محمية عجلون.. تميز عالمي بصون الطبيعة وتوفير فرص العمل

عجلون- في عمق الغابات، حيث التحدي الأكبر، استطاعات محمية عجلون إحدى المحميات الطبيعية في المملكة، الجمع بين التميز في صون الطبيعة، وتطوير مجتمعها المحيط بها اقتصاديا، وبلوغها نقطة جذب واستثمار سياحي ناجح، استحقت عليه شهادات تقدير دولية.

ومع اعتبارها من أنجح الاستثمارات البيئية والسياحية في المحافظة لما وفرته من بيئة جاذبة للسياحة، وقيمة اقتصادية أفادت المجتمع المحلي عبر تشغيل أبنائه بمرافقه المختلفة، تواصل المحمية تحقيق نجاحها مسجلة الأرقام في عدد زوارها ونسب إشغالها والتي وصلت هذه الأيام الى 100 %.

وتتكون المحمية من مجموعة من التلال ذات الارتفاعات المختلفة يصل أقصاها إلى 1100م، ويتخللها عدد من الأودية الصغيرة والمتوسطة نزولا إلى أدنى ارتفاع يبلغ تقريبا 700 متر، وتحيط بها قرى راسون وعرجان وباعون ومحنا والطيارة وأم الينابيع، بحيث تعتبر أفضل الأماكن الممثل للغابات المستديمة الخضرة في الأردن مثل البلوط والخروب والبطم والقيقب.
وتشير مصارد معنية بالمحمية إلى أن نسبة الإشغال في المحمية وصلت الأيام الماضية إلى 100 %، بحيث يستفيد الزوار والمقيمون فيها من ثلاثة برامج رئيسية، وهي خدمة الإقامة للزائر من خلال الأكواخ المتواجدة وعددها 38 كوخا وبطاقة استيعابية تبلغ 140 شخصا، والاستفادة من خدمات الطعام والشراب من خلال مطعمين واحد للجمعية الملكية لحماية الطبيعة، وهو مطعم البلوط والثاني مطعم الأيل الأسمر الموجود داخل المحمية.
وأكدت المصادر أن المحمية تستقبل سنويا زهاء 70 ألف زائر، ما يجعلها تعد نقطة جذب حقيقية للسياح.
ومنذ تأسست، وكما هو في السنوات القليلة الماضية، فإن المحمية، تواصل تنفيذ برامج ومشاريع بيئية وسياحية، بهدف مساعدة المجتمع المحلي المحيط بها، وإبراز المحافظة وتقديمها لتكون قبلة سياحية عالمية، وعامل جذب للاستثمار السياحي، بما يعود بالفائدة على عموم مناطقها.
وبفضل التحديثات المستمرة على مرافقها، وتنويع برامجها، فقد تمكنت من استقبال أعداد أكبر مما كانت عليه في سنوات سابقة، بحيث تتجاوز الـ70 ألف زائر سنويا.
ويقول القائمون عليها إنها ما تزال تعتبر من أضخم الاستثمارات السياحية في المحافظة، فهي توظف عشرات الشباب والفتيات من أبناء المجتمع المحلي، كما أنها تعد من المحميات الطبيعية في المملكة، والتي حققت تميزا بيئيا في صون الطبيعة، ما استحقت عليه التكريم من منظمات دولية، بالإضافة إلى تمكنها من تطوير مجتمعها المحيط بها اقتصاديا، وبلوغها نقطة جذب واستثمار سياحي ناجح.
ويقول رئيس لجنة السياحة والآثار بمجلس المحافظة منذر الزغول، إن المحمية من أنجح الاستثمارات البيئية والسياحية في المحافظة، لما وفرته من بيئة جاذبة للسياحة، وأضافته من قيمة اقتصادية أفادت المجتمع المحلي، ما جعلها قصة نجاح فريدة ومتنفسا سياحيا مؤهلا، خصوصا وأنها تضم 23 شاليها خشبيا تعمل صيفا وشتاء، وتتسع لمبيت وإقامة زهاء 100 شخص في آن واحد، كما وتضم مطعمين يتسعان لـ300 شخص.
وأشار إلى أنه وبدعم وتمويل من الديوان الملكي العامر، فقد تم قبل عامين بناء 15 كوخا جديدا، تضاف إلى 23 كوخا قائمة في المحمية، وبكلفة وصلت إلى حوالي نصف مليون دينار، وذلك بهدف توفير فرص عمل جديدة لأبناء المجتمع المحلي، إضافة إلى تشجيع السياحة الداخلية، وإطالة مدة الزائر في المحمية بشكل خاص وفي المحافظة بشكل عام.
يذكر أن محميتي عجلون والأزرق المائية، كانتا قد اختيرتا ضمن القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، والذي يعتبر الإعلان الرسمي لأفضل المناطق المحمية إدارة على مستوى العالم، والذي تم بعد عملية تقييم مكثفة، تم فيها تقييم المحميتين بناء على عدة معايير تتعلق بالحوكمة الجيدة، سلامة التصميم والتخطيط، فعالية الإدارة، وجودة مخرجات برامج صون الطبيعة.
وتضم المحمية 6 ممرات سياحية، توفر للسائح إمكانية التجول في الغابات والتعرف على التنوع الحيوي ومشاهدة الآثار، وزيارة القرى، وتناول وجبات الطعام الريفية في قرى محيطة، وزيارة بساتين وأودية وشراء منتجات من المزارعين.
ويذكر أن الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، أطلقت قبل زهاء 3 أعوام لعبة العبارة الهوائية بطول 330 مترا، وذلك لإثراء تجربة سياحة المغامرة لرواد محمية غابات عجلون، ومنحهم فرصة الاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة، ولوضع المحمية على خريطة سياحة المغامرات العالمية.
وتعد اللعبة، ثاني أطول لعبة عبارة هوائية (Zip Line) في الأردن، والثالثة في منطقة الشرق الأوسط، وتعد كذلك نواة لإنشاء قرية ألعاب مغامرة في ساحة الأكاديمية، للربط بينها وبين برامجها والمحمية، وللإسهام في زيادة المنافع لسكان المنطقة بإيجاد فرص عمل دائمة لهم، بالإضافة إلى استقطاب محبي سياحة المغامرة إلى المحافظة.

عامر خطاطبه/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة