الكتلة الحارة تقترب.. حرارة تلامس الـ50

تتأثر المملكة اليوم تدريجيا بموجة حارة وجافة قادمة من شبه الجزيرة العربية، بحيث يطرأ ارتفاع قليل على درجات الحرارة، لتصبح الأجواء حارة في أغلب المناطق، وحارة جدا في البادية والأغوار والبحر الميت والعقبة، مع ظهور غيوم على ارتفاعات عالية، وتكون الرياح شمالية شرقية الى شمالية غربية معتدلة السرعة تنشط أحيانا، بحسب تقرير الأرصاد الجوية أمس.

ويتعمق غدا، تأثير الموجة الحارة والجافة على المملكة، حيث توالي درجات الحرارة ارتفاعها لتسجل أعلى من معدلاتها العامة في مثل هذا الوقت من السنة بحوالي (8-9) درجات مئوية؛ وتكون الأجواء حارة فوق المرتفعات الجبلية العالية، وحارة جدا في باقي المناطق، مع ظهور كميات من الغيوم على ارتفاعات متوسطة وعالية، وتكون الرياح جنوبية شرقية معتدلة السرعة تنشط أحيانا.

وتبقى الأجواء بعد غد، حارة فوق المرتفعات الجبلية العالية، وحارة جدا في باقي المناطق، مع ظهور كميات من الغيوم على ارتفاعات متوسطة وعالية، وتكون الرياح جنوبية شرقية معتدلة السرعة تنشط أحيانا.
مدير إدارة الأرصاد الجوية رائد رافد آل خطاب لـ”الغد”، قال إن توقعات الطقس تشير إلى وصول درجات الحرارة العظمى شرق عمان إلى 42 وغرب عمان إلى 40 اليوم، مبينا أن “الحرارة العظمى تصل إلى 50 درجة مؤية في العقبة والأغوار الجنوبية و44 درجة مؤية في مناطق البادية والأغوار الوسطى والبحر الميت”.
وأضاف إن “ذروة الموجة ستكون يومي السبت والأحد، بينما تنخفض درجات الحرارة الثلاثاء المقبل، لكن الأجواء تبقى حارة”، موضحا أن العام الحالي دافئ، وقد يتجاوز العام 2016 من حيث شدة الحرارة على مستوى العالم، لكن ذلك يتبين مع نهاية العام.
وكانت منظمة الأرصاد العالمية أعلنت 2016 أشد الأعوام حرارة على الإطلاق على مستوى سطح الكرة الأرضية.
وحول شدة موجة الحر المقبلة، قال آل خطاب، إنه لا يمكن الحكم عليها فيما إذا كانت الأشد حرا إلا بعد الانتهاء منها، لكن التوقعات تشير إلى أن درجات الحرارة العظمى في الأغوار الوسطى (غور المزرعة) ستسجل 45 درجة مؤية وفي شرق عمان 42 درجة مؤية.
وأوضح أن أعلى درجة حرارة على مستوى المملكة سجلت في غور المزرعة بواقع 50.1ْ في العام 2020، فيما بلغت أعلى درجة حرارة في العاصمة 43.5 في العام نفسه، استنادا على سجلات إدارة الأرصاد الجوية.
وأضاف أن موجة الحر الشديدة تأتي بفعل التغير المناخي الذي يؤثر على العالم، وإن لم تكن هناك سيطرة على الغازات الدفيئة، فإنها ستزيد الاحتباس الحراري وتتسبب بظواهر متطرفة مختلفة عالميا؛ مثل موجات الحر والبرد، والفيضانات والجفاف.
خطر تدني مدى الرؤية الأفقية بسبب الغبار وبخاصة في مناطق البادية.
وحذرت الإدارة، من خطر التعرض المباشر لأشعة الشمس، وعدم ترك الأطفال في المركبات المغلقة، لمضاعفة ارتفاع درجات الحرارة في الداخل بأعلى من خارجها.
كما حذرت من عدم إشعال النيران في المناطق الحرجية والعشبية تجنبا للحرائق، وعدم ترك المعقمات والعطور والمواد القابلة للاشتعال في المركبات، منبهة الى الحذر من  خطر تدني مدى الرؤية الأفقية، بسبب الغبار وبخاصة في مناطق البادية، وعدم إشعال النيران في المناطق الحرجية والعشبية تجنبا للحرائق.
من جانبها، أكدت مديرية الأمن العام ضرورة انتهاج السلوك القويم خلال موجة الحر المتوقع أن تشهدها المملكة، اليوم، حسب النشرات الجوية الصادرة عن الجهات المعنية.
ودعت المديرية الى التقيد بالنصائح والإرشادات لتفادي الحوادث الناجمة عن درجات الحرارة المرتفعة، أو الإصابة بالإجهاد الحراري وضربات الشمس، مشددة على أهمية عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس وقت الذروة خاصة في البادية والأغوار والبحر الميت والعقبة، والحفاظ على شرب كميات مناسبة من السوائل وبخاصة الماء، وارتداء الملابس الخفيفة والفضفاضة.
ونصحت، بارتداء أغطية الرأس الواقية، وأخذ قسط من الراحة عند ساعات الظهيرة خصوصا الأشخاص الذين تقتضي طبيعة عملهم البقاء تحت أشعة الشمس المباشرة، ومراقبة الأطفال وعدم السماح لهم باللعب تحت أشعة الشمس لفترات طويلة.
وأشارت الى أهمية عدم تحميل الأباريز الكهربائية أكثر من طاقتها من خلال تشغيل مكيفات الهواء والمراوح وغيرها على مصدر تيار كهربائي واحد، والابتعاد عن أماكن الأعشاب الكثيفة التي تكون مرتعا للزواحف كالعقارب والأفاعي، وعدم إشعال النيران في المناطق الحرجية والعشبية تجنبا لوقوع الحرائق، والاتصال على رقم الطوارئ الموحد (911) إذا دعت الحاجة لذلك.
كما يوصي مختصون باتباع الأشخاص لأنماط سلوكية، مختلفة عما هو معتاد في الأيام العادية، بخاصة في موجات الحر الشديدة، لأن آثارها ستنعكس على الأفراد، ما سيؤدي لإرهاقهم، وتحديدا من المرضى، ويدعون للابتعاد عن أي مساحات تعرضهم لأشعة الشمس خلال النهار، والإكثار من تناول السوائل الباردة والمرطبات في النهار والليل، والابتعاد عن بذل جهد بدني شاق في الخارج.
إلى ذلك، تحدثت مواقع متخصصة في المناخ، عما ستكون عليه الكتلة الهوائية شديدة الحرارة، مبينة مكوث هذه الكتلة فوق بلاد الشام والأردن منذ الغد، ما سيحقق درجات حرارة قياسية في العديد من مناطق المملكة، إذ ستسيطر القبة الحرارية على المملكة مع اندفاع للكتلة الهوائية شديدة الحرارة من صحراء الجزيرة العربية، لتحقق بذلك درجات حرارة مرتفعة جدا، قياسا بالمعدلات السنوية لها في مثل هذا الوقت من العام، إذ ستدفعه هذه القبة بالهواء الساخن، ليكون قريبا من سطح الأرض، ما يتسبب بمنع ارتداد الحرارة في الغلاف الجوي، وتبقى حبيسة الطبقات السفلية في إطارها، وتتزايد فترات سطوع أشعة الشمس بحيث ترتفع درجات الحرارة والرطوبة على نحو متزايد، وبالتالي سيؤدي ذلك، لتعدي درجات الحرارة لمعدلاتها المعتادة في مثل هذا الوقت من العام بأكثر من 10 درجات مئوية، ويتحول الطقس لتغدو الحرارة شديدة في مناطق المملكة كافة، تصل الى أن تصبح لاهبة في مناطق الأغوار والبحر الميت والعقبة.
في هذا النطاق، فإن تعمق المركز اللاهب للكتلة الهوائية الحارة جدا، سيؤدي لارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات تقفز عن الـ40 درجة، لتصل في بعض المناطق، الى41 و43 درجة مئوية، بينما ستلامس في مناطق الأغوار والبحر الميت والعقبة والبوادي الـ45 درجة مئوية، وقد تلامس الـ50 درجة مئوية في مناطق بالأغوار، وبالذات الوسطى.
وسيبدأ أثر الموجة الحارة منذ الغد، وفقا لإدارة الأرصاد، في سياق يعيد للأذهان شدة هذه الموجة التي أثرت على المملكة في الشهر نفسه في العام 2010 وفيه سجلت درجة الحرارة العظمى بمطار ماركا شرقي العاصمة 43.5 مئوية.-(بترا)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة