الغور: نفوق بمزارع أسماك.. خسائر لم تكن بالحسبان
لغور الشمالي- تشهد مزارع تربية الأسماك في لواء الغور الشمالي نفوق أعداد كبيرة وصلت في بعضها الى 50 %، وفق مربي أسماك قالوا إن “نفوق اعداد كبيرة في هذه الفترة شكل ضربة قاسيه لهم، وتسبب بخسارات لم تكن بالحسبان”.
ويرجع أصحاب مزارع لتربية الاسماك أسباب النفوق إلى ارتفاع في درجات الحرارة أضر بالبيئة والظروف التي يحتاجها السمك.
وبينوا أن غالبية اصحاب مزارع الأسماك كانوا يحضرون لموسم يدر عليهم ربحا وفيرا، غير أن ما حصل جاء عكس التوقعات وغيب آمالهم.
ويؤكد أصحاب مشاريع استثمارية أن ارتفاع درجات الحرارة والتي وصلت الى 45 درجة مئوية في الأغوار، تسبب بانتشار فيروسات وأمراض بين فراخ الأسماك، ونفوق أعداد كثيرة بسرعة كبيرة، وقد تعرضت عشرات المزارع للفيروس ونفقت غالبية الأسماك فيها.
وبدأت مزارع الأسماك تشهد حالات نفوق منذ بداية شهر حزيران (يونيو) وما تزال مستمرة، رغم جميع الاجراءات التي قام بها أصحاب المزارع لوقف هذا النزيف.
وقال صاحب مشروع مزرعة أسماك محمد البشتاوي إنه رغم الاجراءات التى اتخذها لإنقاذ الموسم إلا أن ذلك لم يجد نفعا واستمرت الأسماك لديه بالنفوق.
وبين أنه تعرض لخسائر مالية كبيرة، لافتا إلى ما تشكله مزارع الاسماك من فرص عمل للعديد من أبناء الغور، إضافة إلى كونها مشاريع استثمارية بديلة عن الزراعة التي ارهقت المزارعين نتيجة توالي الخسائر بالعمل الزراعي.
وتوقع أن يلجأ العشرات من اصحاب مزارع الاسماك الى إغلاق مشاريعهم لتفادي المزيد من الخسائر لتكون بذلك المنطقة قد خسرت مجددا أحد الاستثمارات التي علق عليها آمال كبيرة.
وقال صاحب مزرعة علي الرياحنة إن أغلب أصحاب المشاريع أخذوا قروضا من اجل التجهيز للموسم الحالي، إلا أن تقلبات الطقس تسببت في انتشار فيروسات بين الأسماك ونفوق أعداد كبيرة وصلت في بعضها الى اكثر من 50 %، وما تزال الخسائر مستمرة كون تقلبات الطقس ما تزال مستمرة.
وتنتشر في لواء الغور الشمالي العديد من البرك لغاية تربية الاسماك “البلطي والبوري ووحيد الجنس، والزينة الكوي”، في بيئة مياه عذبة باللون الأزرق، لتوحي للسمك ببيئة البحر، تغطى بدفيئات زراعية لحمايتها من الرياح والعواصف والعدوى من الأمراض.
ويقول محمد القويسم، إن معظم أصحاب المزارع في الغور الشمالي يهتمون بتربية أسماك من اصناف البلطي، والمشط، وهما من ذوات الدم البارد، ويحتاجان إلى درجة حرارة معينة حتى يكتمل نموهما بسرعة.
ولفت القويسم الى الفوائد المادية التي تعود على سكان لواء الغور الشمالي بسبب مشاريع الاستزراع السمكي، مؤكدا أنها تساهم في رفع المستوى المعيشي لأصحابها وتوفر فرص عمل، فضلا عن تلبية حاجة السوق المحلي من الأسماك، لاسيما وان الأردن يعاني نقصا كبيرا في إنتاج الأسماك، ويعتمد على الاستيراد الخارجي لتغطية احتياجات السكان.
وقال صاحب مشروع آخر تيسير ابو صهيون، إنه يربي أسماك في نظام البرك المفتوحة في لواء الغور الشمالي ويقوم على توفير 8 برك مياه مقسمة للتربية، وللتفريخ، ولتسويق.
وبين انه ومع ارتفاع درجات الحرارة تزداد نسبة تبخر مياه البرك ما قد يلحق الضرر بالأسماك.
من جانبها، أكدت مها علي، وهي تعمل في مزرعة أسماك في اللواء، ان وجود مزارع الأسماك في اللواء خلق فرص عمل جديدة للعديد من الفتيات، واللواتي يقمن بتنظيف الأسماك، وتغليفها بطريقة مميزة، لاسيما وان الفتاة في الأغوار تعاني من غياب لفرص العمل.
ويطالب أصحاب مشاريع لتربية الاسماك من الجهات المعنية العمل متابعة مشاريعهم بالوقت الحالي وتزويدهم بالارشادات التي من الممكن ان تنقذ شيئا من ما تبقى ببرك الاسماك.
بدوره، أكد مصدر في قسم الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة اللواء أن المديرية تعمل بكافة امكاناتها لمتابعة تلك المشاريع الاستثمارية، لافتا أن قطاع الأسماك يشكل نافذة اقتصادية ذات أهمية في اللواء، ويوفر فرص عمل مجدية لأبنائه.
ودعا اصحاب المزارع في حال وجود أي مشاكل الى مراجعة القسم والابلاغ عن هذه المشاكل وسيقوم القسم بدوره بتقديم كل ما أمكن.
التعليقات مغلقة.