“عين سارة” السياحي بالكرك.. جهود تواجه الإهمال لاستعادة البريق
قبل سنوات خلت، كان موقع عين سارة الواقع في أسفل الجبل الذي بنيت عليه مدينة الكرك وقلعتها التاريخية، مكانا نابضا بالمياه والحياة، ومقصدا أساسيا للزوار من داخل المحافظة وخارجها، إلا أن الحال لم يعد كذلك، إذ بات الموقع أشبه بالمهجور، في مقابل تعويل على أن تفضي العديد من مشاريع التأهيل والصيانة التي يشهدها المكان منذ السنوات القليلة الماضية، إلى عودة الحياة إليه مجددا.
وعين سارة تعد إحدى أقدم عيون الماء وأغزرها في المملكة، وكانت مياهها تستخدم في قديم الزمان في العديد من النشاطات مثل طحن الحبوب، حيث توجد بقايا مطحنة قديمة في أعلى العين التي تغذي كذلك مئات البساتين والمزارع المنتشرة على جانبي الوادي المنحدر صوب البحر الميت، وماؤها يمثل عصب الحياة لوادي الكرك الذي يزود المحافظة بما تحتاجه من الخضراوات والفواكه.
وكانت العديد من الأمكنة في عين سارة، تشكل جزءا مهما من طبيعة المكان وجزءا أصيلا من تكوينه مثل “المصطبة” وهي مكان يقع قريبا من نبع العين الرئيسي، حيث كانت المصطبة مكانا يتسابق إليه المصطافون من أبناء الكرك في الصيف، إلى جانب العديد من الأماكن الجميلة على جانبي السيل الممتد إلى أسفل وادي الكرك حيث برك المياه العديدة والتي تتجمع فيها الأسماك ويقوم الأهالي باصطياد ما تيسر منها.
المواطن أيمن الضمور يقول، إن “عين سارة هي أكثر المواقع السياحية والترفيهية ارتباطا بالمواطنين من سكان الكرك كلها، لأنها كانت قبلة كل السكان بالمحافظة للتنزه أو لغسيل الصوف للمتزوجين أو حفلات السهر للأعراس، وغيرها من المناسبات الاجتماعية أو ولائم الطعام خارج المنازل”.
ولفت إلى “أن عين سارة خلال السنوات الماضية، أصبحت مكانا طاردا للمتنزهين ومليئا بالقاذورات والنفايات التي يلقيها بعض المتنزهين”، مشيرا إلى أن “كثيرا من أعمال الصيانة التي جرت كانت تؤدي لتشويه المكان وعدم تأهيله، خصوصا في المناطق التي اعتاد الناس على الجلوس فيها من فترة طويلة”.
ووفق الضمور، “على المتنزهين مسؤولية كبيرة في الحفاظ على الموقع نظيفا وعدم تعريضه للتخريب كما هو الحال دائما”، مشددا على أن “الكثير من السكان يغادرون الموقع حال قدومهم لعدم وجود مواقع للجلوس بسبب الفوضى بالمنطقة”.
ويرى المواطن أيمن الرواشدة، أن “عين سارة هي المكان الأكثر أهمية وارتباطا بالمجتمع بالكرك، لوجود رابط نفسي بكون عين سارة من عناوين الكرك التاريخية، ويجب أن تتم المحافظة على مكانها وصيانته بشكل دائم”، لافتا إلى إن “حال الموقع من سنوات طويلة يثير الحزن بسبب تردي أوضاعه وتراجع أهميته في الحركة السياحية وحتى التنزه المحلي للمواطنين لغياب الخدمات ومواقع الجلوس وغيرها، حيث أصبح لافتا وجود أعداد قليلة فقط من المواطنين حتى في أيام العطلات”.
من جهته، قال رئيس بلدية الكرك المهندس محمد المعايطة لـ”الغد”، إن “البلدية تولي موقع عين سارة أهمية كبيرة نظرا لأهميته في الحركة السياحية، وكون الموقع هو الأكثر شعبية بالكرك”، مؤكدا أن “بلدية الكرك استثمرت كثيرا بالموقع من خلال بناء حديقة عامة وبمستوى متميز”.
ولفت إلى أن “البلدية الآن تنفذ مشروعا لأعمال الصيانة والتجهيزات في مجرى سيل عين سارة لإعادة تأهيل المجرى وإعادة صيانة البسطات بهدف تطوير أماكن التنزه والجلسات والتي تتعرض للتلف وغيره بسبب سوء استخدام من قبل بعض المتنزهين”.
وأكد المعايطة، أهمية “تعاون المواطنين مع أجهزة البلدية للحفاظ على الممتلكات العامة، وعدم تخريب ما يتم إنجازه من أعمال في مجرى السيل لتكون دائما بأحسن صورة”، لافتا إلى أن “الأعمال الجديدة تشمل إنشاء بسطات جديدة وتأهيل مجرى المياه وإزالة الصخور والمعوقات، واستحداث بركة لتجميع المياه”، مشيرا إلى أن “البلدية ستقوم بهذه الأعمال بشكل دوري لحين تأهيل الموقع بشكل كامل”.
التعليقات مغلقة.