حوارية تناقش حال الدراما ومقاربتها للواقع في مهرجان جرش
أجمع فنانون عرب على أهمية الدراما في عكس الواقع المعاش، في الندوة الحوارية التي أقيمت اليوم الأربعاء، في منتدى عبد الحميد شومان بعمان، تحت عنوان: “مفهوم الدراما وأهمية نقل الواقع المعاش للجمهور”، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الـ37.
وشارك في الندوة الحوارية، نقيب الفنانين الأردنيين المخرج محمد يوسف العبادي، والفنانة الكويتية هدى حسين، والفنانة السورية أمل عرفة، ونقيب المهن التمثيلية في مصر أشرف زكي، والكاتب والسيناريست المصري مدحت العدل.
وأضاء العبادي على بعض المحطات الفنية، التي يتعرج فيها حال الدراما من حال إلى حال، مبيناً الأثر الذي يمكن أن تقوم به الأعمال الفنية في تصحيح أخطاء المجتمع، والاضاءة على المشكلات التي يعاني منها، وتقترح حلولاً لمعالجتها.
بدوره، قال العدل إنه يقف في صف الذين يرون أن الدراما تجسد الواقع، لكنه لا يمانع بأن يكون للترفيه والتسلية حصة بارزة، بشرط عدم إغفال نقل واقع المجتمع والتعبير عن قضاياه.
وأضاف: “خلال مسيرتي الفنية كتبت أعمالاً درامية كثيرة من وحي المجتمع، وقمنا بتجسيد الواقع ونقل صوته بأساليب وطرق فنية، تجعلها فناً متكاملاً، وقدمنا قضايا عديدة تناولت الحياة والصعوبات على المجتمع العربي ككل، فوظيفة الدراما أن تحدث تغيراً جذرياً في المجتمع بصورة أشمل”.
ونوه العدل، إلى أهمية أن تكون النصوص الدرامية التي تكتب ويتم إنتاجها، تطابق واقع الناس، وتجيب عن تساؤلاتهم وتساهم في توعيتهم وحل مشاكلهم المختلفة.
من جهته، بين زكي أنه يؤمن أن المجتمع هو مصدر الدراما الأول، كونها تستمد موضوعاتها من حكايات الناس وأفراحهم وأحلامهم وخيباتهم، وأن الدراما تلعب دوراً مهماً في حياة المجتمعات، ونقل صورتها إلى الناس.
وقال زكي: “على الدراما أن تكون منبهاً للمجتمع، وأن تساعد في تسليط الضوء على واقعه الحقيقي، ودورها لم يتوقف هنا، بل تطور وأصبح مساهماً في تعديل السلوك، والأهم برأي أن تعلم الدراما الناس التسامح وتجاوز الأخطاء”.
وعن دور الدراما في الوعي المجتمعي، قالت الفنانة الكويتية هدى حسين، إن الدراما من الوجبات الهامة التي تقدم للمواطن والجمهور لإثراء وعيهم وصقلهم.
وأضافت: “أجد ان ما ينقصنا اليوم، وجود دراما موجهة للطفل وتوجيهية له، على ان تكون متخصصة وقادرة على دخول عالمه وامتلاك أدوات تربوية وصحية للمتابعة”.
وأعلنت انحيازها التام، للأعمال التي تتناول القضايا الاجتماعية، رغبة منها بتغيير وعي الجمهور تجاه قضايا معينة، مثل قضايا التحرش، والجندر، والعرق، والعلاقات الأسرية، والفساد وسلوك المجتمع ككل.
من جانبها، أكدت الفنانة السورية أمل عرفة، دور الدراما الصعب حالياً، في التصدي للكثير من الهجمات المنسقة التي تهدد القيم المجتمعية والأسرية والثقافية.
وقالت: “نحتاج إلى مشروع وحدوي ثقافي فني عربي، يحافظ على الهوية العربية في ظل تقديم أعمال منسوخة عن دراما بعيدة عن قيمنا وهويتنا”
وأشارت إلى صعوبة اقناع الجيل الجديد والتحاور معهم، لبث الوعي وترسيخ القيم الصحيحة لديهم، في ظل سيطرة التكنولوجيا وتطبيقاتها وأدواتها على المشهد العام.
–(بترا)/ محمود الخطيب
التعليقات مغلقة.