وعورة عجلون.. هل تدخل بحسابات استعدادات مواجهة الشتاء؟

عجلون – في خطوة أصبحت تقليدا سنويا، تبدأ الجهات المعنية بمحافظة عجلون في هذا الوقت من السنة، بمناقشة الاستعداد للتعامل مع الظروف الجوية المحتملة طيلة فصل الشتاء، بينما تتكرر مطالب سكان بضرورة أن تأخذ هذه النقاشات طبيعة المحافظة الوعرة مع أهمية تحديد البؤر الساخنة والخطرة ومعالجتها في وقت مبكر.

وتتميز عجلون بطبوغرافية وعرة، وانحدارات بالطرق، وتشكل للسيول، وإغلاق للطرق بسبب تراكم الثلوج وارتفاع منسوب المياه بالشوارع، وجرف الأنقاض وحدوث انهيارات للسلاسل وجوانب الطرق، إلى حد توقف الحركة بشكل كامل أثناء المنخفضات الجوية.

ويرى سكان أن تلك الاستعدادات، وكإجراء وقائي، يفرض تحديد المواقع الخطرة ومعالجتها قبل الهطل المطري، كإزالة أغصان الأشجار والصخور وأي عوائق تحجب الرؤية أمام السائقين، سيما خلال الضباب، وعمل قنوات حديثة ومتسعة لتصريف مياه الأمطار، وإلزام أصحاب ورش العمار بحماية مواد البناء، خصوصا الرمال التي تجرفها السيول للطرق.
ويقول المواطن نبيل الصمادي، إن وعورة المحافظة تستدعي الاستعداد المبكر في كل عام لمواجهة الظروف الجوية المحتملة خلال فصل الشتاء، خاصة فما يتعلق بفتح وتنظيف عبارات تصريف الأمطار وقنوات المياه الجانبية وإزالة أي عوائق وأنقاض، كالتراكمات وبقايا الحجارة والأتربة والرمال في ورش العمار من على جوانب الطرق للحيلولة دون إغلاقها، مؤكدا ضرورة أن تعمل الجهات المعنية على تهيئة وإعداد الطرق وكل ما يتعلق بها من بنى تحتية وإزالة العوائق الطبيعية من أشجار وصخور كبيرة وأكتاف طرق مهددة بالسقوط تلافيا لحدوث أي مشاكل قد تنجم عند الهطل المطري.
وأكد المواطن جاسر أبو عبدالله أهمية تكاتف جهود كافة الجهات المعنية للعمل والاستعداد للظروف الجوية حتى لا تحدث أي أزمات في المحافظة نتيجة تساقط الأمطار والثلوج خلال المنخفضات الجوية بفصل الشتاء.
ولفت إلى ضرورة إزالة أغصان الأشجار وجذوعها التي تحجب الرؤية في بعض الطرق، سيما المتواجدة على منعطفات حادة، وربما تتسبب بحوادث خطيرة، فهي تجعل حدود الرؤية أمام السائقين في حالات الضباب والتجاوز محدودة، بحيث يتفاجأ السائقون بقدوم مركبات من الاتجاه المقابل، كما أن بلوغ أغصانها إلى حرم الطرق ببعض المواقع يجعل السائقين لا يلتزمون بأقصى اليمين لتجنبها، داعيا إلى تقليم تلك الأغصان أو إزالة بعض الأشجار التي تشكل خطورة.
وأشار محمد القضاة إلى ضرورة الالتفات للمواقع الخطرة كجوانب الطرق غير المستقرة والتي يمكن أن تتعرض للانهيار عند تشبعها بمياه الأمطار وإزالتها، وإنارة وتخطيط طرق المحافظة لأهميتها في أيام الضباب.
ويقول رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، إن هناك مخصصات على موازنة المجلس لإنارة العديد من الطرق ومداخل المدن في المحافظة، وتزويدها بالعواكس الليلية والخطوط الفسفورية، مؤكدا أن المجلس يفرد سنويا مخصصات للدوائر والجهات المعنية للتعامل مع هكذا ضرورات.
ويؤكد مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، أن المديرية تطلق سنويا حملات لتقليم الأشجار على جوانب الطرق والمتداخلة والقريبة من أسلاك وأعمدة الكهرباء، مؤكدا أنه يجري وبشكل دوري تحديد المناطق التي تقترب فيها الأشجار من الطرق، وأعمدة وأسلاك الكهرباء في جميع مناطق المحافظة والتي قد تشكل خطورة وتهديدا للسلامة العامة، مؤكدا استمرار حملات تقليم الأشجار وإزالة الأغصان من الشوارع الداخلية والطرق الخارجية بين المدن والبلدات ومناطق الغابات حفاظا على السلامة العامة.
وقال رئيس بلدية عجلون الكبرى حمزة الزغول، إن كوادر البلدية عملت مؤخرا على تنفيذ مشاريع إنشاء وصيانة مقاطع تصريف مياه الأمطار، بغية الحفاظ على الطرق من التلف بفعل تشكل السيول، مؤكدا الحاجة الماسة لإنشاء عدد من مقاطع وشبكات تصريف المياه، وعمل الصيانة اللازمة للمقاطع، التي باتت تلحق الضرر بالمركبات وتتعرض للاغلاق باستمرار، خلال تساقط الامطار بغزارة، وتجمع المياه في الشوارع على شكل برك، وجريانها كسيول جارفة تلحق الضرر بالمشاة، وتداهم أحيانا المحال التجارية والمنازل في المناطق المنخفضة.
وبين الزغول أن المشروع يشمل تنفيذ قنوات وشبكات لتصريف مياه الأمطار في منطقة عين جنا بالقرب من مدرسة عين جنا الثانوية للبنات، وإعادة إنشاء عدد من المقاطع المتهالكة في وسط مدينة عجلون وشارع القلعة، إضافة إلى صيانة المقاطع بالقرب من المسجد العمري ووسط مدينة عنجرة وشارع عمان، والتي أصبحت عاجزة عن استيعاب كميات المياه المتدفقة، مؤكدا أن المشروع سيكون جاهزا قبل دخول فصل الشتاء.
وأكد أنه تم التركيز على البؤر الساخنة، والاستفادة من مواطن الخلل التي ظهرت في الموسم المطري الماضي، ليتم التعامل معها بالطرق الفنية اللازمة، وضمان معالجة الاختلالات، خصوصا وأن أعمال الصيانة الدورية، التي كانت تتم لهذه المقاطع، أصبحت غير مجدية، ولا تفي بالغرض المطلوب، نظرا لحركة السير النشطة ومرور آليات ومركبات ذات حمولات كبيرة، خاصة مركبات الشحن والقلابات، ما استدعى إعادة إنشاء المقاطع المتهالكة، مشيرا إلى أنه تم تصميمها وتنفيذها، وفقا لأحدث المواصفات الفنية، بهدف الحفاظ على ديمومتها وعدم تلفها.
وأكد رؤساء بلديات كفرنجة والجنيد والشفا والعيون، أنه وضمن خطط البلديات للتعامل مع الظروف الجوية والاستعداد لاستقبال فصل الشتاء، فقد عملت كوادرهم على تنفيذ أعمال تنظيف العبارات الصندوقية والأنبوبية بالإضافة لتنظيف مجاري الأودية والسيول.
وأشاروا إلى أن أعمال تنظيف المصارف والمناهل ستستمر لتشمل كافة مناطق وشوارع المدن التابعة لهم ولا سيما المنخفضة منها.

عامر خطاطبه/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة