قانون شريعة الغاب، وواقع فلسطين تحت الاحتلال وحراب والإرهاب. // نايف المصاروه.
القَانُونُ في اللغة هو مقياسُ كل شيء وطريقُه، قيل انه مصطلح يوناني، ويقال إنّ اللغة العربية استعارت هذا المصطلح من خلال التواصل مع اللغة اليونانية، حيث تم استعمال المصطلح بمعنى مسطرة أي عصى مستقيمة. والقانون لغة يعني القاعدة، والقاعدة يُقصد بها النظام والاستقرار على نمط معين.
و(في الاصطلاح) : أَمرٌ كلِّيٌّ ينطبق على جميع جُزئيَّاته التي تُتعرَّف أَحكامُها منه.
وفي التعريف القانوني هو مجموعة قواعد عامة ملزمة ومجردة تنظم السلوك البشري الاجتماعي، ويتبعها جزاء إما على شكل مكافأة وإما عقوبة لمن ينفذها أو يخالفها، ويتم ذلك من قِبل السلطة العامة في الدولة.
وقيل أيضا.. القانون في السياسة وعلم التشريع هو عبارة عن مجموعة قواعد التصرف التي من خلالها يتم إجازة وتحديد حدود الحقوق والعلاقات بين الناس والمؤسسات، بالإضافة إلى العلاقة التبادلية بين الدولة والأفراد؛ وتحديد العقوبات للأشخاص الذين يخالفون تلك القواعد.
في ظل تغييب التشريع الرباني، الذي فيه صلاح وسعادة كل البشرية، واستبداله بمجموعة من المسميات القانونية الوضعية، والتي منها القانون الدولي، ونطاق هذا القانون يتمحور حول فرعين اساسيين هما: قانون الأمم (قانون الشعوب)، والاتفاقات الدولية والمعاهدات (اتفاقيات ومعاهدات دولية)، وهما فرعين يختلفان من ناحية الأسس النظرية ويجب عدم الخلط بينهما.
أما قانون شريعة الغاب، حيث تعيش السباع والمفترسات وسائر الدواب ومختلف الطيور والحيوانات، فليس لها قانون تحتكم إليه، كونها مخلوقات فاقدة الأهلية، وغير مكلفة بخلاف الانسان، ويضرب مثل قانون شريعة الغاب كناية أو تشبيها، بما يعني البقاء للأقوى.
انطلاقا من قانون شريعة القاب وأن البقاء للأقوى، كتب أمير الشعراء احمد شوقي نصوص مسرحية أطلق عليها مسمى(قانون شريعة الغاب) ،والتي تضمنت إيحاءات سياسية، وكتبها على لسان الحيوانات، إذ لا قانون يحكمها، سوى قانون القوة، ففي الغابات يكون البقاء فقط للاقوى.
ونصوص المسرحية تبين الواقع الذي تعيشه البشرية ، وكيف يقع الظلم دائماً على الضعيف في قوته أو اقتصاده او في تحالفاته ، يتذكر واقعها المرء، وهو يرى الظلم وسوء اﻻحوال التي يعيشها العالم كله.
شخوص المسرحية من الحيوانات الأسد، والنمر، والثعلب، والدب، والذئب، والحمار.
بدأت القصة باجتماع عاجل، دعا إليه الأسد ملك الغابة قوة ومهابة ، لمناقشة تفشي مرض الطاعون في الغابة.
افتتح اﻻسد الاجتماع بموعظة أشار فيها إلى أن «القدماء قالوا إنه إذا نزل الطاعون بقوم يكون ذلك عقاباً لهم على ذنوبهم، فإن اعترفوا بها وتطهروا منها يذهب عنهم المرض ، وطلب من الجميع أن «يعترف كل بذنبه».
فرد النمر بالموافقة وداعياً نفاقا… أن «يعيش مولانا الأسد».
ثم اعترف الأسد بما اقترفت يداه من قتل وفتك، ووصف الآلام التي تسبب بها ، وسأل الحاضرين: «هل تحسبوني مذنباً» ؟ فرد عليه الثعلب المنافق الماكر: «بل أنت أهل للمديح، اقتل الجميع يا ملك الوحوش لنستريح».
ثم اعترف النمر بذنوبه وبعده الدب.
وعاد الثعلب للحديث بلسان الحكيم الماكر قائلاً: «شر المنازل للفتى ما ليس ينفع أو يضر، إن الشجاع إذا رأى خطراً يحيط به يفر».
وقال موجهاً حديثه للحمار : «والآن ما بك يا حمار لزمت صمتك مستريحاً، ذي سكتة الجاني يخاف إذا تكلم أن يبوحا».
دافع الحمار عن نفسه قائلاً: «أنا ما جنيت ولست أذكر أن لي عملاً قبيحاً»،ثم عاد واستذكر قائلاً: «قد كنت يوماً جائعاً والليل يوشك أن يلوحــا، والأرض تبعث حرها ويكاد جسمي أن يسوحا، فمررت قرب الدير أشكو في الفؤاد له جروحا، وتكاد رجلي أن تزل وكاد جفني أن ينوحــا، فوجدت في بعض ساحات الدير عشبا ذابلا طريحـا، وتمثل الشيطان يغريني ويبدو لـي نصيحـا».
ومن فوره.. يسأله الثعلب: «أأكلت»؟ فيرد الحمار: «نعم أكلت».
ويتدخل النمر ويقول: «لقد اعترفت».
وعلى الفور يعلن الثعلب حكم القصاص بالإعدام على الحمار بالاستناد إلى قانون: «من مس مال الوقف في قانوننا دمه أُبيحا».
ثم أعلن الأسد أن عقوبة الحرق ستكون مصير الحمار بحجة «أكله مال عام… العشب الذي في ساحة الدير ».
واختتم الثعلب الاجتماع بقوله: «إن الفتى إن كان ذا بطش مساوئه شريفة»، بمعنى أن من كان قوياً توصف عيوبه وأخطاؤه وذنوبه بأنها أعمال عادية ولا ترتقي لتصنف بأنها جرائم .
في عالمنا المعاصر ، تتكرر شريعة الغاب وتتجلى بأبهى وأوضح صورها ،فالكبار ..أسود المشهد الدولي ،يقتلون وينهبون ويمتصون دماء الشعوب،ويدمرون الحضارة ،ويزورن التاريخ بإسم المدنية والحرية تارة،وتحت كل المسميات تارات وتارات ،وبدون أي حسيب أو رقيب، ومن يحاسب من… إذا كان المجرم المحترف والقاتل والسارق، هو ذاته القاضي والخصم والجلاد.
بالتآمر والخداع والكذب وتزوير كل الحقائق، وعبر مراسلات وهمية وبرقيات كاذبة ومعاهدات ظالمة، ثم كان وعد بلفور ،ومنذ عشرات السنين احتلت فلسطين، من قبل اليهود المجرمين، بعد أن طردتهم أوروبا إبعادا وإتقاء شرهم وشررهم وفتنهم، وبعد أن استوطنوا، وبالتعاون مع أسود المشهد الدولي، وكونوا نواة دويلتهم البائدة والزائلة، لأن ما بني على الباطل فهو باطل، ثم احدثوا الفتن والويلات، جرائم قتل ومذابح جماعية، واغتصاب وترويع،وارتكاب لكل مسميات الإرهاب، كل ذلك دفع ببعض أصحاب الحق للهجرة وترك بلادهم وممتلكاتهم ووطنهم، ليعيشوا ويلات اللجوء.
والمحتل المعتدي يبني ويتوسع ويحتل ويعتدي ظلما وزورا.
يغير الصهاينة على المقدسات بحجة أن لهم فيها حق التعبد، واختاروا حائط البراق، الذي اسموه حائط المبكى، وهنا أورد بعض الآثار القانونية، أن حائط البراق هو جزء من الحائط العربي للحرم الشريف في القدس، وقد كان إدعاء اليهود ملكيته سبباً في التوتر الذي نجمت عنه اضطرابات واشتباكات عنيفة خلال شهر آب سنة 1929 بين العرب واليهود في القدس وفي أنحاء عديدة من فلسطين ( ثورة 1929).
وقد أرسلت الحكومة البريطانية إلى فلسطين لجنة تحقيق في أسباب الاضطرابات عرفت باسم “لجنة شو” فأوصت هذه بإرسال لجنة دولية لتحديد حقوق العرب واليهود في حائط البراق.
وقد وافقت جمعية عصبة الأمم على هذه التوصية بقرار أصدرته يوم 14/1/1930وتشكلت بموجبه لجنة من ثلاثة أعضاء من غير الجنسية البريطانية مهمتها “تسوية مسألة حقوق ومطالب اليهود والمسلمين في حائط المبكى” لأن هذه المسألة “تستدعي حلاً سريعاً نهائياً”.
تألفت اللجنة من ثلاثة أعضاء من السويد وسويسرا وأندونيسيا ووصلت إلى القدس في 19/6/1930 حيث بدأت عملها الذي استمر شهراً واحداً عقدت خلاله 33 جلسة واستمعت إلى وجهات نظر الفريقين العربي واليهودي كما استمعت إلى شهادات 52 شاهداً قدمهم الفريقان اللذان زودا اللجنة أيضاً ب 61 دقيقة.
انتهت اللجنة من وضع تقريرها في مطلع كانون الأول 1930 وخلصت فيه إلى استنتاجات حازت موافقة الحكومة البريطانية وعصبة الأمم معاً فأصبح بذلك وثيقة دولية هامة تثبت حق الشعب العربي الفلسطيني في حائط البراق وأهم هذه الاستنتاجات:
1) تعود ملكية الحائط الغربي إلى المسلمين وحدهم ولهم وحدهم الحق العيني فيه لأنه يؤلف جزءاً لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الموقف وتعود إليهم أيضاً ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط لكون الرصيف موقوفاً حسب أحكام الشرع الإسلامي لجهات البر والخبر.
2) إن أدوات العبادة و/أو غيرها من الأدوات التي يحق لليهود وضعها بالقرب من الحائط بالاستناد إلى أحكام هذا التقرير أو بالاتفاق بين الفريقين لا يجوز في حال من الأحوال أن تعتبر أو أن يكون من شأنها إنشاء أي حق عيني لليهود في الحائط أو في الرصيف المجاور له.
3) لليهود حرية السلوك إلى الحائط الغربي لإقامة التضرعات في جميع الأوقات “ولكن مع مراعاة شروط حددها التقرير.
4) يمنع جلب أية خيمة أو ستار أو ما شابههما من الأدوات إلى الحائط.
5) لا يسمح بنفخ البوق بالقرب من الجدار”.
وهكذا أثبتت اللجنة الدولية بالرغم من وجود الانتداب البريطاني في فلسطين وشراسة الهجمة الصهيونية الاستعمارية آنذاك، أن حائط البراق أثر إسلامي مقدس وأن كل حجر فيه والرصيف المقابل والمنطقة الملاصقة داخل أسوار المدينة القديمة، ملك عربي ووقف إسلامي وأن لا حق إطلاقاً لليهود ولليهودية في ملكية أية ذرة من ذراته، وأن كل ما لليهود من حق هو إمكان زيارة الحائط فقط.
بل إن هذا الإمكان مصدره التسامح العربي الإسلامي.
هنا أقول أين أصحاب الحق من العرب والمسلمين للعودة الى هذه المواثيق وتطبيقها ؟
وأين هي العدالة الدولية التي تحتكم اليها الدول في خلافاتها؟
وأعود وأقول.. ومن سيقف للمحاسبة، إذا كان اهل الحق هم أنفسهم لحقوقهم مفرطين!
ولا يزال الصهاينة الثعالب يخططون ، وبالخداع والمكر وتأليف الكذب ،والتباكي وتمثيل دور الضحية وتاليب الرأي العام الدولي، على بعض الدول في المنطقة ، وبحجج وذرائع الإرهاب ،والمراد من ذلك التأليب والتأليف، هو إشغال العالم عنهم ليحققوا غاياتهم في التوسع وبناء المزيد من المستوطنات والمستعمرات، ليتحقق حلم بناء دولتهم الكبرى من النيل الى الفرات.
شريعة الغاب … تكررت احداثها ويتكرر في كل يوم واقعها ونصوصها، وتتجلى حقيقتها واقعا نعيشه في شرقنا العربي، وبالذات ما جرى في فلسطين سابقا من جرائم إبادة ترقى لجرائم الحرب، وخاصة تلك الاعتداءات التي كانت على غزة في عام 2014 وما سبقها.
وما يجري حاليا في القدس من تهجير قسري، وهنا اضيف فائدة ايضا وهي أن الصهاينة – أقرّوا ما يسمى ب “مشروع القدس الكبرى”، وفي نطاق استهداف المقدسات الإسلامية، بتوسيع حدود بلدية القدس لتشمل المناطق الممتدة من مدينة رام الله شمالاً إلى بيت لحم جنوباً، وقد أُطلق على هذا المشروع اسم “مشروع الأب”، وهو يمثل الحزام الاستيطاني الثاني حول مدينة القدس، بعدما كان الحزام الأول اتضحت معالمه في الأحياء العشرة التي أُقيمت ضمن نطاق أمانة القدس لعام 1967 ، بينما يضم الحزام الثالث 15 مستوطنة إضافية في محيط القدس الشرقية.
ومن أبرز الأهداف الإسرائيلية لعملية التهويد، التي نُفِذت بشأن القدس، تركيز أغلبية سكانية يهودية في المناطق المجاورة لها، بحيث تضفي على المدينة طابعاً يهودياً يستحيل معه البحث في مصير المدينة ومستقبلها في ظل أي تسوية أو مفاوضات سلمية محتملة خلال السنوات المقبلة.
كما تهدف خطة “القدس 2050″ أيضاً إلى زيادة الاستثمار الخاص، وبناء طرق عالية الجودة للمواصلات، بما في ذلك خط سكك حديد، وشبكة شاملة من المواصلات ووسائل النقل العام، واستحداث طرق سريعة وتوسيع الطرق القائمة، وطرق فائقة السرعة تقطع إسرائيل من الشمال إلى الجنوب. وتقترح الخطة أيضاً إنشاء مطار في وادي هوركانيا، بين القدس والبحر الميت، لخدمة 35 مليون مسافر سنوياً. وسيرتبط هذا المطار بطرق وسكك حديد موصلة إلى القدس ومطار بن غوريون ومدن أخرى مجاورة.
وتسعى الخطة إلى جذب اليهود من شتى أنحاء العالم إلى القدس من خلال تطوير صناعتين متقدمتين: التعليم العالي والتكنولوجيا المتقدمة، ويرتبط تطوير صناعة التعليم العالي ارتباطاً وثيقاً بتطوير التكنولوجيا المتقدمة، والمعلومات البيولوجية، وصناعة التكنولوجيا البيولوجية، لذا تدعو الخطة إلى إنشاء جامعة للإدارة والتكنولوجيا في مركز مدينة القدس، وإلى مساعدات حكومية للبحث والتطوير في مجالات علمية وتقنية جديدة تخدم المجمّع الصناعي العسكري والشركات الإسرائيلية متعددة الجنسيات العاملة في مجالات متقدمة.
للحق إن ما يجري في القدس واللد والخليل بشكل عام، وفي غزة بشكل خاص،من ثورات واحتجاحات، هي نواة لإفشال مخططات الصهاينة، وما نراه من قصف عسكري ممنهج، من هدم للبنايات وقتل للمدنيين، وتدمير لكل البنية التحتية، هو اولا وبلا شك جرائم حرب بإعتراف بعض الكثير من الجهات الدولية القانونية.
وأضيف ثانيا.. أن المغزى من هذا التدمير والإرهاب الصهيوني، هو الرضوخ لقانون شريعة الغاب، والسكوت والرضى بما تفعله اسرائيل،ولذلك تسعى للإبقاء على عنصر القوة وبشكل واضح، لإظهار القوة والإرهاب ، تصور.. يا رعاك الله، أن تقصف أبراج لا يوجد فيها أية أهدف عسكرية، بل إن بعضها يحتوي على مؤسسات صحفية وإعلامية، والقصد من ذلك واضح!
وتصور يا رعاك الله.. أن تقصف البنايات والمساكن على رؤوس ساكنيها، وأذكر منها بناية مكونة من أربعة طوابق تعود لعائلة ابو عوف، فيستشهد منهم ” 14” شخص، فيما يجرح أكثر من”25” شخص آخرين من نفس العائلة!
والأمثال على ذلك والشواهد أكثر.
وكل ذلك يهدف الى زيادة تفريغ الاراضي الفلسطينية من أهلها، خاصة في القدس بشكل خاص وفي كل المدن والبلدات الفلسطينية.
وعندي سؤال للعرب ولكل دعاة الحرية وحقوق الإنسان في كل العالم، هل استهداف المدنيين، وقتل الأطفال والنساء، وهدم المنازل والمؤسسات ، وتدمير المختبرات الوحيدة في غزة لمكافحة وباء كورونا، هل هذه أهداف يجوز في العرف القانوني قصفها؟
ولنعرف أكثر بأننا نعيش حقيقة قانون شريعة الغاب، يجتمع مجلس الامن لثلاثة مرات فيفشل في التوصل إلى اتفاق على بيان بشأن العدوان الوحشي الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وعقب جلسة نقاش مفتوحة، استمرت لأكثر من 3 ساعات ، أصدر مندوبو الصين وتونس والنرويج فقط..، بيانا مشتركا طالبوا فيه بالوقف الفوري للأعمال العدائية بين إسرائيل والفلسطينيين”.
وسؤال كررته سابقا ،وأعيده… أين بقية دول العالم؟
وبعد مطالبة مجلس الأمن الى اسرائيل للتوقف عن القصف، فهل توقفت اسرائيل عن اجرامها ومتابعة قصفها للاهداف المدنية ؟
شاهدوا ما يجري حاليا في القدس وغزة… لتعرفوا..الجواب !
بل أن اسرائيل وفي ذات الوقت الذي أعلن فيه المندوب الصيني عن بيان مجلس الأمن ، أغارات طائراتها على غزة وهدمت منزلا على رؤوس ساكنيه، يعني بلهجتنا ” طز” !
وأحجمت الولايات المتحدة الأمريكية عن مطالبة حليفتها إسرائيل بوقف عدوانها العسكري على غزة، ودعت في الوقت ذاته حركة “حماس” وبقية الفصائل الفلسطينية إلى الوقف الفوري للهجمات الصاروخية، وقالت عنها أنها اعمال إرهابية!
وانظروا.. الى حجم الإرهاب.. يقول الرئيس الجمهوري السابق “ترامب ” “عندما كنت في منصب الرئيس، عُرفنا برئاسة السلام، لأن أعداء إسرائيل كانوا يدركون أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بحزم وأن الردود الانتقامية ستكون سريعة إذا ما تعرضت إسرائيل لهجوم”.
وأضاف “على الولايات المتحدة أن تدعم دوماً إسرائيل وأن تعلن بوضوح أنه يتعين على الفلسطينيين وقف العنف، والإرهاب والهجمات الصاروخية، وأن تعلن بوضوح أن الولايات المتحدة ستدعم دوماً وبحزم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، الحمد لله الذي أذهب عنا شرك!
وأسأل..ماذا يسمى كل ما ارتكتبه عصابة اسرائيل، منذ ان دنسوا ارض فلسطين وحتى اليوم من جرائم قتل وتدمير وتهجير واحتلال؟
أليس ذلك إرهاب ومخالفات للقانون الدولي وكل المواثيق والمعاهدات… فمن سيحاسب من ؟
فأين هي المنظمات الحقوقية والهيئات الدولية؟
وتنوي امريكا اتخاذ قرار بفرض عقوبات على مينمار، بسبب قتل الجيش للمتظاهرين والمحتجين ، وفي الوقت ذاته وبالراغم من تصاعد اعمال الاجرام الصهيوني في فلسطين، تعلن عن بيع أسلحة أمريكية مختلفة، لإسرائيل بقيمة 735 مليون دولار.
ولنعلم أكثر أننا نعيش في شريعة الغاب، وأن القانون الدولي هو فقط مسمى، لا يقع ولا يطبق إلا على الضعفاء، تعلن المانيا وايطاليا وغيرهما أن “من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها ضد إرهاب حماس كما يقولون!
وأعلنت النمسا تأييدها لإسرائيل ورفعت علم الكيان الصهيوني المحتل فوق بعض مؤسساتها.
اعتذر للإطالة.. لأقول.. إن المخرج من واقع شريعة الغاب، الذي نعيشه كعرب بشكل خاص، ومسلمين بشكل عام، هو بالوعي لما يخطط له الأعداء في الخفاء والعلن، وعدم الرضى بكل مخططات الذل والهوان ، اما علمنا أن من يهن يسهل الهوان عليه، تدبروا قول ربنا جل وعلى (فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱعۡتَدُواْ عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ) فالسن بالسن والعين بالعين والجروح قصاص، وتدبروا ايضا قوله تعالى (وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلۡبَغۡيُ هُمۡ يَنتَصِرُونَ ﴿٣٩﴾ وَجَزَٰٓؤُاْ سَيِّئَةٖ سَيِّئَةٞ مِّثۡلُهَاۖ فَمَنۡ عَفَا وَأَصۡلَحَ فَأَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴿٤٠﴾ وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعۡدَ ظُلۡمِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَا عَلَيۡهِم مِّن سَبِيلٍ ﴿٤١﴾ إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَظۡلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَيَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ) سورة الشورى.
أعود فأقول.. يا أمة العرب….يا أمة اﻹسلام،كم قرأنا عن قصص ..أكلت يوم أكل الثور اﻻبيض،وكم من شعوبنا قتلت، وبلدان دمرت بسبب الخنوع والتخاذل ،وكم قرأنا عن شريعة الغاب، ونشاهد واقعها ولم توقظ فينا حياة أهل الحق.
وكم قرأنا ..تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا،وإذا تفرقن تكسرت أفرادا!
يا قومنا.. ايها الشعوب العربية.. أما آن الآوان للتوحد في القرار الشعبي؟
أما آن الأوآن لرفض وعدم قبول الذل والإنحطاط الذي نغيشه، والى متى سنبقى على هذه الحالة؟
أما آن الأوآن للتغيير على بعض أنظمة الحكم، التي ظهر للعيان تواطئها وعمالتها مع الصهاينة، ومن اوصلوا الأمة كلها الى الذل والردى حماية لمصالحهم وكروشهم وتثبيتا لعروشهم؟
وأكرر وأنادي.. يا بعض قادتنا… ويا بعض سادتنا ويا ساستنا، اجعلوا لكم موقف رجوله، يكون شاهدا لكم لا عليكم ،ويا كل علماءنا، أين أنتم؟
من منا يرضى لنفسه وابناءه وعرضه ما يجري لأهل فلسطين من اذلال ولاهل غزة من قتل وتدمير وتهجير؟
هل هانت عليكم الدماء التي سفكت، والأرواح التي أزهقت والبيوت التي هدمت.. والأموال وكل الإقتصاد الذي دمر ؟
اذا لم تظهر وحدتنا وفزعتنا لإخواننا في مثل هذه الأيام، فمتى تظهر؟
أسرد لكم قصة لعلها توقظ في عروقنا بعضا من الحمية، يروى أن فتح عمورية كانت بعد ان هاجم الروم المسلمين، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وأسروا الرجال وسبوا النساء، فصاحت منهم امرأة هاشمية: “واااا معتصماه”، فبلغ الخبر المعتصم، فأجابها وهو جالس على عرشه: “لبيكِ، لبيكِ”، وجهّز جيشاً عظيماً، وخرج إلى الروم، فانتصر عليهم وفتح عمورية.
فهل تستحي الامة كلها وهي ترى الصهاينة ابناء القردة والخنازير وهم يعتدون على الحرائر في القدس وكل فلسطين؟
وأكرر… وأقول وأنادي… يا اهل فلسطين.. كل فلسطين ساندوا وآزروا اهل القدس، ويا أحرار فلسطين.. وكل أهل فلسطين،ويااا.. اهل واحرار القدس.. آزروا وساندوا وأغيثوا إخوانكم اهل غزة.. ألا تذكرون أنهم انتفضوا دفاعا عن الأقصى، فوعدوا وأوفوا وما أخلفوا.
ويا احرار العرب والمسلمين..يا دعاة الجهاد ومحبين الإستشهاد.. آزروا وساندوا إخوانكم في كل فلسطين ، وبشكل خاص في القدس وغزة…. حطموا قيود الخنوع والذل والإستكانة.
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك، وعبادك الصالحين، اللهم كن مع أهل القدس وكل أهل فلسطين، اللهم انصر لهم ولا تنصر عليهم، ومكن لهم ولا تمكن منهم.
التعليقات مغلقة.