الأغوار: طرق زراعية وعرة تعيق المركبات ومحاصيل تنقل على الأكتاف
الغور الشمالي – يتكبد عمال وعاملات يعملون في قطف المحاصيل الزراعية بالمناطق الزورية بالأغوار، أعباء جسدية ونفسية، تفوق عناء القطاف، تتمثل بحمل ونقل المحاصيل لمسافات طويلة لحين تحميلها بمركبة توصلها إلى السوق نتيجة غياب الطرق المؤدية للأراضي المزروعة وإن وجدت فهي مهترئة ولا تصلح لسير المركبات عليها.
ورغم أن هذا الجهد الإضافي مدفوع الأجر من قبل صاحب المحصول، إلا أنه لا يخرج عن إطار الأعمال الشاقة التي بالكاد يستطيع بعض العمال أصحاء البنية القيام بها.
ويطالب مزارعون باللواء، وزارة الأشغال العامة، بتحسين أوضاع الطرق الزراعية والفرعية في اللواء، للتخفيف من أعبائهم ومساعدتهم على إيصال منتجاتهم للأسواق بيسر ودون معيقات، سيما وأن اللواء يضم عددا كبيرا من مزارع الحمضيات والمزارع الخضرية الأخرى، مشيرين إلى أن أكثر الطرق الزراعية في اللواء بحاجة إلى الصيانة.
وبحسب المزارع خالد الرياحنة، فإن الكثير من الطرق الزراعية بحاجة للتعبيد لخدمة المزارعين والتخفيف ايضا عن العمال، لافتا إلى أن المركبات باتت لا تستطيع الوصول إلى العديد من الأراضي المزروعة نظرا لوعورة طرقها.
ولفت إلى أن أصحاب المزارع يضطرون إلى إيكال مهمة تحميل ونقل المحصول لحين إيصاله إلى الشارع الرئيس للعمال بعد أن يكونوا قد قضوا يوما شاقا في عملية القطاف. وأضاف أن هذه العملية تزيد من أجرة العامل ولكنها ترهقه ايضا، ويتحمل صاحب العمل أعباء مالية إضافية هو في غنى عنها.
كما أشار المزارع محمد الزينات من سكان اللواء ويملك مزرعة في المنطقة، إلى معاناة المزارعين جراء عدم المقدرة على استخدام “التراكتور” الزراعي، لوجود حفر ومطبات ترابية وصخرية في طرق المناطق والأراضي الزراعية، إلى جانب وجود أشجار كبيرة، ما يضطر المزارع إلى استخدام الوسائل البدائية في حراثة الأرض، والتي تستغرق عدة أيام.
وتقول احدى العاملات صبحا الرياحنة إنها تعمل في قطف ورق العنب من مزارع الاغوار، لافتة إلى أنها وغيرها من العاملات يجبرن على السير لمسافات طويلة لحين الوصول الى المزرعة نتيجة رفض صاحب المركبة التي جاءت بهن من منازلهن السير على شوارع مدمرة ويكتفي بايصالهن لأقرب شارع رئيس.
وأوضحت أن عملية السير على الأقدام تستغرق أحيانا 40 دقيقة ما يعني وصول العاملات الى موقع العمل منهكات قبل البدء بالعمل.
وأشارت العاملة انتصار القويسم إلى أن إحدى زميلاتها تعرضت للدغة أفعى أثناء العمل، وتسبب تأخر وصول الدفاع المدني لإسعافها بسبب وعورة الطرق إلى مضاعفات بحالتها الصحية.
وأشار المزارع محمد الدبيس إلى أن مزارعي اللواء يواجهون معاناة شديدة في الوصول لمزارعهم، لأن غالبية الطرق الزراعية غير معبدة وشديدة الوعورة إلى جانب ضيقها الشديد، بحيث لا يزيد عرضها على ثلاثة أمتار، ما يحول دون موافقة مديرية الأشغال على تعبيدها.
وبين أن المزارعين طالبوا مرارا بحل مشكلة الطرق الزراعية لكن دون جدوى، مشيرا إلى ضرورة تحسين واقع الطرق الزراعية في اللواء، الذي يعتبر سلة الأردن الغذائية ومصدر الخضار للعديد من المحافظات.
من جانبه، اكتفى مصدر من مكتب أشغال لواء الغور الشمالي بالقول إن تعليمات الوزارة تنص على عدم فتح وتعبيد أي شارع تقل مساحته الأفقية عن 6 أمتار، نظرا لصعوبة وصول وتحرك الآليات الثقيلة فيه، ما يمنع تصويب أوضاع كثير من الطرق الزراعية التي تم ترسيمها منذ زمن بمساحة 3 أمتار.
علا عبداللطيف/ الغد
التعليقات مغلقة.