“جدة”: ترحيب بسورية.. وأزمات المنطقة تحضر بقوة

يترأس جلالة الملك عبدالله الثاني، الجمعة، الوفد الأردني المشارك في أعمال القمة العربية في دورتها العادية الثانية والثلاثين التي تستضيفها المملكة العربية السعودية في مدينة جدة.
وتبدأ جلسات القمة بجلسة تشاورية مغلقة لمدة ساعة ونصف الساعة للقادة، يتم خلالها تسليم رئاسة القمة من الجزائر إلى المملكة العربية السعودية، تعقبها جلسة عمل أولى علنية، تتضمن كلمة لرئيس القمة، تليها كلمة للأمين العام لجامعة الدول العربية، وبعدها يتحدث القادة العرب حسب أولوية الطلب، على أن تتم جلسة ختامية علنية نهاية اليوم، يصدر خلالها إعلان جدة، وقبلها مأدبة غداء للقادة والضيوف.
وتشهد القمة مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد، الذي سيجلس إلى جوار القادّة العرب لأول مرّة منذ العام 2011.
وأنهت السعودية كافة استعداداتها لاستضافة القمة بمشاركة عدد من القادة العرب في ظروف استثنائية تشهدها المنطقة العربية، وأحداث جديدة أثرت إيجابا على الوضع العربي برمته، بما فيها عودة العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية، وعودة سورية إلى جامعة الدول العربية، والمصالحة اليمنية- اليمنية، فضلا عن حوار السودان.
وعقد وزراء خارجية الدول العربية امس اجتماعا تحضيريا للتوافق على جدول أعمال القمّة، الذي يتضمن مشروع قرار حول آفاق التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وتطبيع العلاقات العربية-العربية بعد عقد من التشرذم، وآخر حول استعصاء القضية الفلسطينية على وقع اعتداءات الاحتلال أحادية الجانب.
وتوقعت مصادر مطلعة، أن يتضمن جدول أعمال القمة عددا من الملفات أبرزها الترحيب بعودة سورية إلى جامعة الدول العربية، ومناقشة القضية الفلسطينية، والتوتر القائم حاليا في قطاع غزة، فضلا عن مناقشة هدم الممتلكات ومصادرة الأراضي وتهويد القدس والقتل العمد وسياسات العقاب الجماعي، وجميع الانتهاكات التي يرفضها القانون الدولي.
كما تناقش سائر التطورات المتعلقة بالأزمات التي يمر بها عدد من الدول العربية، وعلى رأسها الأزمة السودانية المشتعلة، والوضع في اليمن والصومال، كما يحتل الملف الليبي حيزا مهما في جدول أعمال القمة، وكذلك الوضع في لبنان، في ظل التحديات السياسية والأمنية التي تعصف به.
ويتضمن جدول الأعمال تعزيز التنسيق والتعاون بين الدول العربية لمكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية حول الجماعات المتطرفة، وصيانة الأمن القومي العربي لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة التي أثرت على المنطقة، خصوصًا بعد أزمة كورونا، ومن بعدها الأزمة الروسية – الأوكرانية، والتركيز على ملف الأمن الغذائي، وتفعيل منطقة التبادل التجاري الحر بين الدول العربية، فضلا عن أزمة الطاقة والتغيرات المناخية.
وستوجه القمة العربية نداء إلى اللبنانيين لتحمل مسؤولياتهم تجاه بلدهم لإعلاء المصلحة الوطنية وانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بعد محاولات عدة لم تفلح.
ويتضمن جدول اعمال القمة مشروع القرار الذي تقدمت به جمهورية مصر العربية إلى جامعة الدول العربية والخاص بمسألة سد النهضة لمطالبة اثيوبيا بالتفاوض والتوافق على إدارة مشتركة للسد، بما يحقق مصالح جميع دول حوض نهر النيل، وبما لا يؤثر سلبا على حصص كل دولة.
كما يتضمن الجدول، تطورات منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى بما فيها الاتحاد الجمركي العربي، واتفاقيات النقل العربي، والاستراتيجية العربية للسياحة، بالإضافة إلى البند الخاص بالعقد العربي الثاني للأشخاص ذوي الإعاقة.
وخلال القمة العربية الماضية التي عُقدت في الجزائر، تم خلالها التأكيد على التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني، وضرورة قيام الدول العربية بدور قيادي جماعي للإسهام في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، والالتزام بمبادئ عدم الانحياز وبالموقف العربي المشترك من الحرب في أوكرانيا الذي يقوم على نبذ استعمال القوة والسعي لتفعيل خيار السلام.
كما رحبت القمة، بالتحركات والمبادرات الحميدة التي قام ويقوم بها العديد من الدول العربية من أجل الحدّ من انتشار الإسلاموفوبيا وتخفيف حدة التوترات وترسيخ قيم التسامح واحترام الآخر والحوار بين الأديان والثقافات والحضارات، وإعلاء قيم التعايش معا في سلام، وهي القيم التي كرستها الأمم المتحدة بمبادرة من الجزائر.
يذكر أن القمّة العربية التي ستُعقد في جدّة هي القمة الخمسون لجامعة الدول العربية خلال 77 عاما، منها 31 قمّة عاديّة، و14 قمّة طارئة، و4 قمم اقتصادية اجتماعية تنموية، وكانت أول قمة عربية عُقدت في القاهرة سنة 1946، وآخر قمة في الجزائر سنة 2022.

زايد الدخيل/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة