مصنع ألبان وقاص.. عشرون عاما وفشل تشغيله مستمر
الغور الشمالي – على إحدى تلال منطقة وقاص في لواء الغور الشمالي، يقبع مبنى مصنع الألبان والأجبان المهجور منذ 20 عاما، وقد أنهك جدرانه الإهمال، وتعرضت محتوياته إما للسرقة أو للعبث، في واحد من المشاريع المتعددة التي يكتب لها الفشل باللواء.
المشروع الذي أنشئ في العام 2002 بكلفة إجمالية بلغت 300 ألف دينار، كأحد المشاريع التنموية رافقته طموحات الأهالي بأن يسهم بدعم اقتصاد المنطقة ويوفر فرص عمل لأبنائها، غير أن هذه الطموحات لم يكتب لها أن تتحقق بعد أن اصطدم المشروع بعوائق إدارية وفنية أوقفت تشغيله.
عشرون عاما مضت، وما يزال مبنى المصنع الذي قدمته وكالة التنمية الألمانية كمنحة إلى جمعية وقاص التعاونية التي توقفت عن العمل هي أيضا، مهجورا، فيما آلاته طالها الخراب بعد أن تركت على حالها دون تشغيل.
وكانت بلدية معاذ بن جبل قد نفذت المشروع وتحت إشراف وزارة التخطيط، بهدف توفير فرص عمل لأبناء المنطقة، سواء بالمصنع، أو عن طريق تربية الماشية، للاستفادة من حليبها في منتجات المصنع.
ويوضح مصدر مطلع على حيثات المشروع، أن جمعية وقاص التي أسهمت بجلب المشروع للبلدة، أرادت تشغيله بعد أن تم الانتهاء منه مباشرة، وفق تصورها، لكن الكوادر المطلوبة لهذه المهمة، لم تكن مجهزة او مدربة على إدارته أو العمل فيه.
وأكد المصدر، أن وزارة التخطيط كانت تدرك أن الإدارة والكادر اللذين أدرجا على جدول عمالة المصنع، غير مؤهلين لتشغيله.
وتابع أنه وتحت معضلة عدم كفاءة كوادر الجمعية أوكل تشغيل المصنع للبلدية رغم علمها بوجود ماكينات غير جاهزة للعمل، وتحتاج الى صيانة، غير أن البلدية قامت بتحويل صفة استخدام المصنع الى مصنع للمخللات والذي فشل هو ايضا، وظهرت حينها الادارة والكادر العامل بصورة الجهة غير القادرة على تشغيل المصنع.
وتابع، أن المصنع جرى إغلاقه، وأجبرت إدارته على تسديد أجور ورواتب الموظفين قبل ان تجني أي عائد حينها.
في تطور لاحق، استلمت الجمعية إدارة المصنع، ومع بدء تشغيله كمصنع ألبان اكتشف أن آلة التعليب التي جرى جلبها من تركيا وقتها، مستعملة ومعطلة وتحتاج للصيانة، ما أدى لوقف العمل بالمصنع مرة ثانية، رغم أنه كان بالإمكان تجاوز عقبات تشغيله بإدارة فاعلة ومؤهلة ومدربة منذ البداية.
مصادر اخرى في بلدية معاذ بن جبل أكدت أن المصنع تعرض مؤخرا لأعمال سرقة طالت معدات وماكينات موجودة بداخله، علماً بأن المصنع مغلق منذ فشل تشغيله، وهو ما أكده مصدر أمني قال إن المصنع تعرض لأعمال سرقة للمعدات والماكينات الموجودة بداخله قبل حوالي اسبوعين علماً بأن المصنع مقفل.
المواطنون من جهتهم يعبرون عن استيائهم لما آل اليه المشروع بعد أن علقوا آمالهم عليه، مطالبين بضرورة فتح تحقيق بفشل المصنع ومحاسبة كل من تسول له نفسه العبث بمحتوياته.
يقول المواطن علي التلاوي، إن اهالي وقاص علقوا آمالا كبيرة على المصنع بأن يسهم بتوفير فرص عمل وجلب استثمارات لمنطقتهم.
ودعا التلاوي، الى ضرورة أن يعاد النظر بإمكانية تفعيل المشروع وأن لا يستمر ترك المبنى ومحتوياته عرضة للعبث والسرقة.
معنيون بالاستثمار في اللواء، أرجعوا سبب فشل المشروع إلى سوء التخطيط، وضعف إدارة ورقابة الجهات المعنية.
يقول مربي الماشية محمد أبو صهيون، الكل يعرف قصة المشروع باللواء وكان بالإمكان تجاوز عقبات تشغيل المصنع بعد أن تم الانتهاء من بنائه قبل عشرين عاما، متسائلا كيف يسمح لمشروع بهذه القيمة أن يترك مهجورا.
في تطور أخير، كشف مصدر في بلدية معاذ بن جبل، أن المصنع متوقف منذ عدة أعوام، أي قبل أن يتسلم المجلس البلدي الحالي مهامه، بيد أنه لفت إلى أن البلدية هي صاحبة الاختصاص في إدارة المصنع.
وأشار المصدر إلى أن هناك لجنة مكونة من البلدية ومندوبين عن وزارتي الإدارة المحلية والتخطيط و(إرادة)، للاطلاع على واقع المصنع الراهن، لدراسة إمكانية إعادة تأهليه، وصيانته وإعادة تشغيله أو استثماره، وقد جرى الاتفاق على إعداد دراسة بهذا الشأن وفي أسرع وقت ممكن، لبدء الخطوات العملية لإعادة المصنع للحياة، بهدف خدمة المجتمع المحلي، وتجاوز ما واجهه عند إنشائه من عقبات ومعوقات.
يذكر أن لواء الغور الشمالي قد شهد فشل أكثر من مشروع استثماري منها مشروع المدينة الحرفية ومشروع الحسبة المركزية.
التعليقات مغلقة.