عمالة الزيتون في إربد.. عمل شاق وطويل بأجور زهيدة
إربد- دفعت الحاجة وقلة فرص العمل بمئات الأسر والمتعطلين في إربد إلى العمل بكروم الزيتون، إما من خلال قطاف الثمار المدفوع الأجر، أو “ضمان” الكروم مقابل مبلغ مالي أملا بالحصول على عائد أفضل من العمل بالقطاف.
بكلى الحالتين، فإن الجهد اليومي المبذول والذي يمتد لأكثر من 10 ساعات عمل متواصلة، لا يوازي العائد، وفق عاملون قالوا “نبذل جهدا كبيرا في عمليات القطاف مقابل عائد يومي متواضع”.
العجيب أن عمالة الزيتون تعرف مسبقا العمل المضني بالقطاف وعوائده غير المجدية، لكن إقدامهم على هذا العمل محكوم بالعوز وقلة الفرص.
في زاوية الأجر مقابل كمية القطاف، فان العامل مضطر الى بذل جهود مضاعفة لقطاف اكبر كمية ممكنة من ثمار الزيتون ليتمكن في آخر النهار من تحقيق اعلى أجر يومي.
وبالمجمل ووفق ما ذكره عمال فإن أعلى أجر يومي يمكن تحقيقه لا يتجاوز 10 دنانير يوميا، واذا ما اراد العامل زيادة هذا الأجر بمعدل دينار او دينارين فإن عليه أن يبذل جهدا فوق العادة.
وأوضحوا أن الأجور تحسب بناء على كمية القطاف، وبواقع 8 دنانير لكل 50 كلغم من ثمار الزيتون.
ويشكل موسم قطاف الزيتون في إربد مصدر دخل للعديد من المواطنين في ظل محدودية فرص العمل، حيث يقوم العديد من الشبان بضمان كروم الزيتون وقطاف الثمار ومحاولة بيعها في الأسواق مستغلين الطلب على الثمار التي تحتاجها عمليات تحويله إلى رصيع.
يقول محمد العمري إنه قام بضمان كرم زيتون يضم ما يقارب 40 شجرة، ويقوم هو وأفراد أسرته بقطف الثمار، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع صاحب الأشجار بأن يحصل على ثلث كمية الإنتاج.
وأشار إلى أنه يحرص في كل موسم على ضمان عدد من كروم الزيتون، حيث يعمل وأسرته المكونة من 5 أفراد في عمليات القطاف، لافتا إلى أن ما يدفعه إلى ذلك متجاوزا الجهد الذي سيبذله وأسرته لأكثر من شهرين متواصلين عدم وجود فرص عمل وحالة الركود التي تسيطر على غالبية القطاعات.
وأكد أن أسرته تحتاج لما يقارب 3 عبوات سعة 16 لترا من زيت الزيتون في كل عام، موضحا أن عمله بقطاف الزيتون يوفر له بأقل تقدير حاجته السنوية من زيت الزيتون.
ولفت إلى أي فائض يتوفر لديه من زيت الزيتون يقوم ببيعه للاستفادة من ثمنه، مؤكدا أن قطف ثمار الزيتون بحاجة الى أعداد كبيرة من العمال لضمان إنجاز العمل بوقته، موضحا أن بعض أشجار الزيتون تتطلب يوما كاملا لحين قطافها، لا سيما إذا ما كانت من الأشجار المعمرة وذات الثمار الصغيرة.
ويشير العشريني محمد جرادات أن عدم توفر وظيفة دفعته إلى العمل لدى أحد أصحاب كروم الزيتون بأجرة 7 دنانير لكل 50 كيلو من الثمار المقطوفة، مؤكدا أن قطاف هذه الكمية بحاجة إلى ما يقارب 8 ساعات عمل في ظروف صعبة وارتفاع لدرجات الحرارة ومخاطر ناجمة عن تسلق الأشجار لقطاف الثمار من على الأغصان العالية.
وأضاف أن موسم قطاف الزيتون فرصة للعديد من الشبان المتعطلين عن العمل لإيجاد وظائف موقته لمدة شهر أو شهرين.
وأشار علي هياجنة أنه في كل عام، يعمل في إحدى معاصر الزيتون بأجر 7 دنانير يوميا، لتنظيم الدور داخل المعاصر، موضحا أن عمله في المعصرة يمتد لـ 8 ساعات، وهو أمر مقبول كونه يوفر له ولأسرته مصدر دخل يومي وإن كان مؤقتا.
وأشار المزارع محمد بني يونس أن العديد من المزارعين في إربد يعتمدون على موسم الزيتون لإيجاد مصدر دخل لهم، مؤكدا أن أحمال أشجار الزيتون لهذا العام تراجعت بنسبة 20 % عما كانت عليه في الموسم الماضي، وهذا أمر طبيعي عائد إلى ظاهرة المعاومة التي تتميز بها أشجار الزيتون والتي ينتج عنها التفاوت بأحمال الأشجار من موسم لآخر.
وأشار إلى أنه بدأ بعملية قطف الزيتون الأسبوع الماضي، وأن المزارعين متفائلون بموسم جيد، رغم الظروف الجوية التي الحقت الأضرار بالثمار، خاصة أثناء ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف الماضي بسبب موجات حر تزامنت مع بدء تشكل ونمو الثمار.
وأكد أن انتاج مزرعته من الزيتون سيكون مماثل للعام الماضي، وخصوصا وانه حرص على العناية بأشجاره طوال الموسم للحد من الاثار السلبية الناتجة عن تغيرات مناخية باتت تؤثر على مجمل العمل الزراعي بالمحافظة.
من جانبه، توقع مدير زراعة إربد الدكتور عبد الحافظ أبو عرابي أن تحافظ كميات الإنتاج على معدلاتها كما كانت في العام الماضي والتي وصلت إلى 11 ألف طن من زيت الزيتون.
وأكد أبو عرابي أنه وبالرغم من العوامل التي أثرت على المحافظة من حيث ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن ذلك لم يؤثر على كميات الانتاج.
ودعا أبو عرابي المزارعين إلى عدم قطف ثمار الزيتون في الوقت الحالي وتأخير القطاف الى الثلث الثاني من الشهر الحالي، ما سينعكس إيجابا على كميات الزيت المستخرجة من الثمار وزيادة جودته.
وفتحت معاصر الزيتون العاملة في إربد وعددها 52 أبوابها لاستقبال ثمار الزيتون لغايات العصر واستخلاص الزيت، وتقدر مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون في محافظة إربد بـ 170 ألف دونم.
أحمد التميمي/ الغد
التعليقات مغلقة.