طريق عجلون الدائري.. أولوية يستمر تأجيلها
– في ظل الطبوغرافيا الصعبة لمحافظة عجلون، وضيق الشوارع وسط المدن، ومعاناتها بالأصل من الاختناقات المرورية، تبرز تساؤلات مشروعة يطرحها سكان وفاعليات شعبية حول ما ستؤول إليه الأوضاع المرورية مع توقع تضاعف أعداد زوار المحافظة هذا الصيف بعد تشغيل التلفريك، لاسيما وأن ارقاما رسمية كانت أظهرت أن عدد الزائرين السنوي للمحافظة تجاوز المليوني زائر العام الماضي.
ولم يغب عن تلك التساؤلات، الأسباب التي أوقفت دراسات سابقة، وتوجها رسميا لإنجازها، بعد أن تم تداول مسارها المقترح وقطع الأراضي الخاصة التي كان سيمر بها الطريق الدائري.
ويقول محمد الغزو كيف يمكن لمداخل المدن غير المؤهلة ووسطها الضيق أن تستوعب ما تشهده المحافظة من تزايد كبير بأعداد القادمين إليها بقصد السياحة والتنزه، وخصوصا مع توقع تضاعف الأعداد التي تقدر حاليا بزهاء مليوني زائر في كل عام، لاسيما بعد التشغيل مشروع “التلفريك”.
وأكد أن الحاجة باتت ماسة إلى إيجاد طريق دائري للمحافظة، بحيث يخفف الضغط على الطرق المتوفرة، ويتيح للقادمين عبورها للوصول إلى وجهاتهم للمواقع الأثرية والمشاريع السياحية.
ويقول خالد القضاة إن مسألة التفكير الجدي بإيجاد الطريق الدائري لم تعد مسألة ترف، بقدر ما هي حاجة ملحة، وستثبت الأيام القادمة وعطلة عيد الأضحى تلك الضرورة، خصوصا مع توقع توافد الزوار بالآلاف إلى التلفريك ومشاريع سياحية أخرى جاذبة للزوار والمتنزهين، لافتين إلى أن مشكلة عدم ملاءمة الطرق بادية الآن، وسيزداد الحال صعوبة مع تضاعف تلك الأعداد، ما سيتسبب باختناقات مرورية كبيرة، قد تكون منفرة للزوار في حال استمرارها.
ويؤكد ثائر الصمادي أن إنشاء طريق دائري بات مهما لخدمة القادمين لعجلون، ولأبناء المدينة للمساهمة في التخفيف من الازدحامات المرورية وحوادث السير التي تقع بين الحين والآخر، لافتا إلى أهمية إنشاء هذا الطريق لمنع استخدام الشاحنات والمركبات الكبيرة للطرق الرئيسة الضيقة.
وبين أن مدينة عجلون تعاني بالأصل من ضيق الطريق الرئيس الوحيد والذي يربط عجلون بمدنها المجاورة الأمر الذي يشكل ازدحاما مروريا مستمرا ويتسبب بوقوع الحوادث لعدم توفر الطرق البديلة، مناشدا الجهات المعنية الإسراع في توفير طريق دائري، خصوصا مع بدء تشغيل التلفريك وقدوم آلاف الحافلات والمركبات يوميا.
وكان رئيس مجلس المحافظة السابق الدكتور محمد نور الصمادي، اقترح عمل أجزاء حيوية من الطريق الدائري على شكل “هلالات” لخفض الكلفة، مشيرا إلى أن اختيار مساراتها بعد دراسات متأنية لتشمل مناطق محددة سيحل المشكلة، مقرا بأن مداخل المحافظة الحالية لا يمكنها استيعاب تزايد أعداد القادمين بمركباتهم لمشروع التلفريك والمشاريع السياحية الأخرى ومواقع التنزه، كما أن وضع الطرق في المدينة أصبح لا يستطيع استيعاب حركة المرور الكثيفة عليه، ما يستدعي إيجاد مداخل ومخارج بعيدا عن وسط المدن، بحيث تمكن الراغبين بالوصول إلى مناطق أخرى في المحافظة سلوكها من دون الحاجة للدخول إلى المدينة.
وزاد أن أي خطط مرورية لا يمكنها أن تحد من مثل هذه الازدحامات والاختناقات المرورية المتوقع حدوثها.
يشار إلى أن إنشاء الطريق الدائري مطلب تكرر عرضه لأكثر من مرة خلال السنوات الماضية أمام المسؤولين نظرا لأهميته، إلا أنه لم يتخذ أي إجراء حتى الآن.
ويقول مالك مشروع سياحي، حمزة شويات إن سكان المحافظة سيبدأون بملاحظة تضاعف أعداد المركبات والحافلات السالكة وسط مدن عجلون وكفرنجة وعنجرة بعد تشغيل التلفريك، وتزايد أعداد الزوار للمحافظة على مدار العام وفي مختلف الأوقات، مبينا أن وسط المدن يشهد اختناقات مرورية في أوقات عديدة وفي الظروف الحالية، ولن يستوعب أي تزايد في الحركة المرورية، ما يستدعي وضع حلول وخطط عاجلة لتخفيفها، والبحث عن حلول استراتيجية دائمة تتمثل بعمل طرق بديلة، لاسيما الطريق الدائري.
ويصف كمال مخلوف أزمة المرور التي يعاني منها وسط مدينة عجلون بالمشكلة المركبة التي تتسبب بها الطبيعة الطوبوغرافية وانتشار البسطات وضيق الطرق وزيادة المركبات والاصطفافات المزدوجة وعدم توفر المواقف، معربا عن تخوفه من تفاقم المشكلة مع تزايد القادمين للمحافظة.
ويؤكد رئيس لجنة السياحة والآثار بمجلس المحافظة منذر الزغول، أن بعض هذه البؤر المرورية محكومة بواقع حال يصعب تغيره، إذ تجد كثيرا من الطرق الرئيسة وسط المدن ضيقة ولا يمكن توسعتها لوجود العمارات والمباني على جانبيها، مؤكدا أن الحلول “التخفيفية” تكمن بإعادة تحديد اتجاهات السير على هذه الطرق، والاستفادة من طرق بديلة، والأهم من كل ذلك، هو عمل طريق دائري حول المحافظة، بحيث تتمكن الحافلات والمركبات الراغبة بزيارة المشاريع السياحية الأخرى العبور منها.
يذكر أن دراسات مرورية سابقة، أكدت أن النقاط المرورية الساخنة تتركز وسط مدينة عجلون وشارع القلعة، حيث تعتبر هذه المنطقة من أكثر المناطق التي تشهد على مدار الساعة أزمات مرورية خانقة، وتتفاقم أثناء الذهاب والإياب من دوام الموظفين والطلاب، وفي المناسبات، كالأعياد وعند استلام الرواتب، وأثناء مواسم التنزه، وبسبب قيام أشخاص بركن مركباتهم طيلة النهار بشوارع وسط المدينة، ومغادرتهم لأعمالهم بمحافظات أخرى.
واقترحت الدراسات عدة توصيات لتخفيف أزمة وسط عجلون، وتمثلت بعمل طرق بديلة، لاسيما الطريق الدائري، ونقل بعض الدوائر الحكومية كدائرة الأراضي والأحوال المدنية التي تشهد باستمرار حركة كثيفة الى مناطق أخرى في عجلون بعيدة عن وسط المدينة، إضافة الى فتح صرافات آلية للبنوك في كافة مناطق المحافظة وجعل شارع القلعة من وسط عجلون الى مبنى مديرية الصحة باتجاه واحد، وإيجاد المكان المناسب لأصحاب البسطات ومركبات الخضار.
وكانت غرفة تجارة عجلون، وخلال أحد اجتماعاتها، دعت الجهات المعنية إلى توفير المخصصات الرأسمالية الكافية لإحياء الطريق الملوكي والطريق الدائري، خصوصا وأن القطاع السياحي يتوقع له أن يشهد نموا متزايدا خلال السنوات القادمة مع تشغيل مشروع التلفريك، واستكمال المشاريع الأخرى المرافقه له.
وشدد رئيس الغرفة النائب الأسبق عرب الصمادي على أهمية العمل بشكل جاد لتشجيع الاستثمار وإيجاد الحلول المناسبة لقضايا البنية التحتية في المحافظة، وخاصة في مجال تحسين مداخل المحافظة، وإعادة إحياء الوعود الحكومية السابقة بعمل الطريق الدائري، مؤكدا أن المستثمرين وأصحاب المشاريع القائمة يطالبون بضرورة تحسين الطرق.
بدورها اكتفت مصادر بمديرية “الأشغال” على التأكيد بأن إنجاز طريق بحجم الطريق الدائري أو الملوكي، يحتاج إلى دراسات فنية متأنية، وتوفير مخصصات رأسمالية كافية لا يمكن أن تتاح لها من مخصصات مجلس المحافظة.
ويؤكد مدير سياحة عجلون محمد الديك، أن المحافظة أصبحت وجهة للسياح والمتنزهين المحليين والعرب والأجانب، خصوصا وأنها تتمتع بالعديد من المواقع الأثرية والسياحة المهمة، كقلعة عجلون ومار إلياس ومحمية غابات عجلون والأودية والينابيع والغابات دائمة الخضرة.
وبين أن الأعداد وصلت في سنوات سابقة إلى زهاء مليوني زائر، متوقعا زيادة كبيرة على تلك الأعداد، لاسيما مع تشغيل التلفريك، وإنشاء عشرات المشاريع السياحية الجديدة، ما يستدعي الاستمرار بتحديث وتطوير البنى التحتية وإيجاد طرق جديدة.
بدوره، قال رئيس بلدية عجلون الكبرى حمزة الزغول، إن الحل الجذري لا سيما مع تشغيل التلفريك، يكمن بعمل طرق بديلة وطريق دائري يمكن عبوره للوصول للتلفريك والمشاريع السياحية.
التعليقات مغلقة.