جرش: انتشار “الجدري الموسمي” بين طلبة مدارس ونفاد الأدوية

جرش – ساعات طويلة، يمضيها ذوو أطفال مصابين بالجدري الموسمي، بحثا عن علبة دواء في المستشفيات والمراكز الصحية بمحافظات جرش، بعد أن نفدت الأدوية مع انتشار متزايد للمرض بين طلبة المدارس.

ولم يتوقف الأمر عند حد نفاد الأدوية في المرافق الصحية الحكومية، إذ صيدليات القطاع الخاص باتت هي الأخرى تواجه نقصا، وفق ما أكده أصحاب صيدليات خاصة.

هذا الواقع، يقره مدير صحة جرش الدكتور محمد الطحان، الذي قال لـ “الغد”، “طلبنا من وزارة الصحة تزويد المحافظة بأحد أهم العلاجات المستخدمة في علاج الجدري الموسمي، بعد أن نفدت كمية الأدوية المستخدمة من المراكز الصحية كافة، باستثناء بعض الأدوية البديلة المتوفرة، ومنها أدوية  للحساسية وخافضات الحرارة ومضادات حيوية”.
وأضاف الطحان، “أن مرض الجدري من الأمراض الموسمية التي تظهر في هذه الفترة كل عام، وتظهر حالات عدة في قرى وبلدات المحافظة، وينتشر المرض بين طلبة المدارس والأطفال كونه معديا وينتقل عن طريق المخالطة المباشرة بالمصابين”.
وبين، “أنه تم طلب كميات أدوية من وزارة الصحة وسيتم توزيعها على كافة المراكز الصحية فور وصولها، والعمل على اتخاذ الإجراءات الاحترازية للتقليل من انتشار العدوى ومن أهمها تعطيل طلبة المدارس المصابين، والحرص على النظافة الشخصية والتقليل من المخالطة وحصر الأعداد المصابة”، موضحا “أن فترة الإصابة تمتد ما بين 10-14 يوما”.
وتسبب زيادة الطلب على أدوية الجدري في محافظة جرش بنفاد كافة الكميات المتوفرة في الصدليات الخاصة، وفق الصيدلانية أنوار الحراحشة، التي أكدت أن الطلب على الأدوية تضاعف عدة مرات منذ شهر ولغاية الآن.
وتعتقد الحراحشة أن زيادة الطلب تدل على وجود إصابات كثيرة، لا سيما وأن المرض معد، وينتشر بسهولة بين طلبة المدارس والأطفال، وهو من الأمراض الموسمية التي تنشط هذه الفترة.
وقال عصام العياصرة إنه بحث عن دواء لمرض الجدري في كافة المراكز الصحية والصيدليات في محافظة جرش من أجل علاج أبنائه المصابين، ولم يعثر على علبة واحدة، واضطر إلى التوجه للعاصمة من أجل شراء الدواء بعد إصابة 3 من أطفاله، وإصابة عدد كبير من زملائهم بالمدرسة وأقاربهم.
واعتبر أن توفير الأدوية من أولويات وزارة الصحة، خاصة بعد ظهور مئات الإصابات في بلدة ساكب، وغيرها من القرى والبلدات الأخرى نظرا لسهولة وسرعة انتقال العدوى.
وفيما لم تحصر الجهات المغنية عدد الإصابات، يتحدث الأهالي عن مئات الإصابات بين الأطفال، وغالبيتهم طلبة مدارس.
وقالت وعد العمور، إن عدد الإصابات بمرض الجدري الموسمي بين طلبة المدارس مرتفع، مقارنة بالسنوات الماضية، بينما الدواء اللازم غير متوفر في المراكز الصحية، ويضطر الأهالي إلى شرائه على نفقتهم الخاصة من الصيدليات التي نفد فيها الدواء ايضا، وبات العديد يتوجه للمحافظات المجاورة من أجل الحصول على العلاج.
وتتمنى أن يتم تمديد الفصل الدراسي الأول أسبوعين آخرين، لارتفاع معدل الفاقد التعليمي بين طلبة المدارس وحاجتهم إلى وقت أطول لضمان شرح كافة المواد التعليمية بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب.
وتؤكد على ضرورة ضبط العدوى في المدارس من خلال متابعة الإصابات وعدم مخالطتها للطلبة غير المصابين، والتشديد على النظافة الشخصية، ونظافة المدارس، كون عدد من المصابين ينتظمون بالدراسة ويخفون إصابتهم لتجنب التعطيل عن الدوام المدرسي وفقدان التعليم المنتظم.
بدوره، أكد مدير تربية جرش الدكتور إبراهيم المحاسنة “أن صحة الطلبة أولوية في وزارة التربية والتعليم وحال ظهور أي إصابة بين الطلبة، تقوم إدارة المدرسة وعلى الفور بالتواصل مع الكوادر الصحية لتقديم العلاج اللازم ورصد الإصابات وتعطيل المصابين لحين الشفاء التام والتشديد على النظافة الشخصية ونظافة المدارس لمنع انتشار العدوى”.
وأوضح “أن متابعة الأمور الصحية في المدارس تتم بالتنسيق مع وزارة التربية ووزارة الصحة لضمان توفير بيئة صحية وتعليمية مناسبة”.
وأكد، “أن الطالب المصاب يمنع حضوره إلى المدرسة ويغيب بعذر طبي، ويتم تعويض الفاقد التعليمي إما من خلال التعليم الإلكتروني أو التعليم المباشر في حصص الفراغ والأنشطة، لا سيما وأن العملية التعليمية تسير وفق خطة دراسية سنوية وحسب التقويم الدراسي”.
يذكر أن مرض الجدري هو مرض معد ينقل من إنسان إلى آخر. ويمكن نقل الفيروس من خلال استنشاق قطرات صغيرة من اللعاب التي تنشر من فم المريض الى الهواء (مثل الإنفلونزا) أو من خلال الاتصال المباشر مع المريض ومحيطه. وتتسرب الفيروسات إلى جسم الإنسان عن طريق الجيوب المخاطية في الفم، والأنف، والعيون.
العدوى بالمرض عن طريق الشخص المريض ممكنة بعد ظهور الطفح الجلدي فقط عند هذا المريض . يكون خطر العدوى كبيرا في الـ 7-10 أيام الأولى من موعد ظهور الطفح الجلدي لأنه في هذه الفترة يتواجد الفيروس في لعاب المريض بكمية عالية. ومع تكون الدمامل ( التي تظهر بعد الطفح ) ينخفض خطر العدوى بشكل بارز، ولكن هناك خطرا معينا للعدوى ما دامت الدمامل قائمة.
ومرض الجدري، مرض معد ينتقل من شخص لآخر، يتميز المرض، من بين أمور أخرى، بطفح جلدي على شكل بثور سوداء، واليوم لا يمكن أن يحدث الجدري بشكل طبيعي لأن الفيروس المسبب للمرض قد انقرض.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة