زيت الزيتون بعجلون.. أسعار مرضية ونسب استخراج متدنية

في الوقت الذي يجمع فيه مزارعو الزيتون في محافظة عجلون على تراجع كميات إنتاج الزيت المستخرج من ثمار الزيتون الموسم الحالي مقارنة بمواسم سابقة، إلا أنهم يبدون رضاهم عن أسعار البيع لصفيحة الزيت التي تتراوح أسعارها ما بين 95 إلى 100 دينار، وهو ما يعتبرونه سعرا منصفا، بحيث يوفر لهم هامش ربح معقول بعد خصم كلف الإنتاج.

ووفق أحاديثهم، فإنهم لم يحددوا حتى الآن الأسباب التي تسببت بخفض إنتاج الزيت، بحيث يذهب بعضهم إلى عوامل وتغيرات بيئية، خصوصا مع ارتفاع الحرارة مع بدايات تشكل الثمار، وتدني المعدلات المطرية، ما تسبب بضعف الثمار، إضافة إلى اختلاف أنواع أشجار الزيتون، فيما يذهب آخرون إلى أسباب مرتبطة بالتباين بين المعاصر من حيث إمكانياتها الحديثة والقديمة، والخطوات المتبعة في عملية العصر.

ويقول المزارع عبدالله الشريدة إن المزارعين يتفاجأون بتواضع إنتاج الزيت عند عصر ثماره، بحيث لا تتجاوز نسبة الزيت المستخرج من كمية الثمار 15 % إلى 20 %، في حين كانت تتجاوز النسبة في مواسم سابقة  25 %.
وأكد أن هذا الانخفاض ربما يعود إلى تراجع الأمطار في مرحلة تشكل الثمار وارتفاع درجات الحرارة وهبوب الرياح الشديدة، ما تسبب بضعف حبات الزيتون، خصوصا في الأشجار البعلية منها.
ولا يستبعد المزارع أبو إياس أن يكون هناك تباين بين المعاصر من حيث قدراتها، وطريقة العصر المتبعة، إلا أنه لا يرجح أن يكون تأثيرها كبيرا على كميات الإنتاج، مؤكدا أن أسعار الزيت هذا الموسم جيدة إذ تجاوزت 95 دينارا للصفيحة سعة 16 كلغم، وتحظى بفرص تسويقية جيدة.
ويقول المزارع أبو طلال الخطاطبة، إن موسم الزيتون في المحافظة يعد من أهم المواسم التي ينتظرها الجميع بفارغ الصبر، من مزارعين وتجار ومستهلكين، فالموسم يشكل أبواب رزق للجميع، بحيث يبدأ بصاحب الزيتون، مرورا بتجار الجملة والتجزئة، وينتهي عندما يعرف بـ “البعارة” وصانعي الزيتون المخلل، وصانعي وبائعي حلوى الهريسة الذي يكثر طلبها خلال موسم القطاف، وصولا لأصحاب المعاصر الذين يكسبون المال كأجور عصر، ويشغلون العشرات من الشباب في عصر الثمار.
ويؤكد المزارع أحمد الرشايدة أنهم ينتظرون موسم قطاف ثمار الزيتون في كل عام، للتزود بمادة غذائية أساسية لهم، واستغلال الفائض من إنتاج مزارعهم لسداد ديونهم وتلبية احتياجاتهم، مؤكدين أن موسم الزيتون يعد من أهم المواسم في محافظة عجلون، نظرا لانتشار الأشجار المعمرة والحديثة في جميع مناطق المحافظة والتي توفر كميات جيدة وأفضل من أي ثمار أخرى، بحيث يتزود السكان من مادة الزيت وتخليل كميات من الثمار، إضافة إلى بيع الفائض بمبالغ لا بأس بها.
ويقول حابس عنانبة إنه وفي هذه الأثناء، فإن أشخاصا قد بدأوا بعملية شراء وتجميع كميات من ثمار الزيتون على طريقة “التجزئة” أو ما تعرف بـ”الشراء بالكيلو”، بحيث يشترون من أشخاص كميات بسيطة تصل إلى بضعة كيلوغرامات، ومن ثم يعملون على تجميعها وعصرها أولا بأول وبيع الزيت، محققين بذلك أرباحا لا بأس بها لقضاء احتياجاتهم ومتطلبات أسرهم.
ويؤكد عبد الوحيد أبو أمجد أنه يستطيع أن يوفر مبلغا جيدا ينفقه على أسرته من خلال جمع كميات من ثمار الزيتون التي تكون على الأرض أو تبقى على الأشجار بعد أن يكمل أصحابها قطافها، بحيث يقوم ببيعها لهؤلاء التجار بأسعار جيدة، محققا دخلا ينفقه على أسرته.
في ذات السياق، يقول منسق مهرجان الزيتون في عجلون منذر الزغول، إنه وبسبب العدوان الصهيوني على غزة فإنه تم إلغاء تنظيم المهرجان للموسم الحالي، داعيا وزارة الزراعة إلى دعم مزارعي الزيتون من خلال حماية المنتج والحفاظ على سعر مناسب له، وعدم استيراد مادة الزيت خلال الموسم، والمساعدة في عملية التسويق وضمان سعر مناسب.
وأكد أن مادة زيت الزيتون المستخرج من محافظة عجلون يتمتع بسمعة طيبة وميزات فريدة أدت الى أن يكون سلعة متعارف على جودتها على مستوى الوطن والمحيط العربي، حيث أصبح منتج الزيت يصدر إلى مختلف أنحاء العالم بنسبة طلب جيدة.
ووفق مديرية زراعة المحافظة فإنه يتوقع أن يتم الموسم الحالي إنتاج 30 ألف طن زيتون في المحافظة، فيما تقدر مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون في المحافظة بـ 86 ألف دونم، بينما تعمل 15 معصرة في المحافظة، تخضع للرقابة لضمان التزامها باشتراطات الترخيص ولضمان نقل مخلفات العصر “الزيبار” بالصهاريج إلى مكب الإكيدر.
وبحسب تقارير المركز الوطني للبحوث الزراعية فإن الميزات التي يتمتع بها الزيتون العجلوني تتمثل بتعدد أنواعه ومنها المهراس الذي يعتبر أصلا عريقا ومحافظا على كيانه عبر العصور، حيث أثبتت البصمة الوراثية له التنوع الوراثي الغني والفريد بين الطرز الوراثية للزيتون في حوض المتوسط مع ميزات جينية ذات دلالات هامة لقدراته على التكيف مع التغيرات المناخية والبيئات القاسية والحفاظ على نوعية زيته.
ويؤكد المهندس الزراعي سامي فريحات أن العوامل البيئية كارتفاع درجات الحرارة خلال عملية عقد الثمار والرياح الشديدة وتراجع المعدلات المطرية، وعدم ري الأشجار المروية بشكل كاف يؤثر سلبا على الأشجار والثمار ويخفض من إنتاجها.
ويؤكد مدير زراعة عجلون المهندس رامي العدوان، أن محافظة عجلون تتمتع بميزات طبيعية وزراعية، حيث تكثر فيها زراعة أشجار الزيتون وتقدر مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون في المحافظة بنحو 87 ألف دونم منها 63 الف دونم في لواء القصبة و24 الف دونم في لواء كفرنجة، مشيرا إلى أنه يتوقع إنتاج 30 ألف طن زيتون في المحافظة خلال الموسم الحالي منها 20 ألف طن في لواء قصبة عجلون 10 آلاف طن في لواء كفرنجة، بحيث يتم عصر 28 ألف طن منها للزيت واستغلال 2 طن منها للكبيس.

عامر خطاطبه/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة