لغياب محطات الشحن.. سيارات الكهرباء بمأزق حرية التنقل بالبلقاء
البلقاء – لم يخطر ببال الشاب سامر العبادي، عند شرائه مركبة كهربائية في العام 2019، أن لواء ماحص والفحيص في محافظة البلقاء، يخلو بالكامل من نقاط شحن للمركبات الكهربائية في محطات المحروقات باللواء البالغ عددها أربع محطات.
العبادي أضاف ، أن ما يواجهه ينطبق على المئات من أصحاب السيارات الكهربائية في اللواء، لافتا إلى أنه وفي الكثير من الأحيان، يحتاجون إلى شحن مركباتهم بشكل سريع بدلاً من الانتظار لساعات طويلة في شحنها منزليا، لا سيما إذا كان هناك “مشوار طارئ” على حد تعبيره.
ووفق العبادي، هناك محطة محروقات واحدة في منطقة ماحص، و3 في مدينة الفحيص، وجميعها لا تتوفر فيها خدمة شحن السيارات الكهربائية، ما يضطره إلى الذهاب صوب مدينة السلط أو عمان، لافتا إلى أن المشكلة تكمن في عدم وجود شحن كاف يوصله إلى هناك.
أما الخمسيني أبو يامن سويلم، فيقول إن هناك ازدياداً لافتاً واقبالاً كبيراً منذ مدة على شراء المركبات الكهربائية في الأردن بشكل عام، وكذلك في محافظة البلقاء، الأمر الذي يحتم من وجهة نظره، توفير خدمة الشحن في جميع محطات المحروقات، لا أن تقتصر على مناطق دون أخرى.
المواطن عماد السعايدة، الذي يسكن في قضاء عيرا ويرقا، يؤكد أن القضاء كاملا يخلو من أي محطة محروقات توفر خدمة شحن السيارات الكهربائية، رغم أن أعداد من يمتلكون هذا النوع من السيارات في القضاء، تعد مرتفعة إلى حد ما، وهي في تزايد.
وقال السعايدة، إن أغلب نقاط الشحن داخل محطات المحروقات، تتوفر في مدينتي السلط وعين الباشا، بينما تغيب بشكل كامل أو شبه كامل عن بقية الألوية والأقضية في محافظة البلقاء، مطالبا بضرورة انتشارها على نحو أوسع خدمة لأصحاب السيارات الكهربائية، وتشجيعا لمن يرغبون باقتنائها مستقبلا، لا سيما أن الدوائر الرسمية ذاتها أصبحت تقبل على هذا النوع من السيارات ضمن مركباتها.
ورغم تواصل “الغد” مع هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن، للحصول على ردود وتوضيحات، إلا أن الهيئة لم تقدم أي إجابات، بينما قال مصدر فيها بعدما طلب عدم ذكر اسمه، إن الهيئة تشجع على اقتناء المركبات الكهربائية سواء بالنسبة للحكومة أو المواطنين، وتعمل ضمن خطوات مدروسة على دعم هذا الأمر من مختلف الجوانب.
وأضاف، أن الهيئة تشترط ومنذ العام 2019 على أي محطة محروقات جديدة أن توفر نقاط شحن لتلك المركبات، فيما لجأت الهيئة إلى تكثيف منح الموافقات لتركيب عدادات كهرباء منزلية خاصة بشحن المركبات الكهربائية، مشيرا إلى أن المحطات التي لا توفر تلك الخدمة تكون أنشئت قبل 2019، وبالتالي هي غير ملزمة.
ووفق المصدر، هناك العديد من محطات المحروقات في المملكة بشكل عام، لجأت إلى توفير نقاط لشحن تلك المركبات رغم أن أنها أنشئت قبل 2019، وذلك بسبب الحاجة لها بهدف تلبية الطلب المتزايد على ضرورة توفيرها، متطرقا في الوقت ذاته إلى وجود محطات شحن مرخصة خارج محطات المحروقات.
وبحسب بيانات مصدرها هيئة مستثمري المناطق الحرة، فإن عدد المركبات الكهربائية التي دخلت السوق الأردنية منذ 2018 وحتى نهاية نيسان (أبريل) من العام الحالي، بلغ 45770 مركبة، حيث نما حجم التخليص على المركبات الكهربائية خلال نيسان (آبريل) الماضي بنسبة 106 % مقارنة مع الشهر ذاته من عام 2022، ليصل عدد المركبات الكهربائية المخلص عليها إلى 2051 مركبة.
الغد /محمد سمور
التعليقات مغلقة.