مشاريع “إعمار الكرك” الأهلية.. رديف أم بديل لجهات رسمية؟
مع توجهها لإنفاق 5 ملايين دينار على حزمة مشاريع خاص بها، تكون قيمة المشاريع التي أنشأتها مؤسسة إعمار الكرك على مدار سنوات في المحافظة قد بلغت 19 مليون دينار، والتي أسهمت بتوفير وتحسين خدمات يطالب بها السكان، في وقت يفتح باب التساؤل عما اذا كانت “إعمار الكرك” كمؤسسة أهلية غير ربحية بديل أم رديف لدور بعض الجهات المعنية؟.
هذا السؤال قد يبدو منطقيا مع استمرار نقص المشاريع الخدمية والتنموية التي تحتاجها محافظة الكرك، وبطء وتعثر تنفيذ بعضها الآخر، في ظل ضعف الموازنة المقدرة بـ 7 ملايين و800 ألف دينار، وهي الموازنة الأقل بين المحافظات على مدار ثلاث سنوات متتالية، رغم أن الكرك السادسة على مستوى المملكة من حيث عدد السكان والمساحة.
في مقابلة أجرتها “الغد” سابقا مع رئيس مجلس محافظة الكرك الدكتور عبدالله العبادلة قال العبادلة إن “موازنة محافظة الكرك هي الأقل بين المحافظات وللعام الثالث على التوالي، رغم العديد من الاحتجاجات والمطالبات بضرورة رفعها”.
كما اعتبر أن “تخصيص موازنة متدنية على مدار ثلاث سنوات متتالية حال دون تنفيذ العديد من المشاريع التنموية التي تحتاجها المحافظة”.
وبين أن “الموازنة لا تكفي لتغطية النفقات الضرورية لتنفيذ المشاريع واقتصارها على تسديد ديون مشاريع سابقة يتم تناقلها كل عام”.
اللافت ايضا ووفق العبادلة أنه” ومع تدني حجم الموازنة وذهاب جزء منها لسداد ديون سابقة فإن ما يتبقى قد لا يتمكن المجلس من إنفاقه على مشاريع بسبب إشكالية المماطلة بطرح العطاءات لأسباب متعلقة بالإجراءات الرسمية وغيرها من الإجراءات المعقدة التي تعيق التنفيذ وبالتالي تؤدي إلى إعادة الأموال للموازنة العامة وتأجيل تنفيذ المشاريع”.
بالعودة إلى إعمار الكرك، فإن عزمها إنشاء مشاريع بقيمة 5 ملايين دينار يضعها في موقف متقدم على الجهات المعنية رغم أن بلدية الكرك الكبرى ترى المؤسسة بأنها رديفة لها.
يقول رئيس البلدية المهندس محمد المعايطة إن مؤسسة إعمار الكرك هي مؤسسة رديفة لبلدية الكرك وقد نفذت على مدار سنوات عديدة مشاريع مهمة للمدينة وساهمت في تطوير البنية التحتية، لافتا إلى أن البلدية تعمل بالتعاون مع المؤسسة حاليا على تطوير واقع السياحة بالكرك من خلال تطوير البيوت التراثية والاهتمام بها والحفاظ عليها.
بالعودة الى مشاريع إعمار الكرك، فقد نفذت المؤسسة العديد من المشاريع التي استهدفت البنية التحتية ومشاريع أخرى ذات طابع خدماتي ومنها استثماري بقيمة 14 مليون دينار على مدار سنوات عدة.
في حين، تستعد المؤسسة التي تتلقى دعما من خلال جمع التبرعات، بتنفيذ مشاريع مستقبلية بقيمة 5 ملايين دينار تستهدف تطوير الواقع الخدمي والاقتصادي بالمحافظة.
ووفق مدير المؤسسة المهندس معتز الضمور فإن إعمار الكرك أعدت خطة لتنفيذ مشاريع مستقبلية بقيمة 5 ملايين دينار في إطار سعيها لتطوير الواقع الاقتصادي والسياحي والثقافي بمدينة الكرك وبالتعاون مع المؤسسات ذات العلاقة بالمحافظة والمملكة.
وقال الضمور إن المؤسسة ومنذ انطلاقها قبل أكثر من خمسة وعشرين عاما أنفقت حوالي 14 مليون دينار لتنفيذ مشاريع وتطوير العديد من البنى التحتية والفوقية، وقامت بإنشاء العديد من مرافق الخدمات النوعية التي تحتاجها مدينة الكرك في مختلف المجالات.
كما تم إنشاء بانوراما قلعة الكرك وسكن لطالبات الجامعة وتأهيل مركز الحسن وحدائق حابس المجالي ومتنزه عين سارة وبناء سوق تجاري بضاحية المرج، بكلفة مليونين و(317) الف دينار بمساحة (340) مترا مربعا، والذي تم تأجيره للمؤسسة الاستهلاكية العسكرية ويوفر حاليا (90) فرصة عمل لأبناء المحافظة.
وأشار إلى مشروع سوق تجاري يبنى على الطراز الإسلامي في منطقة ضاحية المرج بكلفة تصل الى حوالي 3 ملايين دينار وعلى مساحة (5) آلاف متر مربع.
وأكد أن هذا المشروع يأتي في إطار بناء مجمع متكامل تعمل المؤسسة على إنجازه في منطقة ضاحية المرج على مساحة 100 دونم، حيث سبق وتم إنجاز ثلاثة مشاريع هي بيت الكرك الذي كلف مليونا ونصف المليون دينار بمساحة (15) ألف متر مربع، وتم استغلاله كمجمع للدوائر الحكومية بعد أن تم بيعه للحكومة بمبلغ مليونين و750 الف دينار، وكذلك إنشاء الأعمال الهيكلية لمبنى آخر ملاصق له مكون من خمسة طوابق يتكون من 116 غرفة بمساحة تسعة آلاف متر مربع، وبكلفة مليون و500 الف دينار، وتم أيضا بيعه للحكومة بمليون ونصف المليون دينار لاستغلاله كمبنى ملحق لمجمع الدوائر.
ولفت إلى أن المؤسسة تستعد حاليا لتنفيذ مشروع خدمي لتقديم الرعاية الصحية لأبناء الكرك، وهو مركز لعلاج السرطان بالتعاون مع مركز الحسين للسرطان بكلفة مليوني دينار لتقديم خدمات الرعاية الصحية لمرضى السرطان في محافظات الكرك و الطفيلة و معان. إضافة إلى مشروع التلفريك الذي يهدف لتنشيط الحركة السياحية، ومشروع السيارات الكهربائية السياحية لنقل السياح داخل المدينة لحل مشكلة الإزدحامات المرورية التي تتعرض لها الحافلات الكبيرة بسبب ضيق الشوارع واكتظاظها، فضلا عن مشروع إعادة تأهيل إنارة قلعة الكرك التابع لبانوراما قلعة الكرك.
وبين الضمور أن هذه المشاريع ستوفر فرص عمل كثيرة لأبناء وبنات المحافظة، مشيرا أنه وضمن حرص المؤسسة على التشاركية مع الوزارات والمؤسسات الحكومية لتنفيذ خططها للمشاريع الخدمية والتنموية التقت مؤخرا بعدد من المسؤولين ومدراء المؤسسات العامة بهدف عرض و مناقشة إمكانية تنفيذ المشاريع المقترحة في خطة المؤسسة، حيث تسعى المؤسسة لتنفيذ عدة مشاريع خدمية و تنموية في القطاعين الصحي و السياحي تهدف لتعزيز مستوى الخدمات الصحية و تنشيط القطاع السياحي و خلق فرص عمل لأبناء المحافظة.
وأكد أن المؤسسة تبحث من خلال اللقاءات المختلفة عن توفير مستثمرين لتنفيذ المشاريع المختلفة باعتبارها مؤسسة غير ربحية، وهي تقوم بمشاريعها المختلفة بهدف تطوير وتوفير الخدمات المختلفة للمواطنين بالمحافظة.
التعليقات مغلقة.