منتدى الفكر العربي ينظم ندوة حول النشر كصناعة ثقافية
نظم منتدى الفكر العربي، أول من أمس، ندوة ألقاها الكاتب والمترجم والباحث ومدير عام دار الآن ناشرون وموزعون د. باسم الزعبي، حول النشر كصناعة ثقافية في الأردن ضمن إطار حركة النشر العربية، وذلك عبر تقنية الاتصال المرئي.
شارك في الندوة التي أدارها الوزير الأسبق وأمين عام المنتدى د.محمد أبو حمور، كل من: الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب من لبنان الناشر بشار شبارو، ومدير النادي الثقافي العربي ومدير معرض بيروت العربي الدولي للكتاب د. عدنان حمود، رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الاسكندرية من مصر د. خالد عزب، أستاذ علم المكتبات والمعلومات في الجامعة الأردنية، د. ربحي عليان، والكاتبة والروائية الأردنية سميحة خريس.
تحدث د. باسم الزعبي عن مراحل تطور النشر في الأردن، مشيراً إلى أن بداية النشر كان في عهد الإمارة من خلال المطابع، ثم تولته بعض دور النشر، وكان مقتصراً في أولوياته على بعض المؤلفات والوثائق الحكومية والجريدة الرسمية، مبينا أن العوامل التي أسهمت في تطور صناعة النشر الأردنية، هي التعليم وانتشاره، وإنشاء الجامعة الأردنية، والانفتاح على الدول العربية.
وأشار المحاضر إلى دور اتحاد الناشرين الأردنيين في تحقيق التفاعل الإيجابي بين عناصر النشر والمؤلفين والقراء الأردنيين، وإتاحة فرص الاطلاع على الإنتاج المعرفي في المجالات كافة، وتنظيم المعارض المحلية مع مختلف المؤسسات الرسمية.
ونوه الزعبي إلى بعض التحديات التي تواجه الاتحاد، ومنها صفته التطوعية، ولاإلزامية العضوية، ومحدودية الموارد، التي تحول دون أن قيام الاتحاد بدوره الكامل في تنظيم مهنة النشر وتطويرها، وصيانة مصالح أعضاء الاتحاد والعاملين في هذه المهنة. كما يواجه الاتحاد تحديات أخرى مثل تزوير الكتب من قبل قراصنة الطباعة والنشر، ما يلحق الضرر بحقوق المؤلفين والناشرين على حد سواء.
فيما دعت الروائية الأردنية سميحة خريس إلى أهمية تقييم المواد المطروحة للنشر عن طريق لجان خاصة، وأن تقوم دار النشر باختيار وتقديم محتوى يعبر عن اتجاهات فكرية وأدبية وعلمية واضحة؛ فلا يكون الكتاب مجرد سلعة ثقافية مؤقتة هدفها كسب المال، بل يبقى محتفظاً بمحتوى قيّم يتم طرحه للقراء جيلاً بعد آخر.
ومن جانبه، رأى الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب بشار شبارو، ضرورة الاهتمام بالمحتوى والحفاظ عليه باعتباره النشر صناعة ثقافية يمكن إعادة إنتاجها بطرق متعددة بشكل كتاب ورقي، أو رقمي، أو صوتي، أو على شكل مسلسل، أو إنتاج سينمائي، أو أي شكل آخر يتوافق مع التقنيات التكنولوجية وما يطرأ عليها من تغييرات، وأوضح أن هذه التقنيات من شأنها تخفيف عبء عملية الشحن والنقل؛ إذ تنخفض كلفة نقل الكتب الرقمية بشكل كبير عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
ومن جهته، أشار مدير النادي الثقافي العربي ومعرض بيروت العربي الدولي للكتاب د. عدنان حمود، إلى أهمية دور النشر الأردنية وتنوع أهدافها، وسياسات النشر، ووسائل التوزيع الخاصة بها في معارض الكتاب العربية، ومنها معرض بيروت، مشيراً إلى أن الطلب على الكتاب الأكاديمي الجامعي الأردني في تزايد.
فيما رأى رئيس قطاع المشاريع والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية د. خالد عزب، أن صناعة النشر الأردنية تعاني من أزمة بسبب سوء توزيع الكتب، وانخفاض القدرة الشرائية للفرد، ما يدعو إلى ضرورة توفير المكتبات العامة وتفعيلها، والعمل على جذب القراء إليها، من أجل تسهيل الحصول على الكتب بكلفة قليلة تتمثل باشتراك المكتبة فحسب.
أستاذ علم المكتبات والمعلومات في الجامعة الأردنية د. ربحي عليان، سلط الضوء على مجموعة من العوامل التي تؤثر في صناعة النشر، منها حركة البحث العلمي، ودعم القطاعين العام والخاص في مجالات التأليف والترجمة والنشر، وتوافر المجتمع القارئ، وانتشار المكتبات ومراكز المعلومات؛ إذ تؤثر هذه العوامل وغيرها في الدور الاقتصادي لصناعة النشر، حيث تقوم في هذه الصناعة العديد من المهن والحرف والصناعات المتنوعة التي يشتغل بها عدد كبير من أفراد المجتمع، كالتأليف والترجمة والإخراج والتصميم والتحرير والطباعة والمحاسبة والشحن والتوزيع، وغيرها.
وقد استهل أمين عام منتدى الفكر العربي د. محمد أبو حمور الندوة، مشيرا إلى أن قطاع النشر في الأردني والعالم العربي يعاني تحديات وصعوبات عديدة، منها: ارتفاع نسب الأمية، وقلة الاهتمام بالقراءة والكتاب، وارتفاع الضرائب والرسوم الجمركية، أسعار الورق والطباعة والأحبار وتكاليف الشحن، داعيا إلى بلورة ثقافة جديدة للتعامل مع وسائل التكنولوجيا والاستفادة منها، عن طريق وضع استراتيجيات ثقافية مؤسسية وسياسات وطنية وإقليمية تعمل على تعزيز القدرات الإبداعية، وتحقيق التكامل بين النشر بشقيه الإلكتروني والتقليدي.
عزيزة علي/ الغد
التعليقات مغلقة.