غَزْوُ غزّة إلى أين
د. عزت جرادات
=
* هل كان الرئيس بايدين بحاجة لرؤية ما يجري من مشاهد في غزة، وتحديداً منظر الأطفال والخداج منهم يألمون صراخاً وعويلاً، ومنظر الموْت والقتْل بدم بارد، هل كان ذكاؤه بحاجة لهكذا مشاهد حتى يقتنع بأن حل الدولتيْن هو المنتهى في نهاية المطاف! وكان قد أعلن في بدايات عهده، أن الوقت غير مناسب للحديث حول هذا الحل، وغير القابل للتطبيق حالياً. فهل جاء الوقت المناسب على واقع القتل الجماعي، والذي يصل إلى حدَّ الإبادة لشعب من حقه أن يقاوم الاحتلال، وكان قد رفض أن يلتقي (نتنياهو) احتراماً لحقوق الانسان المنتهكة في فلسطين المحتلة.
*وعند بدء –طوفان الإقصى- أطلق مقولة (حق اسرائيل في الدفاع عن النفس) وسارع قادة أوروبيون يردّدون مقولته، وحجزوا أدوراهم للوقوف بجانب (نتنياهو) ولسان حالهم ينطق، من أجلك يا اسرائيل، فلتسقط قيمنا ومبادؤنا.
ويصرّح الرئيس الفرنسي –ماكرون- بأن هذا القصف الذي تمارسه اسرائيل يستهدف المدنيين، ولا شرعية له ويجب وقف اطلاق النار الذي يودي بحياة الناس المدنيين، اطفالا ونساءً ومسنين، ولا مبرر لذلك. وإن وقف إطلاق النار فوراً هو لمصلحة إسرائيل، فقد عاد ثانية وليتباكى على مصلحة اسرائيل، ولم تهزّ ضميره إبادة شعب،اطفالا ونساءً ومدنيين، ولم يعلن أن وقف إطلاق النار انقاذ لشعب يتعرض للإبادة!
*ويتحرّك الاتحاد الأوروبي، بعد سُبات، فيصرح المتحدث بإسمه بأن التهجير القسري للفلسطينيين من غزة سيؤدي إلى كارثة إنسانية كما سيكون سبباً لمزيد من العنف ومزيدِ من عدم الإستقرار في المنطقة.
وهل يظن هذا العقل الحاقد، بدوافعه الكامنة، حِقداً تاريخياً، أن الشعوب المتجذّرة في أوطانها تُقْتلع هكذا، وكأنها أغصان نخلٍ تزرع في الرمال.
*لم يدرك أولئك الغزاة غزاة الماضي والحاضر أن الشعوب أصبحت في القرن الحادي والعشرين تؤمن بشعار واحد، الوطن أو الموت.
*فالتهديد لا يزيد الشعوب الحيّة إلاّ إصراراً على الدفاع عن أوطانها بروح الثبات.
*ومما يدعو إلى الريبة هذا التناقض في السياسة الأمريكية تجاه ما يجري في غزة:
-فالرئيس بايدن يعارض وقف قتل المدنيين برفضه وقف الحرب.
-بينما تنشر (وول ستريت جورنال) تصريحا لوزير خارجيته، بلينكن: باللاءات الأربعة:
- لا لاعادة إحتلال غزة
- لا لتقليص أراضي غزة
- لا لحصار غزة
- لا للتهجير القسري للفلسطينين
*فلا تنظر إلى دموع الصياد، بل إلى ما تفعل يداه فالفعل الامريكي يتناقض مع التصريحات.