة الثقافة، كتاب بعنوان “اللهجة العمونية القديمة- دراسة تأصيلية صوتية صرفية نحوية في ضوء العربية الفصحى واللغات السامية”، للدكتورة آمنة الزعبي.
في مقدمتها للكتاب، تقول الزعبي “تعرض اسم عمان إلى تشويه الغزاة منذ أن كانت عمون، فذهبوا في تفسير الاسم التاريخي مذهبا ينطلق من نفسية مريضة وأحلام بالسيادة على جنس البشر، فما سوى العبرانيين خدم لهم، أو أنهم خارجون ولقطاء، هذه هي أحلام كتبة العهد القديم، ومن هنا، فإن الكتابة عن هذا الموضوع تتأتى من حب عمان وإبراز تأثيرها في تاريخ المنطقة قديما، والهدف هو التبشير بدور عمان وما حولها في صناعة غد جميل مؤثر، تأمل أن يكون أكبر من تأثيرها في الماضي عندما احتدم الصراع بين الغزاة الأجلاف من العبرانيين وبني إسرائيل الذين غزوا المنطقة بجهلهم وأحقادهم على من هم غيرهم ومن كانوا أصحاب الأرض، ولن ننسى أن عمون القديمة احتضنت بعض اللاجئين من أعدائها، فقابلوها بنكران الجميل والعداء”.
وتضيف المؤلفة، أنها بدأت هذه الدراسة بالحديث عن عمون “عمان”، وعن أهلها الذين نطلق عليهم اسم العمونيين، وحضارتهم وتفاعلهم مع الحياة، مستندين إلى ما ورد في الدراسات الأخرى، وما يمكن أن نصل إليها من تفسير هذه العداوة الكبيرة بين أهل عمون والغزاة من بني إسرائيل والعبرانيين، بما لا يتفق مع شجرة النسب التي يرسمها العهد القديم التي توضح قرابة كبيرة بينهم، وإذا بها تنتفي مع هذا الحق الكبير الذي واجه به الغزاة أهل الأرض من العمونيين وأجدادهم الكنعانيين، مبينة أنها أوردت شيئا عن الديانة العمونية وارتباطاتها وتجليات معبوداتهم في الديانات الأخرى، كما أوردت في تمهيد الكتاب عن نسب العمونيين بعيدا عن أحلام واضعي الكتاب المقدس، ونسب اللهجة العمونية وموضعها من اللهجات التي تنتمي إلى أرومتها الأصلية وهي اللغة الكنعانية، دون أن تدخل في تفصيلات هذا الموضوع لأنه هو موضوع الدراسة.
وتتحدث الزعبي عن فصول الكتاب، فتقول إنها خصصت الفصل الأول للحديث عن المستوى الصوتي، فبحثت في بدايته المكونات الصامتة التي تشكل النظام الصوتي لهذه اللهجة، وبعده تحدثنا عن نظام الحركات في اللهجة العمونية متخذين محور الحديث عن صعوبة الكشف عن الحركات فيها بسبب عدم تطويرها نظاما كتابيا للحركات، ثم انتقل الحديث إلى النظام الوظيفي للعمونية من خلال بعض الوظائف الفنولوجية وارتباطها وتشعباتها، كما تحدثت عن سقوط الحركات الطويلة والقصيرة، واستعرضت المؤلفة علاقة الحركات بأشباه الحركات فيها، والإمالة والتفخيم، وسقوط الأسوات منها، ثم مظاهر الإبدال التاريخي وغيره مما يخص التعاقب بين الأصوات، للتنقل إلى الوظائف التي أدتها الهاء فيها.
فيما يتحدث المبحث الثالث، كما تشير المؤلفة، إلى أنه مبحث غني بأبوابه المختلفة لأنه يبحث المكونات الصرفية لهذه اللهجة، وقد بحثت فيه أبنية الأسماء الثنائية والأسماء الصحيحة، والأسماء بتشكيلاتها المختلفة، وأثر الإسناد في تشكيل أبنية الأسماء المركبة إسناديا، لافتة إلى أن هذا البحث يعد البنية العددية في العمونية، كصيغ الجموع، ولواحق تتبع الجموع فيه، وتحدثت عن البنية الجنسية فيها.
وتتحدث الزعبي، أخيرا، عن ظاهرة الاختزال في التراكيب العمونية، أما في المبحث الآخر فقد جعلته المؤلفة يتحدث عن المستوى النحوي، وعن أشكال الإسناد التي لا تختلف في جوهرها عن الإسناد في اللغة العربية، كالإسناد الاسمي، والإسناد الفعلي، والأفعال الخمسة، والأسماء الخمسة، وهاء التعدية، وطرائق الإضافة، وأشكال الإضمار والضمير، وأدوات الاستفهام، وحروف الجر، وأدوات التعريف وغيرها من القضايا، وأما المستوى الدلالي، فقد جعلناه للحديث عن الدلالات المعجمية المقارنة، وكنا نورد المفردة وما يناظرها من المعاني من اللغات السامية، وكنا نخص المعنى العربي إن وجد بالنصب الأكبر من الحديث.
وترى الزعبي “أن هذا المبحث يعد المهم، فقد عملنا على صنع معجم للكلمات العمونية، وما يقابلها من المعنى العربي، مترجما إلى الإنجليزية، وأدرجنا المراجع التي استعنا بها باللغة العربية وغيرها”.
وعن المنهج، تشير إلى أنه هو جمع المادة من أهم مصادرها من المعاجم والمدونات، نحسب أن المهتمين يعرفون صعوبة جمع المادة العمونية؛ لأنها قليلة الحجم أولا، ولأن مادتها تناثرت في بطون الكتب والمصادر التي كتب أغلبها بلغات غير عربية، كما تنوه إلى أن اللغة العمونية لم تدرس من قبل دراسة وافية، بل كانت تدرس وفق ما يناسب خدمة اللغة العربية، وجاءت هذه الدراسة لتخدم تأصيل اللهجة العمونية كلهجة آمورية كنعانية أهملت إهمالا كبيرا؛ لأن العمونيين وقعوا في دائرة الصراع المعادي للغزو العبراني القديم لأرض كنعان العربية، ووقف العمونيون منهم موقف الرافض.
عزيزة علي/ الغد
التعليقات مغلقة.