الأغوار: سرقة أغطية المناهل.. ضعف رقابة أم تثبيت غير محكم؟
الأغوار – سرقة أغطية المناهل، حوادث تتكرر بين الحين والآخر في كافة مدن ومناطق المملكة، وبينما أهدافها معروفة وواضحة، ما تزال إجراءات منعها بين متواضعة وغائبة.
ويثير استمرار الظاهرة التي تشكل خطرا على السلامة العامة، تساؤلات البعض حول مدى نجاعة الإجراءات المتخذة للحد منها، في وقت يرى آخرون أن الحل يكمن بتوفير مناهل غير قابلة للسرقة.
وتظهر المراجعة السريعة لحوادث سرقة أغطية المناهل التي حدثت بمناطق متفرقة، وجود قواسم مشتركة بين هذه الحوادث، منها الإجماع على أنها ظاهرة يرتكبها ضعاف النفوس، وأنها تهدد السلامة العامة، فيما يتبعها دائما شكاوى سكان من تأخر الجهات المعنية في تصويب أوضاع المناهل التي تبقى مكشوفة لوقت طويل وتشكل خطرا على السلامة العامة.
ومن باب التدليل على عموم الظاهرة بمناطق المملكة، كانت مدينة الزرقاء قد سجلت في سنوات سابقة أعلى حصيلة لحوادث سرقات المناهل، حتى أن الجهات المعنية كشفت حينها وفي تقرير نشرته “الغد”، أن شبكة الصرف الصحي في المدينة تخسر شهريا نحو 150 منهلا نتيجة سرقتها من قبل مجهولين لبيعها لمحلات الحديد المستعمل.
وفي بداية هذا العام كانت بلدية الزرقاء قد كشفت أن ما يزيد على 120 غطاء منهل لشبكة تصريف مياه الأمطار سرقت.
ولا تقتصر حوادث سرقات أغطية المناهل على الزرقاء، إذ إنها حوادث طالت العاصمة ومحافظات الشمال والجنوب، وتشمل حوادث السرقة، أغطية مناهل تصريف مياه الأمطار ومناهل الصرف الصحي وشركات الاتصالات وبمعنى آخر كل غطاء قابل للسرقة، فيما تعد المدن الرئيسة الأكثر تفضيلا بالنسبة لـ”لصوص الأغطية”، لتواجد كافة أنواع المناهل فيها إذ إن الأطراف تغيب عنها عادة مشاريع تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي وأحيانا الاتصالات.
في سابقة هي الأولى بالمنطقة، شهدت مناطق الأغوار في الآونة الأخيرة حوادث سرقة أغطية مناهل تابعة لشركات الاتصالات وأخرى لمشاريع الصرف الصحي على الطرق الرئيسة، بعدما كانت هذه المناطق خارج دائرة الاستهداف بالنسبة لحوادث “سرقات الأغطية”.
ورغم أن حالات السرقة بالأغوار محدودة، لا يمكن تجاهل خطورتها وفق ما يراه سكان قالوا إن “منهلا واحدا من دون غطاء كفيل بأن يزهق عدة أرواح”.
واعتبر السكان ان حوادث السرقة لا تقاس بعددها وانما بخطورة وجود منهل او اكثر من دون غطاء مطالبين بضرورة تشديد الرقابة حتى لا تتكرر حوادث السرقة التي أكدوا أنها جديدة على مناطق الأغوار.
ويشير عدد من السائقين بالأغوار أن سرقة أغطية المناهل خاصة تلك الموجودة ضمن حرم الطرق الرئيسة يتسبب عادة بحوادث مرورية خطيرة ويلحق أضراراً كبيرة بمركباتهم، مطالبين الجهات المعنية باتخاذ إجراءات عاجلة بتركيب أغطية بديلة للحد من الحوادث وإيقاع العقوبات الرادعة بحق الفاعلين.
ويؤكد عادل العايدي أن هذه الظاهرة باتت تشكل خطراً عليهم خاصة خلال ساعات الليل كون معظم الشوارع غير مضاءة، موضحا أن ضعف الرؤية يزيد من احتمال وقوع المركبات في المناهل المكشوفة التي اعتاد السائقون المرور فوقها كونها موضوعة ضمن حرم الطريق.
ويضيف أن خطورة الأمر في أن معظم هذه المناهل ذات أقطار كبيرة ما قد يؤدي الى انقلاب المركبات حال السقوط فيها ويعرض أرواح السائقين للخطر، ناهيك عن الأضرار المادية التي قد تلحق بالمركبات، لافتا الى أن عدم تثبيت أغطية المناهل بشكل محكم يسهل من عملية سرقتها من قبل فئة غير واعية بمخاطر فعلتها.
ويشير محمد شاهين أن عدم وجود أغطية على المناهل خاصة في الطرق الفرعية يشكل خطورة كبيرة على مستخدميها، لتسببها بحوادث قد تكون قاتلة وتلحق أضرارا كبيرة بالمركبات، موضحا أن تنامي هذه الظاهرة بات يشكل مصدر قلق للسائقين حتى للذين يعلمون بوجود مناهل بلا أغطية، لأنهم يضطرون الى الابتعاد عنها ما يعرضهم للاصطدام بمركبات قادمة من الاتجاه الآخر.
وبين أن بعض المواطنين قاموا خلال الفترة الماضية بوضع أغصان الأشجار والبراميل في المناهل التي سرقت اغطيتها لتحذير السائقين من الوقوع فيها نتيجة عدم اتخاذ اي إجراءات من قبل الجهات المعنية، مطالبا الجهات المعنية التعجيل بتغطية هذه المناهل وتثبيتها بشكل لا يتمكن اللصوص من فكها وسرقتها للحد من أخطار هذه الظاهرة.
ويؤكد محمد العدوان أن المناهل المكشوفة باتت تشكل مصائد للمركبات التي غالبا ما تتعرض لأضرار بالغة نتيجة السقوط فيها، معتقدا أن عدم متابعة الأمر من قبل الجهات المعنية أسهم في انتشار هذه الظاهرة وفاقم من حجم المشكلة.
ولفت الى أنه ورغم الشكاوى المتكررة إلا أن الأوضاع ما تزال على حالها، داعيا الى ضرورة أن تقوم الجهات المعنية بمتابعة شكاوى المواطنين بشكل عاجل.
في هذا الخصوص، بين مدير أشغال البلقاء المهندس عامر الدباس أن معظم المناهل المكشوفة ليست من اختصاص الأشغال، مضيفا أن ظاهرة سرقة المناهل ظاهرة منتشرة في كافة مناطق المملكة دون استثناء.
ولفت إلى أن الأشغال العامة حاولت في العديد من المرات تثبيت أغطية المناهل بواسطة لحام كهربائي ورغم ذلك جرى كسر اللحام وسرقتها.
ويشير الى أنه لا يوجد حلول ناجعة للمحافظة على الأغطية وحمايتها من السرقة، لافتا الى أن القضية تبقى قضية أخلاقية ويجب العمل على زيادة الوعي المجتمعي بخطورة مثل هذا الفعل.
بدوره، أكد متصرف لواء الشونة الجنوبية الدكتور علي الحيصة أنه سيتم مخاطبة الجهات المختصة لمتابعة هذه القضية والإسراع في تركيب أغطية للمناهل المكشوفة للحد من اية خطورة قد تشكلها على المواطنين ومركباتهم، مضيفا أنه سيتم بالتعاون مع الأجهزة الأمنية تكثيف الجهود لملاحقة سارقي أغطية المناهل من ضعاف النفوس وسيتم في حال الكشف عنهم اتخاذ أشد الإجراءات الرادعة بحقهم.
وتختلف العقوبات على جريمة السرقة التي حددها المشرع في قانون العقوبات الأردني حسب ظروف وملابسات الجريمة فعاقب المشرع الأردني على جريمة السرقة في عدة مواد في قانون العقوبات.
ونص في المواد من (400 حتى 405) على عقوبة السرقة الجنائية، وتراوحت العقوبات في هذه المواد بالأشغال الشاقة لمدة لا تقل عن خمس سنوات وذلك كحد أدنى.
ونص في المواد من 406 وحتى 410 على عقوبة السرقة الجنحية بشكل عام من ثلاثة أشهر كحد أدنى إلى ثلاث سنوات كحد أعلى حسب الجريمة المرتكبة.
حابس العدوان/ الغد
التعليقات مغلقة.