الاحزاب الأردنية ورسائل جلالة الملك
الدكتور موفق العجلوني
=
بقلم / السفير الدكتور موفق العجلوني
المدير العام مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
===
يأتي لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله مع سياسيين و كتاب صحفيين يوم امس و في هذاالوقت بالذات وهذه المرحلة الدقيقة في تاريخ الأردن السياسي و في قصر الحسينية،هو رسالة هامة و عاجلة للأحزاب بان تراجع أوضاعها على المستوى الداخلي من حيث الإدارة والتنظيم والبرامج و والنوايا والغايات، و على المستوى الخارجي علاقتها بالمواطن، وان تقف على أسباب عزوف الأردنيين وخاصة الشباب عن الالتحاق بالأحزاب .
لقاء جلالة الملك و توجيهات جلالته للأحزاب هو امتحان حقيقي لهم، فاما ان تنجح الاحزاب في التقاط رسائل جلالة الملك وتعمل على تحقيقها وتكون خارطة طريق لها ، بحيث تكون الجاذب الرئيسي لانضمام المواطنين للأحزاب ذات البرامج التي تمس حياة المواطن وتشعر المواطن ان هذه الاحزاب تسير على الطريق الصحيح و ترقى الى الرؤيا الملكية في التنمية السياسية ، بحيث يكون الأردن الانموذج الحي في الديمقراطية والتنمية السياسية.
و بالتالي على الاحزاب التي تم ترخيصها، والأحزاب التي على الطريق و في طور التشكيل ان تقف مليا ًعلى حديث جلالة الملك يوم امس و تقوم بمراجعة أوضاعها بما ينسجم و التوجيهات الملكية و التي تتلخص بالرسائل التالية :
- أن تكون الانتخابات البرلمانية القادمة محطة رئيسة في تاريخ الحياة البرلمانية.
- الاستفادة من الفترة المقبلة لبناء برامج واقعية وواضحة لإقناع الناخبين بها.
- رفع نسب التصويت في الانتخابات المقبلة بتحفيز المواطنين على المشاركة الفاعلة في عملية التحديث السياسي، وتشجيعهم على الترشح والانتخاب بخاصة الشباب والمرأة.
- شعور المواطن بأن الأحزاب السياسية تعمل بجدية لترجمة برامجها على أرض الواقع، والانتقال من مرحلة الشعارات إلى تحقيق النتائج.
- عملية التحديث السياسي جاءت لتبني على ما تم إنجازه، ووضعت خارطة طريق واضحة لتحقيق الأهداف المرجوة بشكل متدرج وآمن.
- التحديث السياسي لا يمكن أن يحقق نتائجه دون التحديث الإداري والاقتصادي لان المسارات الثلاثة مترابطة في إطار علاقة تكاملية هدفها خدمة الوطن والمواطن.
لا شك ان المرحل التي نعيشها الان هي مرحلة دقيقة وخاصة بالنسبة للأحزاب والاهم من ذلك كله اقناع المواطنين وخاصة الشباب والمرأةبالانضمامللأحزاب. وكيف تستطيع القيادات الحزبية ان تقنع المواطنين بالانضمام للأحزاب في ضوء قضايا كثيرة وكبيرة يعاني منها المواطن، ولم تتولد القناعة لغاية الان لدى المواطن ” وانا احدهم ” ان الاحزاب سوف تكون قادرة على حل قضايا الفقر والبطالة و توفير مداخل و ايرادات مالية سوآء لخزينة الدولة او لجيب المواطن، وهنالك الكثير من الحديث الذي يدور في وسائل التواصل الاجتماعي و الصالونات الخاصة ان هذه الاحزاب ستكون عبئ على الدولة بدلاً منان تكون معين للدولة. علاوة على أن معظم القيادات الحزبية كان للمواطن تجربة طويلة معها، وبدلاً من خدمة المواطن خدمت نفسها وحافظت على كراسيها، لا بل ورثت كراسيها لأبنائهاوذويهاوبدلاً منان تكون هذه الكراسي خدمة للوطن والمواطنزادت من نسبة المديونية وعجز الموازنة ونسبة الفقر والبطالة.
و بالتالي المشوار امام الاحزاب ليس ممهداً والطريق شاق . هناك مسؤولية كبيرة أمام القيادات الحزبية، يجب عليها لزاماً ان تعي جيداً رسائل جلالة الملك، حيث وضع جلالته يده علىالجرح، و يتطلع جلالته الى :” نريد أن تكون الانتخابات النيابية المقبلة محطة رئيسة في تاريخ الحياة البرلماني” . فإما ان تقوم الاحزاب بمعالجة هذا الجرح بالدواء الناجع والذي وصفه جلالة الملك حفظه الله. واما لا قدر الله ان يلتهب الجرح التهاباً مزمناً و نندم على اليوم الذي اسسنا به احزاباً و التحقنا بهذه الاحزاب لا قدر الله .
المرحلة الان دقيقة و خاصة اننا على أبواب مرحلة انتخابات برلمانية قادمة تحتاج الى اعداد العدة الصحيحة والتي تشعر المواطن اننا على الطريق الصحيح الذي يأخذ الأردن الى التنمية الشاملة و الى معارج التقدم و النجاح والذي يبعث السرور والاطمئنان في قلب جلالة الملك و سمو ولي العهد الامير الحسين حفظهم الله، و في نفس المواطنين. وفي هذه الحالة سنجد الغالبية العظمي من المواطنين وخاصة الشباب والمرأة أعضاء منتسبين وملتزمين وفاعلين في الاحزاب صاحبة البرامج الوطنية،ويكون الأردن المثل والقدوة في الديمقراطية.
مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me