لنجاح تجربة عجلون.. “تلفريك عين الباشا” حلم يتجدد
أعادت بلدية عين الباشا في محافظة البلقاء، إحياء ملف إنشاء مشروع تلفريك في اللواء، وهو الملف الذي بدأت المساعي فيه عام 2013 من خلال اتفاق لم ير النور على المضي بالمشروع بين إحدى الشركات التركية والبلدية التي تحاول في هذه الفترة الوصول إلى شركات أو مستثمرين معنيين بهذا النوع من المشاريع، لا سيما أنها استطاعت توفير قطعة أرض من وزارة الزراعة في الغابات الاسكندنافية.
وشهد العام 2019 أيضا، مباحثات بين البلدية وشركة تركية أخرى للغاية ذاتها، إلا أنها لم تكتمل بسبب ظهور جائحة كورونا وما رافقها من تداعيات، ولم تعد الشركة بعد ذلك إلى التواصل مع البلدية.
وتنظر البلدية إلى المشروع بوصفه مكسبا ينهض بالنشاط الاستثماري والسياحي في لواء عين الباشا، ومصدر دخل يعزز إيراداتها المالية، في ظل موازنة يستنزفها الإنفاق على حجم الخدمات الكبير الذي تقدمه البلدية، لا سيما فيما يتعلق بالبنى التحتية.
وقبل 10 سنوات، تلقت بلدية عين الباشا موافقة من وزارة الزراعة على تخصيص قطعة الأرض لإقامة المشروع في الغابة الاسكندنافية، شريطة أن تتم المحافظة على الأشجار والغابات المحيطة وعدم اقتلاعها أو المساس بجمال الطبيعة، بالإضافة إلى استمرارية غرس الأشجار الحرجية المتنوعة.
بالنسبة لسكان اللواء، فقد قال عدد منهم لـ”الغد”، إن نجاح مشروع التلفريك في عجلون، يجب أن يعطي دافعا قويا للمستثمرين لإنشاء مشروع مماثل في عين الباشا، خصوصا أن الطبيعة في اللواء جاذبة، وأن الغابة الاسكندنافية ملائمة لهكذا مشروع.
وأضافوا، أن من أبرز ما يهمهم كسكان، هو أن المشروع في حال تنفيذه، سيوفر عددا كبيرا من فرص العمل لأبناء اللواء ومحيطه، في ظل انتشار البطالة وصعوبة الحصول على الوظائف.
المواطن تيسير العماوي، يقول إن “لواء عين الباشا شهد خلال السنوات الأخيرة، طفرة في أعداد السكان بات يلمسها الجميع، وبالتالي أصبح اللواء وجهة للعديد من العلامات التجارية التي يلاحظ انتشار أفرع لها”.
لكن اللواء وفق العماوي، “يحتاج إلى مشاريع كبيرة تشغل المتعطلين عن العمل ذكورا وإناثا”، ويحتاج كذلك إلى “استغلال مميزاته وطبيعته الخلابة، وقربه من العاصمة وربطه بينها وبين محافظات الشمال”.
ومن وجهة نظر الشاب إياد الخرابشة، فإن “تجربة مشروع تلفريك عجلون، وحجم الإقبال عليه، خير دليل على أن تطبيق التجربة في عين الباشا، ستكون ذات جدوى ومنفعة على أكثر من مستوى”.
وأضاف الخرابشة، أنه “إذا تم تنفيذ المشروع بالفعل، فإن الفائدة تعم بشكل أو بآخر، على جميع أبناء اللواء ومختلف القطاعات العاملة فيه، كما سيدفع ذلك إلى مزيد من المشاريع الاستثمارية والسياحية ذات الجدوى والممكن إقامتها في عين الباشا”.
وفي رده على استفسارات “الغد”، قال الرئيس التنفيذي لبلدية عين الباشا، المهندس أحمد الفاعوري، إن البلدية تسعى حاليا وتبحث عن شركات ومستثمرين قد يكون لديهم اهتمام بهذا النوع من المشاريع، مشيرا إلى أنه تم مؤخرا التواصل مع عدد منهم، سعيا إلى الوصول إلى خطوات جادة تفضي إلى إقامة المشروع على الأرض.
ولفت الفاعوري، إلى أن هناك دراسات سابقة تؤكد ملاءمة قطعة الأرض المعتمدة لإقامة المشروع عليها داخل الغابة الاسكندنافية، من مختلف النواحي، علما أن الغابة تتمتع بأجواء طبيعية خلابة وإطلالات مميزة.
وشدد على سعي البلدية الدائم إلى “تجويد وتطوير البنية التحتية في اللواء بكل إمكاناتها، كون ذلك يعد كلمة السر الأولى في استقطاب الاستثمارات والسياح، وبالتالي يسهم إلى حد كبير في نجاح أي مشروع، بما يحقق الأهداف المرجوة منه سواء من جهة المستثمر، أو من جهة البلدية والسكان”.
وتبلغ موازنة البلدية 13 مليون دينار، تستنزف المشاريع المتعلقة بالبنية التحتية أغلبها، وتحديدا ما يتعلق بأوضاع الطرق واحتياجها لأعمال صيانة وتعبيد وما شابه، بالإضافة إلى العديد من الكلف التشغيلية، وفق الفاعوري الذي أشار إلى عدم وجود استثمارات قائمة للبلدية سوى 3 مجمعات تجارية.
وقال، إن البلدية تتطلع إلى تنفيذ المشروع، أسوة بتلفريك عجلون الذي وصفه بـ”المشروع الوطني الذي أصبح إقليميا مع ما أظهره حجم الإقبال عليه من قبل السياح العرب”.
محمد سمور/ الغد
التعليقات مغلقة.