موسم الزيتون في بلدي كفرنجة
عبد الله العسولي
من المواسم التي تشتهر بها مدينة كفرنجة والتي يعتمد عليها نسبة كبيرة من الناس .
إن من بركات الله على هذه الأرض المباركة أن اشتهرت بشجرة مباركة اقسم الله بها في محكم التنزيل لأهميتها وكبير شانها عند الله تعالى .
إن مجتمعنا ليعيش برحلة ممتعة شيقة خلال العمل بهذا الموسم المبارك
يبدأ العمل بجمع هذا المحصول المبارك حال نضوج الثمر والذي عادة ما يكون في نهاية شهر 10 من كل عام. فترى الناس وقد خرجوا إلى قطف الثمار – كل إلى أرضه أو الأرض التي ضمن ثمارها من اصحابها – فترى الناس وقد انتشرت وذهبت منذ الصباح الباكر وعمروا الأرض التي كانت شبه مهجورة في اغلب الأحيان وخصوصا الأراضي البعلية فترى العائلات وقد انتشرت هنا وهناك – كبيرا وصغيرا ذكرا وأنثى في منظر محبب يبقى الإنسان يذكره على مر الأيام فقسم يحمل السلالم والقسم الأخر يحمل أواني الطبخ وأخر يحمل أكياس الخيش ليضع المحصول فيها . فصباح هذا الموسم مليء بالنشاط والحيوية فطعم الشاي المعمول على الحطب له نكهة خاصة محببة إلى العاملين بالزيتون
ويبدأ العمل وتتعالى العاب الأطفال وصرخاتهم وأغانيهم وهم يلعبون بفرح ومرح وتجد أيضا قسما من الناس وقد هبوا لمعاونة أقاربهم وجيرانهم بمحبة وشوق وألفة .
فصباح يوم قطاف الزيتون مليء بحركة سير غير مسبوقة لحمل المزارعين تارة وحمل أوانيهم وإغراضهم تارة أخري والقسم الأخر من المزارعين يذهب إلى حقله مشيا على الأقدام لقرب مسافة أرضه إلى مسكنه .
ويتم العمل بقطاف الزيتون ويشد المزارع رائحة الثمر الطيب المبارك ويتم تعبئة أكياس الخيش بالزيتون تمهيدا لنقل المحصول مساءا إلى بيوت أصحابه لجمعه بعد انتهاء القطاف والذهاب به إلى معاصر الزيتون المعدة لذلك .
وقديما كان بائعي الحلويات كالهريسة والحلاوة والملبس والكعيكبان يتنقلون على بهائمهم بين المزارعين لإبدال ما يحملون من حلويات بالزيتون بدلا عن النقود فقد كنا أطفالا في ذلك الوقت ونبقى ننتظر الباعة على أحر من الجمر لسماع أصواتهم وهم ينادون لبيع ما يحملون .
ويجمع المزارعون قطاف زيتونهم وتبدأ مرحلة نقله إلى الفرازة والتي لها طقوسها الخاصة بحفظ الدور من تسجيل الاسم وعدد الأكياس الموجودة مع المزارع واسمه وما يتطلب من أمور حفظ الدور .
ويكثر الازدحام على عصر الثمار ليلا لان المزارعين يكونوا في عملهم نهارا .
وتجد الناس من مختلف مناطق المملكة وقد حضروا إلى المعاصر لشراء مونتهم من الزيت تأكيدا منهم ان ما تم شراءه هو زيتا أصليا من المعصرة مباشرة ليعودوا إلى منازلهم وقد حصلوا على ما يريدون من الزيت الأصلي مونة لمدة عام .
وترى المزارعين وقد ارتسمت الفرحة على وجوههم وهم يقبضون ثمن زيتهم وثمن تعبهم .انه عمل ممتع يذكرنا بالآباء والأجداد والذين ورثنا عنهم هذا المنتج المبارك ويذكرنا أيضا بأحبابنا وأهلنا – أين كانوا يجلسون ويتنقلون ويعملون ويذكرنا أيضا بالمقولة المتعاقبة على مر الأجيال والأزمان – غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون -.بارك الله بأهلنا ورحم الله الأموات منهم الذين تركوا على هذه الأرض هذه الشجرة كصدقة جارية تدعوا ريها إلى يوم القيامة .
فالشجرة تبقى والأجيال تتعاقب عليها ولا تتقاعس يوما من عطائها وبركتها .
أدام الله علينا نعمه وبركاته حيث يقول الله في محكم كتابه :كلوا من طيبات ما رزقناكم :
والحمد لله رب العالمين .