” رحلتي الى البرازيل ” – 1 – // الدكتور اسماعيل العطيات
= بدعوة كريمة من مرفق البيئة العالمية التابع للامم المتحدة GEF: ( Global Environment Facility) . اتيحت لي الفرصة للمشاركة في مؤتمرها الرابع والستون والذي عقد في العاصمة البرازيلة ( برازيليا ) في الثلث الأخير من شهر حزيران 2023. ولنقل صورة واضحة عن اهم مايهدف اليه هذا المؤتمر قالت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( الفاو ) في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ، مرحّبة بالموافقة على المشاريع المقترحة مخاطبة المشاركين من ( 183) دولة : “نحتاج إلى كوكب سليم وسكّان أصحاء إذا ما أردنا تنفيذ خطة عام 2030. وستساعد هذه المشاريع البلدان في صون الموارد الطبيعية واستخدامها بصورة مستدامة بموازاة توفير الأنماط الغذائية الصحية وسبل العيش المراعية للبيئة والقادرة على الصمود أمام تغير المناخ، والمساهمة في تنفيذ إطار كونمينغ – مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي واتفاق باريس” . وأضافت السيدة سيميدو : (إنّ إجمالي قيمة المشاريع يبلغ 174.7 ملايين دولار أمريكي من تمويل مرفق البيئة العالمي وقد تم حشد مبلغ 1.2 مليار دولار أمريكي من التمويل المشترك. وستساعد شراكة المنظمة مع مرفق البيئة العالمية ، من خلال هذه المشاريع الجديدة، البلدان على الاستفادة من أكثر من 1.4 مليارات دولار أمريكي من التمويل وحشد أكثر من 9 مليارات دولار أمريكي من التمويل المشترك من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية إلى حلول تعالج فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ وتدهور النظام الإيكولوجي والتلوث على البرّ وفي المياه العذبة وفي بحارنا ).
وتأتي مشاركتي في هذا المؤتمر باعتباري ممثل عن منطقة غرب آسيا في هذا المرفق البيئي الحيوي ،وتم خلال هذا المؤتمر مناقشة المشاريع التي سيتم تمويلها من موازنة المرفق على مستوى العالم وكذلك مناقشة انجازات اللجان التابعة لهذا المرفق وخطة العمل للفترة المقبلة .
وعلى هامش المؤتمر تم زيارة برج تلفزيون برازيليا ، والمشاركة في ندوة عن مشروع المدن المستدامة الذكية التي يرعاها المرفق ومن ضمنها العاصمة برازيليا ، وندوة اخرى تتعلق بالمدن البرازيلية وما يعترضها من مشاكل تتعلق بالتطوير الحضري والحلول المقترحة من خلال التخطيط المتكامل والتقنيات المبتكرة . كذلك تم ترتيب لقاء مع كبار مهندسي والخبراء والمدراء التنفيذيين في وزارة البيئة البرازيلية ،حيث استمعنا منهم الى عروض تقديمية متخصصة حول تطوير الاستدامة في مدينة برازيليا بدعم من مرفق البيئة العالمية اضافة الى الفحوصات التفاعلية لانظمة المعلومات البيئية ، والتركيز على تنظيم الاراضي وتخطيط استخدامات هذه الاراضي وما يقترن بها من قضايا مناخية واخرى اقتصادبة واجتماعية، كذلك تم تنظيم زيارة علمية الى موقع للابحاث الزراعية والبيئية تابع للجامعة الدولية للسلام ( جامعة برازيلية غير ربحية ) ، وهذا الموقع موجود داخل غابات الأمازون حيث كانت الفرصة سانحة للاطلاع عن كثب على أكبر محمية طبيعية في العالم وتعتبر رئة العالم أجمع ، بفضل ما تقوم به من امتصاص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتقوم باطلاق غاز الأكسجين النظيف ، وكذلك تم تنظيم زيارة علمية رائعة لمزرعة نموذجية للطاقة الشمسية قامت على تنفيذه شركة (سمارتلي) ، ومن الجدير بالذكر أنه بحلول عام 2024 ستكون البرازيل قد انتهت من تشغيل (1.2) مليون نظام شمسي وتوصيلها على الشبكة الوطنية للكهرباء . وتعتبر البرازيل الدولة الوحيدة في العالم التي يمكن من خلالها مراقبة مدى التزام بقية مدن العالم بتحقيق اهداف التنمية المستدامة ال 17 . وللاهمية البالغة التي تكتسبها غابات الأمازون سواء من الناحية البيئية او الاقتصادية فاننا سنتحدث بالتفصيل في مقال لاحق عن هذه الغابات التي ينعكس أثرها على البرازيل وأمريكا الجنوبية والعالم أجمع بشكل عام .
التعليقات مغلقة.