الأغوار الجنوبية: حراك مبكر للانتخابات النيابية والأحزاب تبحث عن حصتها
الكرك – رغم أن يوم إجرائها لم يحدد بعد، إلا أن لواء الأغوار الجنوبية في محافظة الكرك، يشهد حراكا مبكرا للانتخابات النيابية المقبلة، خصوصا في مناطق غور الصافي وغور الحديثة والمزرعة، وذلك من خلال إقامة سلسلة من النشاطات والفعاليات على مختلف الأصعدة، فيما حصة الأسد من ذلك الحراك هي من نصيب البُعد العشائري، بينما تسعى بعض الأحزاب لتحقيق اختراقات تمكنها من حصد أكبر عدد ممكن من أصوات الناخبين.
وعادة ما تنطلق شرارة الحراك الانتخابي بمحافظة الكرك، من لواء الأغوار الجنوبية الذي يضم ثلاث مناطق رئيسية من حيث عدد السكان هي منطقة الغور الصافي وغور المزرعة وغور الحديثة، وأخرى فرعية هي مناطق فيفا والذراع والنقع والمعمورة وغويبة وخنزيرة، إذ يبلغ عدد سكان اللواء نحو 55 ألف نسمة، بينهم ما يقارب 30 ألف ناخب وناخبة يحق لهم التصويت.
ولم يقرر مجلس الوزراء موعدا محددا الانتخابات النيابية المقبلة، إلا أن رئيس الوزراء بشر الخصاونة، أشار خلال لقائه طلبة جامعات الجنوب في جامعة مؤتة قبل شهرين، إلى أنها ستجرى في إطارها الدستوري بين 10 تموز (يوليو) إلى 10 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024.
ووفقا لناشطين ومرشحين محتملين للانتخابات المقبلة، فإن “طبيعة التغيرات على صعيد قانون الانتخابات سوف تفرض نفسها في بعض المناطق، لكن ليس بالقوة نفسها في مناطق أخرى، بسبب سطوة الواقع العشائري”.
وأكد هؤلاء أن “التعديلات التي طرأت على قانون الانتخاب من حيث تخصيص مقاعد للأحزاب، وتخفيض عدد النواب بالمحافظة أسوة ببقية المحافظات سوف يؤثر قليلا على الحراك الانتخابي المعتاد بالمنطقة”.
الناشط الاجتماعي بالأغوار الجنوبية فتحي الهويمل، يقول “إن الحراك الانتخابي بدأ مبكرا في اللواء كما هي العادة دائما قبل عام من إجراء الانتخابات، وهي فترة ليست طويلة في عرف الانتخابات بشكل عام، لأنها تحتاج إلى تصفيات داخل العشيرة الكبيرة للوصول إلى مرشح أو اثنين بين المرشحين”.
وأضاف الهويمل، أنه “يجري عادة الإعلان عن الترشح بين الأهالي، ودعوة كل عشيرة للاجتماع، مع التمايز في هذه الخاصية بين كل منطقة أو تكتل عشائري في اختيار المترشحين لخوض غمار الانتخابات، التي تجري في صورتها العامة بالأغوار الجنوبية وفقا لاعتبارات عشائرية”.
وأشار إلى أنه “بدأت فعلا اجتماعات عشائرية في مختلف مناطق اللواء، كمؤشر على بدء الحراك الانتخابي، حيث أنهت بعض العشائر اجتماعاتها الأولية لتحديد مرشح أو مرشحين من بين عدة مرشحين، والأمر الذي في طريقه للحسم قريبا، وإن غابت حتى الآن اجتماعات العشائر الكبرى، وهو ما يرجعه بعض المراقبين إلى إمكانية ترشح عدد كبير من المواطنين في الانتخابات المقبلة”.
ولفت الهويمل، إلى أن “هناك عاملا جديدا دخل على خط الانتخابات النيابية المقبلة وهو موضوع الأحزاب، لكنه ليس فاعلا كبيرا بالأغوار الجنوبية قياسا إلى العامل العشائري”، مشيرا إلى أن “هناك بعض المرشحين قاموا بدعوة أبناء عشائرهم لاجتماعات للحصول على ترشيح العشيرة مبكرا، والبدء في عقد التحالفات بين المرشحين وتشكيل القوائم”.
أما الناشط السياسي والاجتماعي الدكتور منذر النواصرة، فأكد أن “الحراك الانتخابي بالأغوار الجنوبية بدأ فعلا وبشكل مبكر جدا، مقارنة ببقية مناطق المحافظة التي ما يزال الحراك فيها خجولا بالانتخابات، بسبب الفترة الطويلة المتبقية”.
وأشار النواصرة، إلى أن “الحراك المبكر للانتخابات بالأغوار الجنوبية، ناتج عن أن الحديث السائد والعام في الشارع بالأغوار الجنوبية، هو حديث الانتخابات فقط”، لافتا إلى أن “الأغوار الجنوبية غالبا ما تشهد حراكا انتخابيا مبكرا عن كل المناطق بالكرك، بحيث يتم الانتهاء من حراك الداخل بالأغوار والخروج للحراك الانتخابي على صعيد تشكيل القوائم مع المرشحين الآخرين بالمحافظة”.
وقال، إن “هناك عشائر كبرى بالأغوار حسمت أمرها تجاه مرشحين لها والعمل من أجل اجراء التحالفات العشائرية الانتخابية بين مناطق اللواء للفوز بأحد مقاعد المجلس المخصصة للمحافظة”، لافتا إلى أن “الأحزاب موجودة بالأغوار الجنوبية من خلال بعض المرشحين المحتملين”.
من جهته، أكد الناشط السياسي عبدالله زريقات، أن “هناك حراكا بدأ بالتشكل في الكرك، للانتخابات وخصوصا بالأغوار الجنوبية من خلال زيارات وحضور شخصيات محتملة للترشح للانتخابات، لكنه ما يزال بعيدا عن كونه حراكا انتخابيا شعبيا حقيقيا، لاقتصاره على الحركة الفردية، وإن ظهر الحضور العشائري في بعض الحالات”.
وأشار زريقات، إلى أن “الأغوار الجنوبية من المناطق التي ليس فيها حضورا حزبيا كبيرا تاريخيا، وبالتالي من غير المتوقع أن يكون للأحزاب دور فاعل وحقيقي في إفراز المرشحين”.
التعليقات مغلقة.