حريق جرش يفتح ملف الاستعدادات لحماية الغابات

جرش- فتح نشوب حريق بأحراش جرش استمرت عمليات السيطرة عليه أكثر 24 ساعة، باب التساؤلات حول مدى جاهزية الخطط وكفاءتها في مواجهة هذا النوع من الحوادث المتوقعة خلال فصل الصيف.

الحريق الذي بدأ من منطقة الصفصافة بعجلون وامتد إلى منطقة وديان الشام بجرش، أتى وفق تقديرات أولية على قرابة 150 دونما مزروعة بأشجار نادرة، بينما أسبابه ما تزال مجهولة بانتظار نتائج لجان التحقيق التي ستشكلها الجهات المعنية لاحقا.

ووفق ما اعلنته مديرية الأمن لعام في بيانها لها، فإن كوادر الدفاع المدني تعاملت مع حريق أعشاب جافة وأشجار حرجية بإسناد من ثلاث طائرات من سلاح الجو الملكي.
وفيما لم تفصح المديرية عن حجم الحريق وما ألحقه من خسائر اعتبر مدير شعبة حراج جرش المهندس محمد المحاسنة الحريق بـ”كبير وضخم”.
وقال المحاسنة إن الظروف الجوية السائدة اسهمت في سرعة انتشار الحريق، فضلا عن وعورة المنطقة الشديدة وعدم تمكن فرق الدفاع المدني من الوصول إلى موقع الحريق وإجراء عمليات الإطفاء إلا بإسناد من طائرات سلاح الجو الملكي، وهي الآليات الوحيدة التي استطاعت الوصول إلى الموقع.
وكان الحريق قد نشب بعد ساعات الظهيرة أول من أمس، واستمرت عمليات اخماده والسيطرة عليه حتى منتصف الليل، وانهت كوادر الاطفاء عمليات تبريد الحريق مع ساعات الفجر الاولى بيد أن الحريق تجدد ظهر أمس.
وبذلت فرق الدفاع المدني ومديرية زراعة جرش بإسناد من المحافظات القريبة جهودا مضنية من أجل السيطرة على الحريق، استمرت أكثر من 24 ساعة.
وبين المحاسنة ان تجدد الحريق ظهر أمس تطلب قيام كوادر مديرية الحراج بجرش بمساعدة مختلف الجهات المعنية بإخلاء مواقع التنزه من المتنزهين كونها قريبة من منطقة الحريق حرصا على سلامتهم ولتسهيل مرور آليات الدفاع المدني للسيطرة على الحريق في أسرع وقت ممكن.
وقدر المحاسنة حجم المساحة التي تعرضت للحريق قبل أن يتجدد بنحو 150 دونما، وهي غابات تحوي أكثر من 500 شجرة من أشجار السنديان واللزاب المعمرة، موضحا أن تجدد الحريق يعني المزيد من الاضرار متوقعا ان يصل العدد الكلي الى آلاف الأشجار التي تعرضت للحرق والشفط.
وأوضح أن موقع الحريق غير مخدوم بشبكة طرق أو خطوط نار كباقي الغابات كون المنطقة جبلية وشديدة الوعورة ولا يمكن خدمتها بخطوط نار أو طرق فرعية أو زراعية ما صعب من عمليات الإطفاء وآخرها، فضلا عن الظروف الجوية التي ساهمت في تجدد الحريق وسرعة إنتشاره ظهر يوم الجمعة.
وكانت وزارة الزراعة أكدت في تصريح لها أنها ستباشر فور الانتهاء من إطفاء الحريق بتشكيل لجنة تحقيق للكشف عن أسباب نشوب الحريق.
ووسط عمليات الاطفاء التي كانت تقوم بها مختلف الكوادر، ارتفعت اصوات أصحاب المزارع الخاصة القريبة من موقع الحريق والذين طالبوا بضرورة السيطرة على الحريق في أسرع وقت ممكن وبذل جهود أكبر لاسيما وأن الحريق مع تجدده امتد لمواقع قريبة من مزارعهم وأتى في طريقه على العديد من الاشجار الحرجية والمثمرة.
وقال شهود عيان تابعوا عمليات الاطفاء، إن اطفاء الحريق احتاج الى وقت طويل ولوحظ في الموقع وجود آليات وكوادر بعدد كبير.
وقال المزارع خالد فريحات إن كوادر وآليات كبيرة شاركت بإطفاء الحريق وبذلت جهودا مضنية، مستدركا “رغم ذلك استمر الحريق لوقت طويل وألحق أضرارا كبيرة بالغابات”.
وعلى مدار سنوات ماضية، شكلت حرائق الغابات قلقا وهاجسا للجهات المعنية التي ضاعفت من جهودها للتصدي لأي حرائق من الممكن أن تنشب بالغابات.
وانصبت هذه الجهود على إجراءات احترازية مبكرة، وجهود رقابية وتوعوية، ارتبطت بحماية الغابات من الحرائق والتعدي عليها.
من جانبه، يرى الناشط الاجتماعي والبيئي الدكتور عامر عياصرة إن هذا الحريق كبير وخسائره فادحة واضراره ستستمر عشرات السنين، لاسيما وأن المنطقة من أجمل المناطق السياحية على مستوى العالم، وفيها مسارات ومشاريع سياحية خاصة حديثة وهي أكواخ وشاليهات.
ويعتقد أن الحريق مفتعل نظرا للمنطقة التي نشب فيها وطبيعة الأشجار التي احرقت وهي امهات السنديان واللزاب، مشيرا إلى أن أحد أقوى أسباب انتشار الحريق بسرعة كبيرة هو عدم وجود خطوط نار وطرق توصل لموقع الحريق.
وقال الناشط نصر العتوم إن غابات جرش هي ثروتنا الحقيقية التي يجب المحافظة عليها وحمايتها بكل ما نملك ويجب أن تكون الاستعدادات وخطط التصدي للحرائق التي أعلنتها وزارة الزراعة فعالة بشكل أكبر للسيطرة على الحريق باسرع وقت، خاصة وأن الحريق استمر لعشرات الساعات وألحق أضرارا كبيرة بالغابات لا يمكن تعويضها بمئات السنين.
ويرى العتوم إن التجهيزات والاستعدادات لم تكن بالمستوى المطلوب، ومن الأولى مراقبة الغابات عبر أبراج المراقبة بصورة أكبر وتكثيف الدوريات وفتح طرق وخطوط نار في كافة المواقع.
وأضاف العتوم أن الغابة التي تعرضت للحرق من اجمل المواقع السياحية على مستوى المملكة واحتراق اشجارها سيحرم المتنزهين منها وسيتسبب بتراجع أعداد زوارها خاصة المهتمين بسياحة المسارات والمغامرات والسياحة البيئية.

صابرين طعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة