عندما ياتي المساء
عبد الله العسولي
اعتم المكان وسكنت الاصوات — اغلقت الابواب
هجر البيت اصحابه
فذبلت وروده وخيم الصمت على اركانه..
صدئت ابوابه فلا حاجة لمفتاح البيت
عشعشت القطط في زوايا سوره
ونبتت الاشواك في طريق البيت
لم يعد هناك كلام ولا انارة ..اطبق الليل سدوله مستاسدا على اركان المكان
ليس هناك انس ولا انيس بل وحشة وظلمه
ذبلت اوراق الاشجار غضبا فلم يعد هناك حياة بل احواض ورود قد جفت
غادرت ايام السعادة..وغادرت معها الاعياد وتركت خلفها قناديلها التي كسرت
فلا رائحة قهوة العيد تفوح ولا صوت تكبيرات المذياع تسمع… سكنت الحياة واطفئ السراج..
وقفت على زاوية البيت حمامة تبكي.. صوت هديلها احزن المكان ..نادت باعلى صوتها ..هل من مجيب فرجع صدى صوت هديلها ..لا احد هنا ..لا احد هنا
هجرت الحمامة المكان وصمت هديلها وطارت حزينة الى مكان اخر تبحث عن انسا وحياة ..لا وحشة وظلمة وهجران
البيت ينادي اصحابه باعلى صوته …لكن هل من مجيب..هل من مجيب