المقاومة ادمت بـ ” سيف القدس ” قلب اسرائيل
مهدي مبارك عبدالله
–
بقلم /مهدي مبارك عبد الله
بعدما تصاعدت حملات ومخططات الاحتلال الصهيوني التي تستهدف مدينة القدس المحتلة عاصمة فلسطين الأبدية ومسجدها الاقصى والمواطنين العزل وعدم توقف مظاهر التهويد والاستيطان فيها لحظة واحدة منذ احتلالها حيث تسارعت الإجراءات والمخططات الإجرامية اتجاه الاقصى والمقدسيين مع بداية شهر رمضان الكريم مع تكثيف حملات الاعتقال والإعدامات الميدانية ونشر مئات من عناصر الشرطة الصهيونية في باحات الاقصى إضافة إلى اقامة عشرات الحواجز بين القرى والمدن الفلسطينية لمنع وصول ابنائها الى مدينة القدس لمساعدة ونجدت اخوانهم المعتكفين في الاقصى
الانتهاكات المتكررة لحرمة باحات الاقصى الشريف وتدنيس قدسيته الطاهرة من قبل رجال الشرطة وقوات الجيش وقطعان المستوطنين واعضاء الكنيست المتطرفين واستخدام الرصاص المطاطي المعلف بالمعدن وقنابل الغاز المسيل للدموع والصوتية والمياه العادمة لتفريق المعتصمين يؤكد من جديد أن انتفاضة القدس ستبقى متواصلة بكل عنفوان وقوة على الرغم من كل الإجراءات التي اتخذتها سلطات الاحتلال لوقفها وان الشباب المنتفض سيواصل القتال حتى الحرية الكاملة للشعب والأرض مهما بلغت التضحيات وانه سيحافظ على حقوقه ومقدساته بدمه وروحه وإن محاولات الاحتلال لتغيير هوية القدس لن تمر وأن كل جهوده ا لتزويرالوقائع لن تغير من حقيقة الأمر بأن القدس فلسطينية عربية وأن شعبها سيقاتل حتى النهاية لتحريرها وكذلك ان في جبروت الصمود والتحدي الذي نراه صفعة قاسية على وجوه المطبعين والمتآمرين والمرابطين يقولون لكافة أهل الأرض أنه لا مجال للتفريط في ذرة من تراب القدس ولا قبول ابدي بالصهاينة المعتدين على ترابها الطهور
ومع استمرار كل مظاهر العدوان والإرهاب في القدس والمسجد الأقصى وتصعيد الاحتلال غطرسته وتماديه في الاجرام والعدوان على المقدسين ونصرة ( للقدس والاقصى ) واستجابةً لصرخات أحرارها وحرائرها ( لبت غزة النداء ) بعد اعطاء الاحتلال مهلة حتى السادسة من مساء يوم الاثنين الماضي 10 / 5 / 2021 لسحب جنوده من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة والإفراج عن المعتقلين والا سيدفع فاتورة الحساب الباهظة من امنه واستقراره وحباه مواطنيه خاصة وان ( عهد الاستفراد بالقدس والأقصى قد ولى إلى غير رجعة )
وعقب انتهاء المهلة المحددة ونظرا لعدم الاستجابة الإسرائيلية اعلنت الغرفة المشتركة التي تضم الأذرع العسكرية للفصائل الفلسطينية باستثناء حركة فتح في بيان خاص إنها تمكنت من توجيه ضربات للاحتلال نحو ( 150 صاروخ ) افتتحتها برشقات صاروخية للقدس المحتلة واستهداف مركبة إسرائيلية شماليّ القطاع بصاروخ ( كورنيبت ) المضاد للدروع تلاها قصف صاروخي مكثف لمحيط تل أبيب( 137) واستهداف مدينتي عسقلان واسدود ومواقع العدو في المدن المحتلة ومستوطنات ما يسمى غلاف غزة وقد اكدت المقاومة انها ستبقى ( الدرع والسيف ) الذي يحمي الوطن ومقدساته وابنائه ولن يكون هنالك وقف لأطلاق النار بأي شكل ومضمون ما لم يتوقف العدوان الصهيوني على مدينة القدس المحتلة
وفي تحدٍي صريح وصمود اسطوري في وجه الاحتلال وانتهاكه ارعد فرائصه رعبا وقض مضاجعه هلعا بعدمااعترف جيش الاحتلال بان القبة الحديدة فشلت في اعتراض بعض الصواريخ وسط حالة من التكم عن الاضرار التي نتجت عنها فيما تستمر مدفعيات الاحتلال الغاصب بقصف المنازل في منطقتي بيت حانون وخان يونس وشن غارات واسعة على قطاع غزة احدها استهداف نفقاً لفصائل المقاومة اضافة الى قصف المحطة الكهربائية الرئيسية الوحيدة في قطاع غزة بعدة غارات مما ادى الى انقطاع التيار الكهربائي على كافة القطاع فضلا عن ستداف عدد من البيوت والابراج السكنية وحتى نهار اليوم 43 شهيدا ارتقوا بينهم 13 طفلا و3 سيدات آخرون كما أصيب 296 فلسطينيا بجراح مختلفة في انحاء قطاع غزة جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة
وقد قال الناطق باسم الكتائب أبو عبيدة على حسابه بموقع تويتر ان تعليق ( ردنا ضد إسرائيل على حصار المرابطين في المسجد الأقصى مرتبطٌ بتأكيد فك الحصار عنهم بشهاداتٍ حيةٍ وموثقة ) حيث ربط ( معادلة غزة بالقدس ) تحت شعار ( نادتنا القدس فلبينا النداء وإن زدتم زدنا ) لتعزيز صراع الهوية والوجود وقد اطلقت المقاومة اسم ( سيف القدس) على جولة التصعيد الحالية مع إسرائيل وفي المقابل أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عملية عسكرية على قطاع غزة تحمل اسم ( حارس الأسوار )
معلوم للجميع بان الاحتلال الاسرائيلي هو الذي بدأ العدوان الغاشم على المواطنين في القدس والشيخ جراح بلا وازع ولا رادع وبهذا عليه أن يتحمل النتائج ويدفع الثمن ولن نتخلى المقاومة عن واجبها المقدس في لجم العدوان والدفاع عن القدس والأقصى فيما نقلت الانباء عن سقوط صاروخ اطلق من قطاع غزة بشكل مباشر على منزل مستوطنين في مستوطنة ( شاعر هنيغف ) وانطلقت صفارات الانذار في المستوطنات المحاذية لغزة ولجأ الكثير من السكان إلى الملاجئ وقد قتل 5 إسرائيليين واصيب العشرات جراء صواريخ المقاومة
ربما لا تكون جولة التصعيد الأخيرة في غزة معلومة الأمد وقد تتجاوز ايام عديدة والتي يتوجب على إسرائيل معها ان تتعلم منها الدروس الكثيرة خاصة فيما يتعلق بالقدرات الصاروخية للمنظمات الفلسطينية في ظل القفزات النوعية التي حققتها في هذا المجال منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة صيف 2014 وأن الإمكانيات الصاروخية لدى حماس والجهاد والشعبية وغيرها تتقدم على شبكة الأنفاق والوحدات البحرية والطائرات المسيرة والوسائل الأخرى وأنها استطاعت تحقيق الرعب المتوازن ولأول مرة في تاريخ هذا الكيان الغاصب ما أفقد العدو الاسرائيلي كل خياراته وجعلته يتخبط في اصدار بيانات كاذبة ولم يستطع اتخاذ أي قرار عملي مؤثر رغم الفوارق الهائلة في موازين القوى العسكرية بين الجانبين
لقد فشلت كل رهانات المتوهين بإمكانية إخماد هبة ونفير وانتفاضة ابناء القدس المباركة والتي انتشرت على امتداد الوطن المحتل او حت مجرد إطفاء جذوتها الباسلة بعدما تعززت وترسخت بنجدة المقاومة العاجلة ورشقات صواريخا الضاربة التي ادمت قلب اسرائيل واخترقت العمق والأمن الصهيوني وهي التي ستحطم بأذن الله تعالى جميع المخططات والمؤامرات ضد القضية والشعب والمقدسات على طريق كنس الاستيطان وضرب المشروع الصهيوني الاستعماري ووقف التغول على الأرض الفلسطيني
ها هي ضربات المقاومة السديدة تدخل الصهاينة في دوامة متجددة من الرعب والهستيريا وهم يتراكضون كالفئران المذعورة نحو الملاجئ والحفر والطوابق السفلية حيث لم يعد أي صهيوني بمنأى عن دفع ثمن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال والمستوطنون بحق الفلسطينيين ومقدساتهم وأعراضهم ولن ( تنعم إسرائيل بالأمن إن لم ينعم الفلسطينيون به ) وان قواعد اللعبة قد تغيرت وان انتِفاضة القدس القائمة يقودها الجيل الثلث من الشاب الفلسطيني الذين كفَروا بالمطبّين العرب والسّلطة الفِلسطينيّة معا وقرروا أن يضعوا حدًّا لسنوات الذل والمهانة وبَدء صفحة جديدة عنوانها الكرامة وعزة النفس بكل ما تتطلب التضحية والشهادة
اما فيما يتعلق بـ ( الموقف الامريكي العاهر ) للبيت الابيض بإدانة اطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخها على مستوطنات ومدن الاحتلال ردا على المجزرة الدموية التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق المصلين العزل المعتكفين في المسجد الاقصى فهو ليس غريب علينا وهو امتداد لمواصلة رعاية امريكا الرسمية للإرهاب الصهيوني الدموي بحق ابناء الشعب الفلسطيني الاعزل واستمرار لسياسة الانحياز الفاشي الاعمى لأخر كيانات الاحتلال على وجه الارض ضاربة واشنطن عرض الحائط باكذوبة الحلم الامريكي الاخلاقي والحريات العامة ومبادئ حقوق الانسان المزعومة
ومن الطبيعي ان نتساءل هنا اين كانت امريكا وعيونها وعدالتها المفترضة من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح وهم يقتحمون المسجد الاقصى ويمطرون المصلين الصائمين والساجدين بين يدي ربهم بالرصاص المطاطي المغلف بالمعدن والغاز المدمع والقنابل الصوتية وخراطيم المياه العادمة وهل يريد ساكن البيت الابيض وادارته ان يظل الشعب الفلسطيني صامتا على الاعتداءات والانتهاكات الاجرامية التي ترتكب بحقه وحق مقدساته دون ان يستميت في الدفاع عن نفسه وقبلته الاولى ويترك قوات الارهاب الصهيوني تبيد حرثه وتقتلعه من ارضه كما اباد الامريكان الاوائل الهنود الحمر تلك الجريمة التي عرفتها الانسانية باسرها وهل لازالت الدمى السياسية في البيت الابيض ومع رئاسة بايدن تتحرك خيوطها من تل ابيب والقدس المحتلة وتقودها العصابات والوبيات اليهودية الصهيونية
ما نحن فيه من هوان وضعف كأمة لم يكن وليد تقهقر ارادة الشعوب العربية البسيطة والمغلوبة على امرها بل ان كل ما وصلنا اليه من ذل وتشطي وتخلف حتى اصبحنا دويلات متناحرة وشعوب مجزأة وارض مشاع لكل غاز وطامع ومستعمر ناهيك عن استقواء الكيان الصهيوني على الدول والشعوب العربية كان سببه الاول والاخير ضعف النظام العربي وتواطؤه وخياناته الا من رحم ربي وان صواريخ المقاومة الفلسطينية الباسلة افضل بيان يمكن صياغته للرد على الادانة الامريكية البائسة مثلما هي افضل علاج لردع الصهاينة الذين لا يفهمون الا لغة الدم والرصاص والصواريخ والبنادق والرعب وتوازن القوى وعود الجنود في التوابيت وان اسرائيل قبل غيرها تعلم بان عدوانها وخرقها للقانون الدولي وتأجيج الصراع وتوسعته سيدفع المنطقة كاملة نحو الفوضى والانفجار الشامل
صواريخ المقاومة الموجهة الى مدن القدس وعسقلان واسدود وبئر السبع ويافا ومطار بن غوريون وربما ايضا مطار اللد وغيرها من الاهداف والتي تحمل رؤوس تفجيرية متطورة وقدرات تدميرية هائلة واجهزة تضليل قادة على تجاوز القبة الحديدية والوصول الى اهدافها بدقة كبيرة ( تقول في فحيح لهيبها للقادة الإسرائيليين سنتضرِب عماراتكم وبناكم التحتيّة ومواطنيكم وسننتقم وبسرعةٍ لكل شهيد يسقط في قِطاع غزّة أو أيّ مكان آخَر في فِلسطين التاريخيّة المحتلّة )
اليوم يعاد كتابة التاريخ بشرف عظيم وبمداد الكرامة بعدما ولى الزمان الذي كانت فيه اسرائيل تفرض شروطها وجاء دور المقاومة لتقرر بعدما وعدت وصدقت بتغيير قواعد الاشتباك لتبقى يدها العليا وهي تعتمد في خصرية لافتة ( الصاروخ بدل الحجر ) فأصبروا وصابروا يا اهل فلسطين وكما قال الله تعالى ( ولا تهنوا في ابتغاء القومان ان تكونوا تألمون فانهم يالمون كما تألمون ويرجون من الله مالا ترجون وكان الله عليما حكيما ) وكما بشر رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم في قوله ( لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك” قالوا يا رسول الله وأين هم قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس ) و ايضا في قوله المصدوق عن ربه ( قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار )
تحية لأهلنا الصامدين في القدس والاقصى رجالا ونساء شباب وشياب واطفال الذي يتصدون بصدورهم العارية وارادتهم الصلبة للقوات الصهيونية الغازية وقطعان المستوطنين الفاشية وتحية معطرة بالفخر والشموخ لأهلنا في داخل اراضي فلسطين المحتلة عرب عام 1948 الذين يؤكدون اليوم بفخر انهم جزء من القضية الفلسطينية وشعبها وارضها ومصابها والتحية المزجية لكافة ابنا الشعوب العربية والاسلامية المقهورة في كل مكان الذين سجلوا بمسيراتهم ووقفاتهم واصوات حناجرهم الصادقة اروع صور التلاحم والاخوة ووحدة المصير برفض كل الاجراءات الصهيونية والعدوان الهمجي على قطاع عزة الصامد ونقول لكل المنبطجين واللاهين وراء اقدام الاسرائليين ( إن لم تكن فلسطين قضيتكم الأولي فلا قضية لكم وشرف عندكم ولا مبدأ ) يا احرار وابطال واشاوس فلسطين لا ( تنظروا للمثبطين الخائفين والمرتهنين الذين قالوا ذات يوم ما جدوى الحجارة وهم الذين يقولون اليوم ما جدوى الصواريخ ) وها هي الجدوى التي شهد بها العدو نفسه امام ( عيونهم لكن قلوبهم عليها غشاوة فاني يبصرون )
وقبل الختام كل التحية الى ابطال لمقاومة الفلسطينية الباسلة بكل فصائلها الثائرة في غزة العزة المنتصرة الذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية حماية شعبنا الفلسطيني والرد القوي والمباشر على انتهاكات الاحتلال وجرائمه بحق أهلنا في القدس والمصلين في المسجد الأقصى المبارك واستهدافه المدنيين والأطفال ومواقع المقاومة في غزة وهي تدك بصواريخها معاقل الصهاينة وتهز كيانهم وتفقدهم توازنهم وهي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو الإسرائيلي و يخشاها ويتوقف عند حدودهااللهم سدد رميهم واجعلها علي اعدائهم ساحقة ماحقة اللهم نصرك الذي وعدت يا ارحم الراحمين
اخيرا نقول ومع نهات شهر رمضان المبارك لقد ( تعذر رؤية هلال التطبيع والشمعدان واليوم هو المتم للمقاومة ) عاشت فلسطين رغم انف المعتدين والمتآمرين والخونة من البحر حتى النهر حرة عربية ابية
mahdimubarak@gmail.com