الزيارة الملكية لمادبا تعيد التركيز على أولوية تنمية القطاع السياحي
في الوقت الذي دعا فيه جلالة الملك عبدالله الثاني لوضع خطة شاملة لتطوير القطاع السياحي، أكد خبراء على جملة من الخطوات يجب اتباعها لتطوير السياحة في مادبا وباقي أنحاء المملكة والنهوض بها.
وطالب الخبراء بأهمية تحسين البنية التحتية في المواقع السياحية والأثرية وتطوير شبكة الطرق في المحافظة منها وإليها، إضافة الى توفير الخدمات السياحية التي يحتاجها السائح وتطوير الأنماط السياحية المختلفة.
وأجمع الخبراء على الاهتمام الملكي الذي يبديه جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله بالقطاع السياحي.
وكان جلالته أكد، خلال الزيارة الملكية التي رافقه فيها ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله مادبا، أن لمادبا “مقومات كبيرة سياحيا وزراعيا”، داعيا إلى وضع خطة شاملة لتطوير قطاعي السياحة والزراعة في مادبا بالتنسيق مع المواطنين، بما يعود بالنفع عليهم ويخفف من حدة الفقر والبطالة.
ونوه جلالته خلال الزيارة إلى أهمية تحسين الخدمات المقدمة للسياح بما يرفع من مدة إقامتهم، خاصة مع زيادة أعداد السياح القادمين إلى مادبا والتي تضاعفت عن العام الماضي.
وقال رئيس لجنة السياحة والآثار والخدمات في مجلس النواب النائب عبيد ياسين إن تحسين البنية التحتية وتوفير شبكة مواصلات الى مادبا والى ومن المواقع السياحية والأثرية “عاملان مهمان لتطوير القطاع السياحي في مادبا”.
وأكد ياسين لـ”الغد” أن إقامة المتنزهات والمتاحف وتوفير بيئة سياحية كاملة لسائح ينعش القطاع ويطوره بشكل واضح، ما يزيد مدة إقامة الزائر وبالتالي توفير فرص عمل إضافية لأبناء المجتمع المحلي وزيادة مساهمة القطاع السياحي بالناتج المحلي الإجمالي ويعزز الاقتصاد الوطني.
ووصلت نسبة ارتفاع عدد زوار محافظة مادبا الى 103 % منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية شهر أب (أغسطس) الماضي، ليصل عدد زوارها الى 457.7 الف زائر، مقارنة بـ 225.3 الف خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وعن اكثر المواقع السياحية والأثرية زيارة في مادبا خلال الفترة نفسها كان نصيب الأسد لجبل نيبو، الذي سجل 457.7 الف زائر، يليه كنيسة الخارطة بعدد 327.2 الف سائح، وسجل مركز الزوار أكثر من 301 الف سائح، فيما سجل عدد زوار حمامات ماعين 48.9 الف زائر، وبلغ عدد زوار بانوراما البحر الميت أكثر من 30 الف زائر، اما موقع مكاور فاستقبل خلال الفترة المذكورة اكثر من 26.1 الف زائر.
وقال ياسين إن تحفيز و دعم القطاع الخاص وهو الشريك الإستراتيجي في العمل “يعزز وجود برامج سياحية، تنعكس على المحافظة بشكل عام”.
وأشار ياسين الى الاهتمام الملكي بمختلف القطاعات، وخاصة السياحي “إذ يدرك جلالة الملك أهمية القطاع السياحي من خلال الزيارات المتكررة للمواقع السياحية والأثرية والإيعاز بتطوير القطاع، فضلا عن حرص جلالته على الترويج والتسويق للأردن والسياحة فيه عبر مختلف المحافل المحلية والدولية.
وأكد ياسين على أهمية محافظة مادبا، معتبرا إياها “عاصمة السياحة العربية ومدينة الفسيفساء لما تضمه من مختلف أنواع السياحة، التي تنفرد بوجودها، خاصة السياحة الدينية التي يجب الاهتمام بها لتكون محط أنظار العالم وقبلة لقدوم السياح من كافة دوله”.
وتضم محافظة مادبا نحو 25 فندقا ما بين النجمة و الأربع نجوم، بسعة 607 غرف، فيها نحو 1177 سريرا وقرابة 31 مطعما سياحيا ما بين نجمة وحتى، ثلاث نجوم إضافة الى وجود نحو 29 مشغلا متخصصا بعمل الفسيفساء والبسط والتطريز، إضافة الى الرسم بالرمال، كما تضم نحو 33 متجرا متخصصا في التحف الشرقية، ويوجد في المحافظة 5 مكاتب سياحية و سفر وحج وعمرة.
ويشار الى أن القطاع السياحي في محافظة مادبا يوظف أكثر من 763 وظيفة مباشرة. فيما تضم نحو 277 موقعا أثريا بحسب قاعدة بيانات دائرة الآثار العامة.
فيما قال رئيس لجنة السياحة في رؤية التحديث الاقتصادي د. فارس بريزات إن خطة تطوير القطاع السياحي، التي دعا لها جلالة الملك خلال زيارة مادبا “يجب التركيز فيها على وجود كثافة سياحية في مكان واحد”.
وأكد بريزات لـ”الغد” أن جلالة الملك وولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله يدركان أهمية القطاع السياحي بشكل عام، ومادبا بشكل خاص، من خلال الزيارة الملكية أول من امس الى المحافظة وهي الثانية في أقل من عام، ليدعوا الى وضع خطة شمولية لتطوير القطاع السياحي.
وأضاف أن الخدمات السياحية الموجودة في المواقع السياحية والأثرية تحتاج الى التحسين والتطوير لتكون قادرة على تقديم كافة الخدمات والاحتياجات التي ينتظرها السائح، وأن تكون مجهزة بالكامل لاستقبالهم.
وشدد بريزات على أهمية تطوير كافة أنماط السياحة المتوفرة في مادبا، مثل السياحة الدينية والتاريخية وسياحة المغامرات والطبيعة، إضافة الى السياحة الزراعية وسياحة الطعام والتأمل وسياحة الفلك ومشاهدة النجوم “وهي تحتاج الى الترويج والتسويق إضافة الى التطوير لتكون مادبا قادرة على جذب أكبر عدد ممكن من السياح، وبالتالي تنشط الاقتصاد المحلي في المحافظة وتوفر فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي”.
كذلك بين أهمية التطوير والتركيز على السياحة العلاجية والاستشفائية لتكون مادبا مقصدا في هذا النوع من السياحة.
وركز البريزات على أهمية المحافظة. داعيا الى حماية المواقع الأثرية وتطويرها مثل قلعة مكاور التي تحتاج الى خدمات وتجهيز، إذ لا يصل عدد زوارها 2 % من زوار جبل نيبو”، وقال “بدأت الجهات المعنية بالعمل على تطويره لأهميته في السياحة الدينية المسيحية والذي يعتبر ثاني أهم موقع سياحي ديني في الأردن بعد المغطس.”
أما مدير سياحة محافظة مادبا وائل جعنيني فأكد على أهمية العمل على خطة شاملة بهدف تطوير القطاع السياحي. لافتا الى أن وزارة السياحة والآثار “قامت بتحسين كافة الخدمات الموجودة في المواقع السياحية والأثرية في المحافظة لتقديم أفضل ما يحتاجه الزائر”.
وأضاف جعنيني لـ”الغد” أن الوزارة تسعى الى إطالة مدة إقامة السائح لأكبر فترة ممكنة من خلال توفير بيئة سياحية شاملة “وهذا بدا واضحا من خلال الزيادة الواضحة في إعداد زوار المحافظة منذ بداية العام”.
وقال إن الوزارة قامت بترميم و تأهيل الكثير من المواقع السياحية والأثرية في مادبا إضافة الى حمايتها من التخريب لتكون جاهزة أمام السائح بأي وقت.
وأشار الى أن العمل جار على ربط منطقة مكاور بدرب الحج المسيحي ليصل الى المغطس، وبالتالي يرسم للسائح مساره الديني ويسهل عليه ممارسته.
وبين جعنيني أن الوزارة تسعى وبالتعاون مع القطاع الخاص لتكون مادبا مقصدا سياحيا هاما يأتيها الزوار من مختلف دول العالم، لما تضمه المحافظة من تنوع سياحي فريد ونادر.
وأكد أن الوزارة تقوم على جذب أكبر قدر ممكن من الاستثمار السياحي للمحافظة لتطوير منظومة السياحة في مادبا، وبالتالي توفير فرص عمل للأيدي العاملة ومحاربة الفقر والبطالة بين أبناء المجتمع المحلي.
وأوضح جعنيني أن الوزارة تقوم بعقد دورات تدريبية دورية لأبناء المجتمع المحلي للانخراط بالعمل السياحي والتعامل الأمثل مع السياح.
وأضاف أن الوزارة قامت بتحسين المرافق الصحية في المواقع الأثرية بالإضافة الى تركيب مظلات لحماية السياح من حر الصيف و برد الشتاء فضلا عن وضع حمايات وسياج لحماية السائح في المواقع الأثرية والسياحية. كما عملت على تركيب مقاعد لزوار المحافظة، ووضع لوحات إرشادية وتعريفية ليستطيع الزائر الاطلاع عليها بكل سهولة.
وطالب جعنيني البلدية بتقديم تسهيلات للمنشآت التي ترغب بالانخراط بالعمل السياحي بدون تعقيدات، وإعادة النظر في أوضاع تلك المنشآت ودراسة ممارسة المنشآت التجارية أو السكنية بالعمل السياحي، نظرا لتطور المباني في المحافظة، وغياب بعض المواقف أمام تلك المنشآت الراغبة في العمل السياحي.
محمد ابو الغنم/ الغد
التعليقات مغلقة.