غزة “مقبرة جماعية” لـ 40 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود

الحرب لأجل الحرب،، فلا تصور آخر عند الاحتلال لحال اليوم التالي على إنهائها سوى إبادة سكان غزة وتهجير ما تبقى منهم خارج القطاع.
الكيان المحتل يستحضر النسخة المحسنة لما كانت الحركة الصهيونية تفعله قديما في ثلاثينيات القرن المنصرم عبر قتل أبنائه بنفسه وإلصاق التهمة بالمقاومة الفلسطينية، لأجل دفع اليهود المتناثرين بالعالم للهجرة إلى فلسطين واستيطانها، فالسلوك النازي لا يتغير بل يزداد فتكا بالفلسطينيين واستباحة دمائهم.

وتأتي إزاحة الستار عن حيثيات “حفل نوفا” كأكبر أكذوبة ساقها الاحتلال للعالم بعدما كشف إعلامه عن قيام طيرانه، بقصفه وقتل الإسرائيليين داخله ومن ثم إلصاق التهمة بحركة “حماس”، وذلك بعد انقضاء أكثر من شهر ونصف على جعل غزة “مقبرة جماعية” خالية من الحياة، بالغارات الجوية والتوغلات البرية الاحتلالية والتي طالت أكثر من 40 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود، بالتزامن مع ارتقاء شهيدين برصاص الاحتلال خلال مواجهات في الضفة الغربية المحتلة.
فرئيس حكومة الاحتلال، المتطرف “بنيامين نتنياهو”، المتمسك باستماتة بورقة حرب الإبادة ضد قطاع غزة لحماية نفسه من المساءلة القضائية في كيانه المحتل، هو مستعد لنسج الأكاذيب المضللة، على غرار كشف صحيفة “هآرتس” نتائج تحقيق أجرته الشرطة والاجهزة الامنية للاحتلال خلص لمسؤولية جيش الاحتلال عن قصف “حفل نوفا” الموسيقي عند المنطقة المحاذية لقطاع غزة، والذي ضم نحو 4 آلاف مستوطن وأجانب، غالبيتهم تمكنوا من الفرار، وليس كما زعم الاحتلال بمسؤولية “كتائب القسام” عنه.
وبالرغم من أهمية كشف زيف الرواية الصهيونية أمام العالم، إلا أن إماطة اللثام عن حقيقة ماجرى لن يحرك الأذرع الأممية والدولية للتحقيق فيها، بعد أن سمحت، إما عبر الصمت أو بمنح الضوء الأخضر، باستمرار مجازر الاحتلال الوحشية، أسوة باستهداف غاراته قسم الأطفال في مستشفى “كمال عدوان” بقذيفة ألحقت أضرارا جسيمة، وتدمير المزيد من الأبنية السكنية في مخيمي البريج والنصيرات، وسط قطاع غزة، والذي أدى لاستشهاد 28 فلسطينيا.
وكثف الاحتلال غاراته الجوية الهمجية على شمال القطاع، وقصف منزل عائلة فلسطينية كاملة تم انتشال جثامينهم من تحت الأنقاض في حي الدرج، شرق المدينة، ومعاودة قصف مخيم جباليا، شمالا، مما أدى لارتقاء العديد من الشهداء والجرحى، فضلا عن قصف أحياء سكنية شرق مدينة رفح واستهداف المنازل المحيطة بمستشفى غزة الأوروبي، شرق خانيونس، جنوبا، مما أدى لارتفاع عدد الشهداء لأكثر من 12300 فلسطيني، بينهم أكثر من 5 آلاف طفل.
في حين اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن مستشفى الشفاء الطبي في مدينة غزة تحول إلى “منطقة موت”، داعية إلى إخلائه بالكامل، وذلك في تصريح لها قالت فيه أنها قادت بعثة تقييم إلى المستشفى، وترأست فريقا مشتركا من الأمم المتحدة يضم خبراء في الصحة العامة ومسؤولين لوجستيين وموظفين أمنيين من مجموعة من الوكالات في مهمة قصيرة و”شديدة الخطورة” إلى المستشفى.
وقالت إنها تعمل مع شركائها على “وضع خطط عاجلة للإجلاء الفوري للمرضى المتبقين والموظفين وعائلاتهم”، مشيرة إلى أن 291 مريضا، من بينهم 32 طفلا “حالاتهم حرجة جدا”، إلى جانب 25 عاملا صحيا ما يزالون داخل المستشفى، لافتة إلى أن الفريق وصف الوضع في المستشفى بأنه “يائس”.
وأشارت إلى أن “آثار القصف وإطلاق النار كانت واضحة، ورأى الفريق مقبرة جماعية عند مدخل المستشفى وقيل له إن أكثر من 80 شخصا دفنوا هناك”.
وبينت المنظمة أن هناك نقصا في المياه النظيفة والوقود والأدوية والغذاء والمساعدات الأساسية الأخرى ما تسبب في توقف أكبر المستشفيات وأكثرها تقدما في غزة عن العمل، كما أن “ممرات المستشفى وأرضه امتلأت بالنفايات الطبية والصلبة ما زاد خطر العدوى.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن عددا من المرضى توفوا خلال اليومين أو الأيام الثلاثة الماضية بسبب غياب الخدمات الطبية.
وفي الأثناء؛ وما بين غزة والضفة الغربية، يواصل الاحتلال تصعيده في محافظتي بيت لحم وجنين، مما أدى لاستشهاد شابين فلسطينيين، وإصابة آخرين بالرصاص الحي خلال اقتحام قوات الاحتلال لمناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد كل من؛ الشاب عمر علي اللحام برصاص الاحتلال، خلال مواجهات اندلعت في مخيم الدهيشة جنوبي بيت لحم، وعصام الفايد (46 عاما)، من ذوي الاحتياجات الخاصة، خلال عملية عسكرية على مخيم ومدينة جنين، شن خلالها الاحتلال عملية اعتقالات في صفوف الفلسطينيين، كما عملت خلالها جرافاته العدوانية على تدمير البنى التحتية في محيط المخيم.
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقدر ب 50 دورية وآلية عسكرية ترافقها جرافة عسكرية، مدينة جنين، أمس، وانتشرت في عدد من أحياء المدينة ونشرت قناصتها على أسطح عدد من المنازل والبنايات، مما أدى لاندلاع المواجهات العنيفة مع الفلسطينيين الذين تصدوا لعدوانها.
وداهمت قوات الاحتلال أحياء جنين- نابلس ونصبت حاجزا عسكريا، كما اقتحمت أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، مما أسفر عن مواجهات مع الشبان الفلسطينيين.
من جانبها، قالت حركة “حماس” في بيان لها أمس، إن رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، أجرى اتصالات مع عدد من القادة والمسؤولين على المستوى الإقليمي والدولي إثر ارتكاب الاحتلال مجازر وحشية في مدارس إيواء المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني، وخصوصا في مدرسة الفاخورة وتل الزعتر، وذلك بعد ساعات من ارتكابه لجريمة الحرب بتفريغ مجمع الشفاء الطبي من الأطقم الطبية والمرضى والجرحى”.
وأضافت أن “هنية أكد خلال الاتصالات على أهمية عقد اجتماع عاجل للجنة المتابعة المنبثقة عن مؤتمر القمة العربية والإسلامية لبدء تنفيذ قراراتها المتعلقة بوقف العدوان وكسر الحصار عن قطاع غزة”.
كما أكد على ضرورة التحرك السريع لإلزام الاحتلال بتنفيذ القرارات الدولية التي صدرت مؤخرا والتي تطالب بوقف العدوان الذي يتعرض له قطاع غزة وحماية المستشفيات؛ وفقا لما جاء في البيان.
وبالمثل؛ قالت حركة  الجهاد الإسلامي إن الكيان الصهيوني الإرهابي  يمارس أبشع الجرائم  في غزة والضفة والسجون أمام العالم  بأسره دون حسيب أو رقيب  بدعم فاضح من أميركا.
وأضافت بأن الشعب الفلسطيني المتجذر في أرضه ووطنه  لن يهزم وهو يدافع عن وجوده وحقوقه كما باقي الشعوب، وأن المقاومة مستمرة ومشروعه في وجه المحتل الغاصب.

نادية سعد الدين/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة