“نفايات بحرية” على الشاطئ.. رسالة من جوف البحر لزوار العقبة

العقبة – في إجراء توعوي وتحذيري، عمدت الجهات المعنية بالعقبة إلى وضع كميات من النفايات البحرية التي تم جمعها واخراجها من جوف البحر على الشاطئ الأوسط بجانب لوحة كتب عليها “هذه الكمية من النفايات تم جمعها من جوف البحر خلال نصف ساعة فقط”، في رسالة واضحة للزوار بعدم إلقاء النفايات على الشاطئ أو البحر.

وأظهرت النفايات البحرية المستخرجة من جوف البحر استهتارا بالحفاظ على البيئة البحرية، والتساهل بإلقاء النفايات على شاطئ العقبة لتستقر في جوف الخليج مشكلة مصدر قلق لدى الجهات البيئية بمصير التنوع الحيوي في العقبة، وفق معنيين بالمحافظة على البيئة البحرية.

ويعمد العديد من الزوار خلال قدومهم الى الشاطئ أو خلال الرحالات السياحية عبر القوارب الزجاجية والنزهة بالقاء النفايات، لا سيما البلاستيكية والعبوات المعدنية، حيث تبين من خلال حملات النظافة أن أغلب النفايات المستخرجة هي عبوات مياه بلاستيكية ومعدنية وإطارات “كاوشك” سيارات وحبال صيد أسماك وقطع حديدية مختلفة وجميعها تؤثر على الحياة البحرية والتنوع الحيوي والمرجان في خليج العقبة.
وكانت سلطة العقبة أطلقت حملة لتنظيف جوف البحر قبيل عيد الأضحى المبارك واستمرت خلال عطلة العيد بهدف إيصال رسالة توعية لكافة الزائرين حول أضرار النفايات على البيئة البحرية وتذكير الزوار بالخطورة البيئية على الأحياء البحرية والمرجان وأن إلقاء النفايات على الشواطئ سيخضع المخالفين للمساءلة القانونية حسب قانون حماية البيئة البحرية.
وقال نائب رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة مفوض البيئة حمزة الحاج حسن إن الحملة هدفها ايصال رسالة بيئية توعوية من كافة القطاعات العاملة بالبحر من أجهزة أمنية ومنظمات بيئية وملاحة وموانئ وغطاسين بواجب كل زائر ومواطن أن يلتزم بالتعليمات البيئية وترك البحر وشأنه نظيفا لتنعم الحياة البحرية والتنوع الحيوي في خليج العقبة بالراحة ولتكون جاذبة لكافة هواة الغوص العالميين والمحليين والتمتع بالمناظر الساحرة من المرجان المميز والأسماك ذات الألوان الزاهية وكافة القطع في البحر والتي أغرقت كمنتج سياحي.
وأضاف الحاج حسن أن كل من يلقي النفايات بالبحر أو على الشواطئ يعرض نفسه للمساءلة القانونية، والهدف منها هو الإبقاء على الشواطئ والبحر نظيفة، مؤكدا استمرار سلطة العقبة من خلال قسم التوعية البيئية بتوزيع منشورات تبين المخالفة والعقوبة المنصوص عليها بالقانون وتحت طائلة المسؤولية القانونية، حيث تم وضع لوحات توضح المخالفة والعقوبة على الشواطئ العامة، بالإضافة إلى رفع الوعي البيئي لحماية البيئة البحرية من النفايات.
وبين الحاج حسن أن القانون سيطبق بحذافيره وبإجراءات صارمة للممارسات التي تؤدي إلى تراكم النفايات ووصولها إلى جوف البحر وبالتالي ايذاء الحياة البحرية والتنوع الحيوي، مؤكدا أن تلك الإجراءات سيماثلها إجراءات في البحر من قبل الهيئة البحرية الأردنية والقوة البحرية لمراقبة القوارب السياحية وقوارب النزهة والقطع البحرية الأخرى.
وتنص العقوبات أن “كل من يقوم بأي من أعمال أو تصرفات أو أنشطة أو إجراءات من شأنها تدمير أو اتلاف أو تدهور البيئة الطبيعية أو الاضرار بالحياة البرية أو البحرية يعرض نفسة بالحبس مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على سنة أو بغرامة لا تقل عن (100) دينار ولا تزيد على (5000) دينار أو بكلتا هاتين العقوبتين”.
وخلال عطلة عيد الأضحى المبارك استطاع المشاركون من  جمع كميات كبيرة من جوف البحر من النفايات البلاستكية وغيرها حسب مدير محمية العقبة البحرية ناصر الزوايدة والذي أكد أن سلطة العقبة مستمرة بحملاتها التوعوية بالإضافة إلى حملات تنظيف جوف البحر في كافة المواقع المختلفة وهو هدف سامي للحفاظ على شواطئ وخليج العقبة نظيفة خالية من الملوثات وحماية الحياة البحرية والشعب المرجانية التي تمتاز بها مياه البحر الأحمر وتجذب السياح من كل أرجاء العالم.
وبينت عدة أبحاث حول ملوثات البحر في العقبة، أن أغلب الملوثات على بيئة المنطقة، تأتي من انتشار أكياس بلاستيكية (بالونات)، وحبال السفن وشباك الصيد وعبوات بلاستيكية وزجاجية، وأعقاب السجائر، وما تلقيه سفن من مواد صلبة وسائلة، وبحسب ما أكده مؤسس محطة العلوم البحرية في العقبة، وعميد كلية العلوم البحرية في الجامعة الأردنية سابقا الدكتور أحمد أبو هلال.
ويحذر ابو هلال من التأثيرات السلبية والخطيرة لهذه النفايات على الكائنات البحرية في خليج العقبة، قائلا إن “المواد البلاستيكية صغيرة الحجم، وتسمى مايكروبلاستيك، وتصل للبيئة البحرية، ويمكنها أن تتجمع على شكل ملوثات هيدوكربونية الذرة، وتبتلعها الكائنات البحرية، وتنتقل للإنسان مباشرة بعد تناوله الأسماك”.
هذه الملوثات والمخلفات، بحسب أبو هلال، كثيرا ما تصل للشعاب المرجانية، وتغطيها وتمنع عنها الضوء، فتقضي على نشاطها في البحر، ليمتد تأثيرها الى الأسماك والسلاحف البحرية وكلاب البحر، عندما تبتلعها، بحيث لا تعود قادرة على إخراجها فتقتلها.
وقال غطاسون من مراكز غوص مشاركة في الحملة إن النفايات البحرية خاصة في المواقع الحيوية والتي يرتادها الكثير من الزوار والسياح مليئة بالنفايات البحرية والتي تلقى في البحر أو على الشاطئ، مؤكدين انهم يقومون باستمرار بحملات نظافة تستهدف مواقع الغوص لتكون في أبهى صورة أمام من يرغب بممارسة هواية الغوص تحت الماء.
وأعرب غطاسون مشاركون في الحملة عن اعتزازهم بالمشاركة في هذه الحملة التي تؤكد وعي وانتماء المواطن الأردني إلى وطنه، مؤكدين أنهم سيشاركون في كافة الحملات التي يتم تنظيمها على شاطئ خليج العقبة للحفاظ على شواطئها نظيفة تستقبل كل الزوار من المواطنين والأجانب من مختلف دول العالم.

احمد الرواشدة/الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة