وزارة الثقافة تطلق “مكنز الوطني للتراث الشعبي الأردني
–ضمن الاحتفالات الوطنية بمئوية الدولة الأردنية نظمت وزارة الثقافة حفل إشهار “مكنز التراث الشعبي الأردني”، وذلك في قاعة المؤتمرات/ المركز الثقافي الملكي، وشمل الحفل الذي أدارته سمر غرايبة، تكريما لأعضاء اللجنة العليا لمكنز.
وقال خلال حفل الافتتاح وزير الثقافة علي العايد، إننا نقف في حضرة منجز إبداعي ثقافي تراثي وطني كبير، ونعبر لمئوية جديدة حاملين معنا أرثنا الثقافي والإنساني والاجتماعي الذي تركه البناة الأوائل، متسلحين به، مستندين إلى جذوره وطاقاته المعرفية والإنسانية.
وأضاف العايد إلى أن المكنز الذي بين يدينا ونجتمع لإطلاقه والإعلان عنه، هو حصيلة عمل دؤوب لخبراء ومختصين بالتراث، ولجان قدمت كل ما يمكن أن تقدم منذ عام 2010 وحتى هذه اللحظة، فهي تستحق الشكر منا أولا، فهذا الانجاز الذي يضع قاعدتنا المعرفية والإنسانية ضمن التراث المعرفي والإنساني العالمي، هو كنوز ثقافية حقيقية تتحصّل في مكنز واحد، وتتاح لكل باحث ودارس وراغب في الاطلاع على تراث أهله وتشابكه مع المعرفة الإنسانية.
ونوه الوزير إلى أن المكنز فكرة عظيمة تؤسس إلى لمكنز عربي جامع، ويشكل قاعدة بيانات عربية، في مجال المأثورات الشعبية والألفاظ المتداولة وشرح معانيها وضبطها وتشكيلها، وكل ما يمكن أن يدوّن كمعرفة متحصّلة تشكّلت ضمن سردياتنا الوطنية التاريخية.
ورأى العايد أن المكنز الوطني للتراث الشعبي الأردني هو مشروع ثقافي متصل بآفاق عربية وعالمية وبجذور محلية، وقام على جهود حثيثة لخبراء أردنيين مختصين بالتراث، بإشراف ورعاية وزارة الثقافة ممثلة بمديرية التراث التي تعمل من أجل إحياء التراث الأردني وحفظه من الضياع.
وأوضح أن المكنز يكشف عن كنوز هويتنا التراثية ومشاربها الثقافية ومنها: العادات والتقاليد الشائعة في المجتمع الأردني. والأدب الشعبي وأشكال التعبير الثقافي. والفنون الشعبية وتقاليد أداء العروض. والحرف الشعبية والمهن التقليدية. والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون.
وقال الوزير إن اللجان العاملة قامت على إنجاز هذا المكنز على جمع ما يقارب (100.000) مئة ألف مفردة في مختلف المجالات التراثية، ومن محافظات الوطن جميعا لتكون في هذا المكنز التراثي المهم، وشرح معانيها وضبط تشكيلها. بهدف حفظها من الضياع، ليصدر بشكله الحالي في خمسة مجلدات يستفيد منه الباحثون في مجال التراث والأدب والفنون واللغة ومجالات علم الاجتماع والتاريخ، والقائمون على المتاحف، والإعلاميون المتخصصون في إعداد البرامج المرتبطة بالتراث، والقائمون على مراكز البحوث التراثية والاجتماعية والمكتبات المتخصصة بالتراث، ويشكّل معجما نوعيا خاصا بتراثنا الشعبي ومفرداته المحكية.
من جانبه تتحدث الباحث في التراث نايف النوايسة عن مشروع “مكنز التراث الشعبي الأردني، وعن قاعدة بيانات المكنز الموجودة على المواقع الإلكتروني لمديرية التراث” وقال، إن فكرة المكنز كانت فتية تطلبت العمل الدؤوب والمستمر منذ مدة طويلة تجاوزت عشرة أعوام ما بين تطوير الفكرة ووضع الخطط إلى إقناع أصحاب القرار ومن ثم اختيار أعضاء اللجنة العليا وأعضاء فريق العمل والبدء بالعمل على مجالات الأدب الشعبي المختلفة والمشار إليها في تقدمة المكنز ومتبوعة بالتدقيق والتصنيف والإخراج وصولا إلى هذا الإنتاج الذي أفاخر به كأحد منجزا العمر.
وأشار النوايسة إلى أن فكرة مكنز الأدب الشعبي في الأردن مسؤولية كبيرة مدفوعة بهم حماية الموروث الشعبي الأردني الذي هو هم للباحثين والمهتمين ومحبي الأردب الشعبي في الأردن وخارجه وخصوصا ونحن نشهد الهجمة الاستعمارية الثقافة والحضارية من مشارق الأرض ومغاربها من أعداء الأمة والوطن، مبينا أن المكنز هو هدية الأردن الحضارية وعنوان اعتزازنا بإرثنا ووفائنا لأردننا العزيز.
يذكر أن “المكنز الوطني للتراث الشعبي الأردني”، يضم نحو “100”، ألف مفردة تراثية في مختلف المجالات التراثية، ومن مختلف المحافظات، تم اختيار واعتماد (75000) مفردة لتوضع في معجم المكنز، بعد أن تم فرزها وشطب المفردات المكررة والتي لا تصلح للنشر.
ومن أبرز التحديات التي وجهت المشروع وأعاقت عمله، عدم توفر المخصصات المالية لتنفيذه في بعض السنوات، حيث كان يتم اختصار عمليات الجمع الميداني، وكان من ثمرة المشروع إنتاج 5 مجلدات شملت 5 فصول رئيسية، ويندرج تحت كل فصل رئيسي مجموعة من المواضيع الفرعية.
يستفيد من المكنز الباحثون في مجال التراث والأدب والفنون واللغة ومجالات علم الاجتماع والتاريخ، والقائمون على المتاحف، والإعلاميون المتخصصون في إعداد البرامج المرتبطة بالتراث، والقائمون على مراكز البحوث التراثية والاجتماعية والمكتبات المتخصصة بالتراث.
وبعد الانتهاء من حفل إشهار المكنز أقيم في المكتبة الوطنية معرض كتاب وصور بمناسبة عيد الاستقلال “75”.
عزيزة علي/ الغد
التعليقات مغلقة.