رسالة في “دلالة العنوان بشعر سلطان الزغول” للباحث رائد عياصرة

نوقشت أول من أمس، في جامعة جرش رسالة الماجستير التي أعدها الباحث رائد عياصرة بعنوان “دلالة العنوان في شعر سلطان الزغول”. وقد تكونت لجنة المناقشة من الدكتور إبراهيم الكوفحي أستاذ الأدب والنقد في الجامعة الأردنية والدكتورة إيمان الربيع عميد كلية الآداب في جامعة جرش والدكتور زياد بني عمر أستاذ الأدب الحديث في جامعة جرش.

يعد العنوان المدخل الرئيسي لدخول عالم النص؛ فهو محور للكشف عن مكنوناته وخفاياه، وهو من الأجزاء الاستراتيجية في العمل الأدبي. وباتت معرفته ضرورة ملحة تضيف فهماً للنص بشكل أعمق.

ويرى الباحث العياصرة، أن العنوان لمحة أو وهج قرائي في غاية الأهمية؛ فهو يدفع المتلقي كي يستشف صوراً ودلالات تشكل معالم التوقعات التي تساعده على الولوج لأعماق النص وفك شيفراته، وتحليل أنساقه التي يتكون منها تركيبه السردي.
وقد أشار الباحث العياصرة في تقديم بحثه، إلى أنه حاول دراسة دلالة العنوان في شعر سلطان الزغول من خلال دراسة أنواع العنوان في شعره ووظائفه، ودراسة بنية العنوان ومرجعياته. فقام بدراسة تحليلية لدلالات العنوان وأثرها في البناء العام للقصيدة، وصولا إلى دور العنوان عند الزغول في كشف خفايا قصائده من خلال وظائفه التي ساعدت المتلقي على الاندماج مع العمل الفني، كالوظيفة الإخبارية والإيحائية.
وتابع العياصرة؛ لم تحظ ظاهرة العنونة بالدراسة العميقة إلا حديثا، رغم وقعها الكبير في النص، وفاعليتها المؤثرة التي تجعل القارئ يتوه في غياهب النص مشوشاً مرتبكاً، أو تقوده لبدء حوار مع هذا النص.
وأضاف: هذا ما ولد في نفس الباحث، دافعاً لاختيار البحث في دلالة العنوان، أما اختياره شعر سلطان الزغول، فجاء بعد التمعن في عناوين قصائده ودلالاتها وأنواعها ووظائفها، التي وجد فيها ميداناً غنيا للبحث في شعر هذا الشاعر. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن سلطان الزغول من الشعراء الأردنيين المعاصرين الحداثيين، والشعر الأردني، وصل إلى مرحلة من النضج يستحق التوقف عنده.
سلط العياصرة الضوء على نتاج الشاعر الزغول المؤلف مِن أربع مجموعات شعرية هي: (في تشييع صديق الموت، 2004م)، و(ارتعاشاتٌ على جَسد الخَريف، 2007م)، و(حِضن الأفول، 2018م)، و(في ظل آب، 2022م). محاولا الإجابة عن أسئلة أساسية هي: هل يعد العنوان عتبة لدخول عالم النص الشّعري؟ وما مكانته فيه؟. ما الرابط المشترك والعلاقة بين عناوينَ القصائد؟. هل كانت العناوين معبرة عن مضمون القصائد؟ ما هي أنواع العنوان ووظائفه ومرجعياته وأبنيته في شعر الزغول؟. وقد اختار الباحث المنهج الوصفي التحليلي، ورأى أنه، الأنسب والأقرب لهذا النوعِ من الدرس، والإجابة عن تساؤلاته الأساسية.
قسمت الدراسة إلى فصلين اثنين يسبقهما تمهيد وتخلفهما خاتمة. فجاء التمهيد معرفا بالشاعر ونتاجه الأدبي والنّقدي، وبنشأة العنوان في الشعر العربي ومفهومه. فتم الحديث عن العنوانِ في الأدب قديماً وحديثاً بإيجاز يخدم الدراسة، وتعريف العنوان لغةً واصطلاحاً. ليأتي الفصل الأول متحدثاً عن أنواعِ العنوانِ في شعر الزغول ووظائفه، فتناول المبحث الأول أنواع العنوان: المفرد، والمركب. وتناول المبحث الثاني وظائف العنوان: الوظيفة الإخبارية والدلاليّة.
أما الفصل الثاني، فبين بنية العنوان ومرجعياته في شعر الزغول، فتناول المبحث الأول البنية الصرفية والتركيبية والصوتية. وتناول المبحث الثاني المرجعية الوجودية والأدبية والطبيعيّة. قبل أن تبرز الخاتمة النتائج التي خلصت إليها الدراسة.
وقد خلص الباحث، إلى أن العناوين التي استعان بها سلطان الزغول في شعره، جاءت معبرة ومعينة للقارئ حتى تساعده في تحليل وسبر أغوار قصائده والاندماج فيها وتقمص دلالاتها، فكانت ممتلئة بالدلالات، وشكلت جسر عبور ينقل المتلقي إلى أعماق القصيدة.

الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة