200 مشروع ناجح لخريجي التدريب المهني بعجلون

في ظل محدودية الوظائف الحكومية وغياب المشاريع الكبرى التي توفر فرص عمل بمحافظة عجلون، اتجه مئات من الشباب والفتيات نحو التدرب على مهن تتناسب واحتياجات السوق، ليجد العديد منهم فرصا تنشلهم من التعطل، فيما استثمر آخرون تدريبهم بإنشاء مشاريع خاصة في مجالات عدة تجاوز عددها بالمحافظة الـ 200 مشروع ناجح.

هذه التوجه، يصفه متابعون ومسؤولون وجهات معنية بالإيجابي والمثمر، مستشهدين بمئات قصص النجاح للمشاريع الذاتية للشباب والفتيات، وتمكن قرابة  75 % من مجمل أعداد الخريجين بمختلف القطاعات من الحصول على فرص عمل، ووصولها في بعض المهن كالفندقة والسياحة إلى 95 %.

ويؤكد المسؤولون أن صندوق التنمية والتشغيل في المحافظة، يسعى إلى تمويل مشاريع تنموية متنوعة للشباب المدرب والمؤهل، وأسر عجلونية فقيرة، من خلال توفير قروض ميسرة، وبنسب مرابحة مخفضة، على رأسها المشاريع السياحية، بهدف توفير فرص العمل والحد من نسب الفقر والبطالة المتزايدة، مشيرين إلى أن هناك الكثير من قصص النجاح التي تم دعمها من قبل الصندوق، وجرت متابعتها بشكل دوري، وحققت أهدافها على أكمل وجه، بحيث تمكنت من تشغيل العديد من الشباب، وانتشال أسر عديدة من الفقر.
ووفق أرقام الصندوق، فإن حجم تمويل مشاريع العام الماضي بلغ مليون دينار، وزعت على 80 مشروعا، ووفرت 151 فرصة عمل، فيما خصص للعام الحالي مليون و400 ألف دينار.
ويؤكد مدير صندوق التنمية والتشغيل في المحافظة الدكتور عيسى عواودة، أن الصندوق خصص مبلغ مليون و400 ألف دينار كقروض لمشاريع العام الحالي 2023 وفق خطة الصندوق التي تهدف إلى تمكين الأفراد والأسر والجماعات الفقيرة أو متدنية الدخل أو تلك المتعطلة عن العمل، من ممارسة العمل والإنتاج وذلك من أجل الإسهام في محاربة الفقر والبطالة.
وبين أن دراسة أجراها الصندوق أظهرت أن 90 % من المشاريع السياحية في المحافظة ممولة من صندوق التنمية والتشغيل.
يذكر أن الصندوق استحدث برنامجا لتمكين المرأة ومساعدتها على إنشاء مشروعها للمساهمة في تحسين المستوى المعيشي والاقتصادي لها وأسرتها ولتفعيل دور المرأة في المجتمع وعلى العمل الحر والاعتماد على مبدأ التشغيل الذاتي، وذلك بتوفير قروض تتراوح بين 5 – 25 ألف دينار، وفترة سماح لمدة 9 أشهر وفترة سداد تبلغ 8 سنوات، وبنسبة مرابحة 3 % وللفئة العمرية ما بين 18 – 45 عاما.
ويقول المدرب والخبير بإدارة المشاريع علي المومني إنه يتوجب على الشباب التدرب أولا، وثم التوجه نحو المشاريع الإنتاجية كحلول للفقر والبطالة، مع ضرورة التركيز في أي مشروع على الفكرة الاستثمارية والتمويل ودراسة الجدوى، ليكون بأعلى درجات الجودة.
تمارا المومني وريم المومني، فتاتان استفادتا من قروض الصندوق بعد أن تدربتا، وتمكنتا من إقامة محال للبصريات وصالون للسيدات، وأصبح لديهما مصدر دخل جيد، واستطاعتا توفير فرص عمل للشباب المتعطل.
وبالعودة الى العواودة، فإنه يؤكد أن هناك برامج موجهة للشباب الخريجين الباحثين عن عمل بنسبة مرابحة مخفضة، وتوفير قروض لمشاريع منزلية شريطة أن تكون مرخصة، داعيا إلى الاستفادة من البرامج التدريبية التي يطرحها معهد التدريب المهني، والتي تؤهل المنتسبين لها إلى سوق العمل.
وزاد أن الصندوق يقوم بإجراء البحوث العلمية والدراسات الميدانية للتعرف على المشاريع التي تمكن المنتفع من تحقيق الأهداف المتعلقة بالصندوق وأوجه نشاطه، وتنسيق الجهود مع المؤسسات العاملة في ميادين العمل الاجتماعي الإنتاجي بما يؤدي إلى منع الازدواجية في التمويل وإقامة المشاريع.
أميرة فريحات، وهي مستفيدة من الصندق بإقامة مشروع سياحي في بلدة راجب، تؤكد أن مشاريعهم ما كانت لتنجح من دون هذه القروض الميسرة، والتوجيه والمتابعة من قبل العاملين في الصندوق، داعية الشباب الجادين والأسر الفقيرة إلى الاستفادة من القروض، وعمل دراسات جدوى متأنية لمشاريعهم المقترحة.
وكانت وزارة الزراعة، استحدثت برامج للتدريب على التصنيع الغذائي للشابات والشباب في المحافظة، في مسعى منها للحد من تفاقم البطالة بين صفوفهم، حيث تمكنت من تدريب المئات منهم.
وأشارت المستفيدتان من التدريب وعد الزغول وعبير شويات، عن سعادتهما بالانخراط في هذه البرامج، وأكدتا أنه أسهم بفتح آفاق لهما، للحصول على عمل مجد، يمكنهما من إقامة مشاريع خاصة بهما، بعد الانتهاء من التدريب، عن طريق الدعم بالمنح والقروض.
بدوره، أكد مدير معهد التدريب المهني في المحافظة المهندس معتصم القضاة، أن نسبة تشغيل الخريجين بلغت زهاء 75 % في تخصصات مختلفة، بينما بلغت في تخصص السياحة والفندقة زهاء 95 %، مشيرا إلى أن في المحافظة أكثر من 200 مشروع ريادي ناجح لخريجي وخريجات المعهد، بحيث شكلت جميعها قصص نجاح كبيرة.
وأكد أن المعهد ينتهج خطة توعوية وإعلامية ترويجية كبيرة، بحيث تقوم كوادره بوضع برامج لزيارة قطاعات المجتمع المحلي ومدارس وزارة التربية والتعليم للتوعية بأهمية التدريب المهني.
وزاد أن المعهد يسعى إلى تعزيز العلاقات مع مؤسسات المجتمع المدني والصناديق والجمعيات والبلديات والهيئات والمنظمات الدولية، وتعزيز العلاقات مع القطاع الخاص بما يعزز التدريب التشاركي ويسهم بشكل كبير في تشغيل الخريجين.

عامر  خطاطبه/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة