هدوء “الانهيارات” بـ”جرش الدولي”.. نجاح إجراءات أم سكون خادع للبؤر الخطرة ؟

في كل عام، ومع وصول الموسم المطري لذروته وتشبع الجبال التي يعبرها طريق جرش الدولي بالمياه، تتجدد مخاوف مستخدمي الطريق من تكرار حوادث الانهيارات التي تتعرض لها مناطق تصنف بـ “بؤر خطرة”، وتتركز أكثر في الجزء الذي يعبر محافظة جرش على طول أكثر من 40 كلم.

العام الماضي والذي سبقه، لم يشهد الطريق حوادث يمكن وصفها بـ “الخطرة”، قياسا بحوادث وقعت في سنوات سابقة، تسببت بإغلاق الطريق لأسابيع ومنها لأشهر.

رغم ذلك، تبقى خطورة الطريق كامنة، ومن غير المعروف ما إذا كان تراجع حوادث الانهيارات الخطرة ناتجا عن سلامة ونجاعة الإجراءات التي تتبعها الجهات المعنية أم أن هناك مكرا تخبئه البؤر الخطرة؟
سالكو الطريق الدولي يأملون بأن تنجح جهود وزارة الأشغال في السيطرة على البؤر الخطرة، والوصول نسبيا إلى أعلى درجات السير الآمن بعيدا عن مخاطر حوادث للانهيارات.
بموازاة ذلك، تواصل وزارة الأشغال القيام بإجراءات الصيانة لبعض البؤر الخطرة التي تتكرر فيها الانهيارات، من خلال عمل أسيجة وجدران استنادية وحواجز إسمنتية وحديدية  للتخفيف من مخاطر الانهيارات حال وقوعها.
ويتساءل سائقون عن مدى نجاعة هذه الإجراءات التي تندرج في نطاق “الاحترازية”، سيما وأن الانهيارات أمر تكرر في سنوات سابقة، خاصة بعد توالي المنخفضات الجوية وتساقط كميات كبيرة من الأمطار التي تؤدي إلى تشبع التربة بالمياه ومن ثم انهيار الصخور والأتربة على الطريق، ما يستدعى إغلاقه لحين إجراء أعمال الصيانة اللازمة، يتخلل ذلك تحويل السير إلى طرق فرعية غير مجهزة لضمان استمرار حركة السير.
ويجدد سائقون على الطريق الذي يربط محافظات الشمال بالعاصمة ويعبر محافظة جرش، مطالبتهم بمتابعة حثيثة لمناطق البؤر الخطرة وفحصها باستمرار قبل حدوث أي انهيار.
وقال السائقون إن تجنب مخاطر الانهيار بات أمرا ممكنا في ظل معرفة مواقع البؤر الخطرة على الطريق، والتي حددتها الجهات المعنية وباتت واضحة ويجب أن يتم صيانتها ومعالجتها قبل بدء فصل الشتاء.
وقال السائق أمجد العياصرة إن مواقع متعددة تصنف ضمن البؤر الساخنة والخطرة على الطريق الدولي، ويعاني سائقون من إغلاقات متكررة نتيجة الانهيارات، ما يكلفهم وقتا وجهدا إضافيين أثناء اضطرارهم إلى سلوك طرق بديلة، وهم بذلك يقطعون مسافات أطول. ولفت إلى أن الطرق البديلة التي يتم تحويل السير إليها مع كل حادث انهيار حفاظا على سلامة مستخدمي الطريق أوضاعها غير جيدة، وما زالت طرقا بدائية وغير جاهزة لتحمل حركة السير النشطة التي يشهدها الطريق الدولي على مدار الساعة.
وبين أن خطر الانهيارات من أكبر المشاكل التي تعاني منها محافظة جرش تحديدا، سيما وأن الطريق هو أهم الطرق السياحية وتقع عليه استثمارات سياحية ضخمة وإغلاق أي منطقة يعطل جزءا منها وتختلف مدة التعطل حسب حجم الانهيار.
وطالب من وزارة الأشغال تحديدا مستمرا لمواقع البؤر الساخنة ومعالجتها بوقت مبكر، قبل تساقط الأمطار، من أجل حماية المواطنين وممتلكاتهم والاستثمارات المتواجدة على طول الطريق.
وقال صاحب المشتل الزراعي المهندس محمد القادري، إن الطريق يخدم العديد المشاتل الزراعية ومنشآت تجارية، وعلى امتداد مسافات طويلة.
وتابع: تتعرض مناطق بالطريق للانهيار بشكل سنوي، وهذا يعني إغلاق الطريق، وتغيير مسار السير وتوقف حركة البيع في المنشآت التي تعتمد على حركة المركبات النشطة على مدار الساعة.
وقال إنه من الأولى أن يتم تخصيص ميزانية خاصة لصيانة البؤر الساخنة على الطريق الدولي ومعالجتها والعمل على الحد من خطورتها وضمان سير آمن على الطريق.
بدوره قال مدير أشغال جرش الدكتور ماجد العلوان إن الطريق الدولي الذي يربط العاصمة بمحافظات الشمال من أهم وأنشط الطرق على مستوى المملكة، مشيرا إلى أن الطريق يتعرض كل فصل شتاء إلى انهيارات بعد تشبع التربة بمياه الأمطار.
وأوضح لـ “الغد”، أن مديرية الأشغال قامت هذا العام بمعالجة العديد من البؤر الساخنة التي تشكل خطرا في كل موسم مطري من خلال بناء أسيجة وسلاسل حجرية ضخمة وبناء أطاريف ووضع دعامات تحمي الطريق والسائقين من خطر الانهيارات.
وبين أن كوادر مديرية الأشغال بالتعاون مع كافة الجهات المعنية تقوم على مدار الساعة بمراقبة أوضاع الطريق والبؤر الساخنة في فصل الشتاء وأثناء تساقط الأمطار، حرصا على حياة السائقين ولتجنب حدوث أي مخاطر من الانهيارات، فضلا عن تشكيل فريق عمل متكامل، يعمل على معالجة أي خلل على الفور.
وأوضح أن وضع الطريق حاليا مستقر، ويتم متابعته من خلال غرفة عمليات رئيسة وكوادر ميدانية تراقب الطريق خلال المنخفضات الجوية وبعد انتهائها، ولم تظهر حتى الآن أي معالم خطورة على الطريق، وحال حدث أي انهيار في أي موقع فخطط التعامل معه جاهزة.
وكان انهيار جبلي قد حدث قبل قرابة 6 سنوات على طريق إربد عمان بمنطقة سيل الزرقاء، وتسبب بإغلاق الطريق، فيما علل جيولوجيون ومهندسون الانهيار حينها، إلى طبيعة تركيبة تربة الجبل المنهار، والتشققات ونزازات المياه، التي أحدثت انزلاقا في طبقات الجبل.
وشهدت طرق محافظة جرش الخارجية والداخلية بعد الحادث أزمات خانقة، بعد إغلاق الطريق، فيما عمدت الجهات المعنية في ذلك الوقت، إلى استحداث طرق بديلة متعددة باتجاه مختلف المحافظات، ومعظمها طرق فرعية ضيقة وغير مؤهلة لحركة السير النشطة التي يشهدها الطريق.
وقالت جهات معنية حول الانهيار بأنه كان كبيرا جدا، وخطيرا، واستدعى على الفور إغلاق الطريق.
واستغرقت عملية إزالة أنقاض الانهيار من حجارة وأتربة وإعادة فتح الطريق أمام السير وإنشاء جدران استنادية أكثر من أشهر.

صابرين الطعيمات// الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة