“طوفان الأقصى”.. بطولات تجلب الفرح والأمل للشارع العربي
مشاعر من الفرح والأمل والتفاؤل سادت العالم العربي إزاء انتصارات سجلتها المقاومة الفلسطينية في معركة “طوفان الأقصى”، بالدفاع عن الأرض، ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وكل ما يفعله من ممارسات وحشية واقتحامات للمسجد الأقصى.
وعبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي نشر متابعون صورا وفيديوهات مقاطع تتضمن مؤازرة ودعما للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل تحقيق حقوقه المشروعة على أرضه، لتعود قضية فلسطين الجوهرية تتسيد كل مكان.
“اليوم هو يوم النصر”.. تعالت الأصوات مطالبة بتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، الذي عانى طويلا من الاحتلال والقمع والتشريد، فمنذ ساعات فجر يوم السبت، استقبل الأردنيون تفاصيل أحداث عملية “طوفان الأقصى” في الأراضي المحتلة “بكل فرح”، مع متابعة مستمرة للأحداث “ثانية بثانية”.
ومن خلال منشورات مواقع التواصل، يستطيع المتابع أن يلحظ مدى الاهتمام بما يحدث في الأراضي الفلسطينية، والتي يؤكد كثيرون من رواد المواقع أنها “مشاهد جديدة مليئة بروح المقاومة وغيرت اهتمام الكثيرين وتوجههم إلى صفحات الأخبار التي تبث الأحداث أولاً بأول”.
ولكن ما يلفت الأنظار في أحداث “طوفان الأقصى”، أن المتابعين من مختلف التوجهات والاهتمامات، بل ومن مختلف الأعمار، يضعون الآن نصب أعينهم رصد الأحداث ومشاركة مقاطع الفيديو والصور، لتتحول “الصفحات الخاصة” إلى صفحات إخبارية تبث كل مستجد، عدا عن عبارات الفرح والدعاء.
جميع وكالات الأخبار في العالم، وصفت ان ما يتم بثه من مشاهد ومقاطع مصورة هي غير “مسبوقة”، حيث شهدت عملية طوفان الأقصى “اشتباكات مباشرة ما بين عناصر المقاومة والاحتلال”، والأكثر إثارة فيها هو أن تلك الاشتباكات كانت من داخل المستوطنات الإسرائيلية، عدا عن وجود الأسرى من الجانب “الإسرائيلي”.
وبرصد ما كتبه رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن أحداث اليوم، كان الأبرز مقارنة أحداث “طوفان الأقصى”، وربطه مع ما حدث في حرب السبت السادس من أكتوبر 1973، حيث باغتت القوات العسكرية العربية “مصر وسورية”، قوات الاحتلال الإسرائيلي، لاستعادة أرض سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية، وتشابهت مشاهد الأسر للجنود الإسرائيليين، مع مشاهد هذه الأيام للمقاومة الفلسطينية، التي أحدثت “أرباكاً للكيان الإسرائيلي”.
ياسمين محمود، تبادلت مع صديقاتها وعائلتها رسائل نصية تدعو إلى الصلاة والدعاء للمقاومين، وأن يحميهم الله، عدا عن أنها وصديقاتها قمن بتوزيع الحلوى بمناسبة الحالة المبهجة التي يشعر فيها الإنسان العربي جراء ما قام به المقاومون من رد “اعتبار لما يحدث من انتهاكات في الأقصى الشريف خلال الأيام الماضية ومنذ سنوات”.
وتقول لمياء العمري أنها ومنذ ساعات الصباح لم تغادر البيت لمتابعة الأحداث أولا بأول، وتلك المشاهد تُمثل بالنسبة لها ولمحيطها نوعا من الانتصار وإظهار القوة التي تتمتع بها المقاومة، التي تعتبرها كذلك “شفاء للقلوب”، على حد تعبيرها، وتمثل صورة للرد على ما يعيشه الشعب الفلسطيني من انتهاك.
وأشاد الكثيرون من رواد مواقع التواصل الطريقة التي تعاملت بها “المقاومة” مع الأسرى المدنيين من الجانب الإسرائيلي”، وحمايتهم من أي تجاوز، ومنحهم حق الحماية، خاصة وأن من بينهم “كبارا في السن وأمهات مع أطفالهن”، حيث انتشرت تلك المقاطع بشكل كبير عبر المنصات الاجتماعية، لإظهار الجانب الإنساني للمقاومة.
غدير الحسني، من الجيل الذي تابع أحداث “الانتفاضتين” وكانت يافعة آنذاك، ولكن ما زالت المشاهد تلك عالقة في وجدانها، من قتل، وتدمير، وتهجير لآلاف الفلسطينين، وهي في غالبيتها مشاهد تعتبر “جرائم حرب”، ولكنها للمرة الأولى ترى أن هناك مقاومة حقيقية بثت الرعب في الجانب الإسرائيلي، ولا تنكر أن ما تشاهده الآن “يبعث على الفرح والسعادة”، كما أظهر ذلك ملايين المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت الصورة الواقعية لنقل الأحداث وتبادل الفيديوهات والصور المختلفة.
جميع تلك الأحداث، هي كغيرها لها تأثير على الجوانب الإجتماعية في كل مكان، وكون الأردن الأقرب للأحداث وللمجتمع الفلسطيني، فإن من شأنها أن يكون لها وقع مباشر على الأفراد وفي مختلف المناطق.
ويؤكد الاختصاصي الاجتماعي محمد جريبيع أن ما نشاهده من أحداث يعود إلى سببين، وهما نوعية العملية العسكرية النوعية التي تقوم بها المقاومة في فلسطين، وثانيا الموقف الرافض تماماً لوجود هذا الكيان فيها، من قِبل كل عربي ومسلم ومتبن للقضية، وتعبيرا عن الغضب الشديد الذي يشعر به المواطنون من انتهاك صريح وواضح للشعب الفلسطيني، والمقدسات، ما يجعل حالة التفاعل كبيرة.
“التكتيك الكبير والجرأة في الخوض في المستوطنات الإسرائيلية والخسائر فيها قد تكون إحدى أهم الأمور التي ساهمت في سرعة التفاعل الرقمي مع الأحداث”، كما يقول جريبيع، عدا عن أن المقاومة استخدمت التوثيق لعملياتها من خلال السوشال ميديا، وهذا منح المتابعين دافعا للتفاعل وشعورا عارما من الفرح والنصر والفخر والاعتزاز خصوصا وأن الكثير من المتابعين يرون أن هذه العملية فاصلة في “القضية الفلسطينية”، وتحييها من جديد، وتكسر التعنت الإسرائيلي، وانها “ليست القوة التي لا تقهر”.
هذا التفاعل مع الحدث الفريد أجج، وفق جريبيع، مشاعر لا يمكن لأحد أن ينكرها، والتي تتمثل بـ “مشاعر عاطفية جياشة تتسيد في الشارع الأردني”.
الغد/ تغريد السعايدة
التعليقات مغلقة.