الركود يفتك بمحال إربد.. 11 ألف محل تجاري بلا الترخيص
تمر الأسواق التجارية في مدينة إربد بأوضاع صعبة تكاد تكون الأسوأ منذ سنوات طويلة، بسبب استمرار حالة الركود التي تأثرت بها جميع القطاعات، في وقت كان ينتظر فيه التجار قدوم الصيف لتحريك الجمود الذي تشهده محالهم.
وتظهر مؤشرات الحالة على عدد المحال التجارية المرخصة لهذا العام والتي بلغت 8 آلاف محل من أصل 13 ألف محل مسجل في غرفة تجارة إربد، فيما تشير أرقام بلدية إربد الى وجود أكثر من 11 ألف محل غير مرخص من أصل 20 ألف محل.
ووفق ما قال رئيس غرفة تجارة إربد محمد الشوحة لـ “الغد”، فإن الأسواق التجارية في إربد تمر بأسوأ حالتها بسبب الركود وضعف القدرة الشرائية للمواطن وعدم زيادة دخل الموظف منذ سنوات، ما انعكس سلبا على حالة الأسواق ودفع بالعديد منهم للإغلاق أو عدم تجديد تراخيصه للعام الحالي.
وأكد أن القوانين والأنظمة التي تفرضها الجهات المعنية تسببت بزيادة الكلف التشغيلية على التاجر، الأمر الذي أدى الى عدم تحقيق هامش أرباح، ما يتطلب إشراك القطاع الخاص في إعادة صياغة القوانين لإعادة الحياة في الأسواق وتشجيع التجار إلى إعادة فتح محالهم المغلقة.
وأشار إلى أن تشدد البنوك في منح القروض للمواطنين أسهم بزيادة الركود في الأسواق، حيث ترفض البنوك منح القروض إلا بضمانات تصل إلى 100 %، إضافة إلى أن رفع الفوائد على القروض سبب رئيس في عدم توجه المواطن للبنوك للاستقراض.
وأوضح الشوحة أن اقتطاع ما نسبته 21.75 % لصالح الضمان الاجتماعي من صاحب العمل والموظف أدى أيضا إلى تدني الراتب، مشيرا إلى أن في حالة تخفيض النسبة ستزيد السيولة وتنعكس إيجابا على حركة الأسواق.
وأكد أن تداعيات جائحة كورونا ما تزال تلقي بظلالها على الأسواق، مشيرا إلى أن الأسواق ما تزال تعاني منذ بدء جائحة كورونا ولغاية الآن، الأمر الذي أدى إلى إغلاق المئات من المحال التجارية في إربد وأخرى تنتظر الإغلاق خلال الفترة المقبلة.
وبين أنه وبالرغم من التنزيلات التي يقوم بها التجار بشكل دوري إلا أن ذلك لم ينعكس على حركة الأسواق، مؤكدا أن هناك محال تجارية تبيع بسعر التكلفة دون أي هامش ربح بانتظار أي بريق أمل في تحسن الأوضاع مستقبلا.
وأشار إلى أن الأسواق كانت تشهد نهاية كل شهر حركة تجارية نشطة، إلا أن الأشهر الماضية كان الوضع سيئا وكان توجه المواطنين لشراء احتياجاتهم الأساسية من المواد التموينية فقط، متأملا أن تشهد الأسواق نهاية الشهر الحالي بالتزامن مع استلام الموظفين لرواتبهم مع عيد الأضحى حركة نشطة.
وطالب الشوحة الجهات المعنية بإعفاء المحال التجارية من رسوم التراخيص والغرامات خلال السنوات الماضية لتشجيعهم على الترخيص هذا العام وخصوصا وأن هناك محلات تراكمت عليها رسوم لسنوات وأصحابها الآن غير قادرين على الترخيص.
وفيما يتعلق بالبسطات، أكد الشوحة أن هناك لجنة شكلت من قبل محافظ إربد لمتابعة أوضاع البسطات، لافتا إلى أن ظاهرة البسطات وانتشارها بشكل كبير في الوسط التجاري باتت مشكلة حقيقية تؤرق أصحاب المحال التجارية وخصوصا وأن عددها تجاوز 7 آلاف بسطة.
وأكد أنه لا يمكن القضاء على البسطات بشكل كامل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وإنما المطلوب تنظيمها وإبعادها من أمام المحال التجارية وخصوصا وأنها تعيق في كثير من الأحيان حركة المتسوقين، إضافة إلى أن البسطات تبيع نفس البضائع لكن بأسعار أقل بسبب عدم وجود أي ضرائب أو رسوم عليها عكس المحال التجارية.
وقال نائب رئيس غرفة تجارة إربد محمود الرشدان، إن حالة الركود التي تشهدها الأسواق في الوقت الحالي، بحاجة إلى وقفة جادة من قبل الحكومة من خلال تخفيض الضرائب والرسوم وإعادة النظر بقانون المالكين والمستأجرين وفواتير المياه والكهرباء.
ودعا الرشدان، إلى إعادة النظر برسوم رخص المهن واللوحات الإعلانية وتخفيضها حتى يتمكن التجار من تجديد تراخيصهم العام المقبل، خصوصا وأن تلك المحال في حال أغلقت سيتم تسريح المئات من العمالة وسينضمون إلى صفوف العاطلين عن العمل.
بدوره، قال مدير ترخيص المهن في بلدية إربد الكبرى المهندس مالك البدور إن عدد المحال المرخصة منذ بداية العام الحالي بلغت 9.400 محل تجاري من أصل 20 ألف محل، مشيرا إلى ارتفاع نسبة الترخيص عن العام الماضي بـ 15 %.
وأكد أن كوادر البلدية وبعد انتهاء المدة المسموح فيها بالترخيص تقوم بجولات يوميا وإغلاق محال لعدم حصولها على الترخيص، مؤكدا أن رسوم الترخيص سواء الأبنية أو المحال التجارية هو مورد رئيس للبلدية لتقوم بواجبها في تقديم الخدمات للمواطنين.
وأشار إلى أن المهلة التي منحت لأصحاب المحال التجارية انتهت في شهر آذار الماضي، حيث ترتب على المحال غير المرخصة غرامات تأخير 50 %، داعيا إلى ضرورة المبادرة بالترخيص قبل نهاية العام الحالي تجنبا لأي إغلاقات.
وقال البدور إن البلدية تقوم بتقسيط المبالغ المترتبة على المواطنين والتجار من خلال شيكات وكمبيالات أو كفلاء لضمان تسديدها للبلدية.
التعليقات مغلقة.