الحر ينقذ الدواجن بمزارع جرش من النفوق “الفيروسي”
جرش – في حالة قد تبدو فريدة، تشهد مزارع تربية الدواجن اللاحم في محافظة جرش انتعاشة ملحوظة في الإنتاج، بعد فترة انتكاسه بسبب النفوق الذي لازمها خلال أشهر الشتاء، في وقت أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى القضاء على الفيروسات المتحورة التي كانت تسبب النفوق.
كميات الدواجن الموردة من مزارع جرش الى الأسواق المحلية، ارتفعت بنسبة 60 % مقارنة بالأشهر الماضية، كما ارتفع عدد مزارع الدواجن العاملة في الوقت الراهن من 30 الى 60 مزرعة، فيما يقدر المجموع الكلي لعدد المزارع في محافظة جرش بـ110 مزارع مرخصة.
ويؤكد عاملون في قطاع تربية الدواجن، أن وفرة الإنتاج التي تشهدها مزارع الدواجن بجرش أدت الى انخفاض بالأسعار، لافتين إلى أنه ومع هذا الانخفاض تبقى الأمور مناسبة لجميع الأطراف.
وقدر عاملون أن الكميات المتوفرة تصل الى 800 ألف طير شهريا، وكانت لا تتجاوز 300 ألف طير قبل شهر ونصف.
وقال المزارع إبراهيم العقيل، وهو المتحدث باسم أصحاب مزارع تربية الدواجن في محافظة جرش، إن أعداد المزارع العاملة في جرش ترتفع حاليا بسبب الظروف الجوية المناسبة وتدني تأثير الفيروسات المتحورة التي كانت تتسبب بنفوق مئات الأطنان من الدواجن يوميا بالفترة الماضية. وأضاف أن ارتفاع درجات الحرارة حاليا، يسهم في قتل الفيروسات ويحفاظ على صحة الدواجن وزيادة الكميات المنتجة بنسبة كبيرة.
وأوضح عقيل، أن زيادة الإنتاج تعوض جزءا من خسائر مزارعي الدواجن في الأشهر الماضية، لا سيما وأن الأسعار مناسبة للمزارع والمستهلك، وهي تغطي تكاليف الإنتاج وتعوض المزارعين عن خسائرهم وتوفر فرص عمل لمئات المتعطلين عن العمل، حيث لا يقل عدد العاملين في قطاع الدواجن الذي تتميز به محافظة جرش عن 2500 عامل من مختلف الجنسيات.
وأوضح أن المزارعين متواجدون في مزارعهم على مدار الساعة حاليا، لاتخاذ الإجراءات الاحترازية كافة، في سبيل الحصول على إنتاج بنوعيات وكميات وجودة مناسبة، حيث يقوم المزارعون حاليا بتشغيل مكيفات تبريد للدواجن لتخفيف من شدة ارتفاع درجات الحرارة وحماية الدواجن من أي حالات نفوق بسبب الحر، موضحا أن هذه الإجراءات أثبتت نجاحها.
وتوقع أن تنخفض الأسعار أكثر ليصل سعر كيلوغرام دجاج النتافات الى 110 قروش، وهي أسعار مناسبة للمواطنين كذلك، ويعتمد السعر على العرض والطلب، ومن المؤكد أن العديد من المزارع المتوقفة عن العمل قد تستأنف عملها لتعويض جزء من خسائرها في الأشهر الماضية.
وكان مزارعون تعرضوا لخسائر فادحة منذ بداية العام، وتوقفت هذه الخسائر منذ شهر ونصف، وتحديدا مع بدء ارتفاع درجات الحرارة.
ويرى المزارع عقيل، أن خسائر مزارعي الدواجن في جرش هذا العام تقدر بمئات الآلاف، وقد اضطروا إلى ترك مزارعهم وإغلاقها، تجنبا لمزيد من الخسائر الفادحة وتراكم الديون التي ستثقل كاهلهم والتزامات كبيرة يصعب تسديدها.
وأشار الى أنه في هذه الفترة عادت العديد من المزارع الى العمل مجددا، أملا بتعويض أصحابها جزءا من خسائرهم السابقة.
وكانت سلسلة الخسائر المتتالية قد أجبرت الكثير من المزارعين على إغلاق مزارعهم تجنبا لتراكم مزيد من الديون التي يصعب تسديدها، والتي يقول كثيرون إنها قد تؤدي بهم إلى السجن.
وأكد مزارعون، في وقت سابق، أنهم عجزوا عن حماية الدواجن من الفيروسات التي تنتقل بسرعة، وتقضي على مئات الأطنان يوميا، فيما لم تفلح اللقاحات والمطاعيم في حمايتها.
ويتراوح سعر كيلو الدواجن اللاحم في فترات النفوق في أسواق جرش التي تعد من أكبر المحافظات التي تضم مزارع الدواجن بين 175-190 قرشا، وهي أسعار كانت مرتفعة جدا مقارنة بأوضاع المواطنين الاقتصادية، فضلا عن أن هذه الأسعار أعلى من السقوف السعرية التي حددتها وزارة الصناعة والتجارة قبل بضعة أشهر بـ165 قرشا للكيلو.
وتسببت الضربات المتتالية لقطاع الدواجن في جرش وتراجع الإنتاج بقطع أرزاق مئات الأسر العاملة في سلسلة إنتاج الدواجن وتوزيعه، ففي وقت كان العاملون يشكلون ما يقل عن 2500 عامل، تراجع العدد ليصل إلى 500، في قطاع هو من أكبر القطاعات العاملة والمنتجة في المحافظة، نظرا لميزات المحافظة البيئية والجغرافية والمناخية التي تتناسب مع مهنة تربية الدواجن.
الغد/ صابرين الطعيمات
التعليقات مغلقة.