“مخيمات الأحراش”.. أنماط مبتكرة لتنشيط السياحة الشتوية بجرش
في توجه لإدامة النشاط السياحي خلال موسم الشتاء في محافظة جرش، اتخذ عاملون بالقطاع من مناطق الأحراش المنتشرة بالقرى والبلدات أماكن لإدخال أنماط سياحية جديدة، بتوفير أجواء إقامة مميزة وسط الغابات في خيام بسيطة تتناسب وأجواء الطبيعة الخلابة وهدوئها الرائع.
وتبنت جمعيات خيرية وهيئات شبابية ومستثمرون في القطاع الخاص إقامة مخيمات طبيعية وسط الغابات وبالقرب من المحميات الطبيعية والتي تتوفر فيها مواقع مبيت ومرافق عامة وخدمات الطعام والشراب ومرافق ترفيهية للأطفال ومواقف سيارات وجلسات كما تتوفر فيها ووسائل تدفئة وبأسعار تفضيلية.
هذه المشاريع بحاجة إلى حملات ترويج وتفويج للزوار داخليا وخارجيا، لا سيما وأنها ما تزال جديدة وخارج الخريطة السياحية وتعتمد على ترويج متواضع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يقول الخبير السياحي ورئيس لجنة الاستثمار في مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات إن هذه المشاريع تعتبر أنماطا سياحية جديدة تسهم في توفير فرص عمل لأبناء القرى والبلدات وتستثمر الغابات والمحميات الطبيعية وتنشط السياحة الشتوية كون هذه المخميات والشاليهات تتوفر فيها وسائل تدفئة وتقام في أجواء ومواقع مميزة ومواقع عبور للمسارات السياحية وسياحة المغامرات وهي مواقع مميزة في فصل الشتاء وتجذب هواة التصوير والمدونيين.
ويعتقد أن هذه المشاريع السياحية الجديدة تساهم في تنشيط السياحة الشتوية الداخلية والتي من الطبيعي أنها تتراجع في فصل الشتاء نظرا للظروف الجوية، غير أنها فرصة جيدة للسياحة في فصل الشتاء وتغيير الأنماط الحياتية وزيارة المواقع السياحية في أجواء الشتاء الذي يضفي عليها مزيدا من التميز والتغيير والاختلاف عن باقي المواقع في الفصول الأخرى.
وأضاف أن هذه المشاريع تشيد بجهود فردية وشخصية من عاملين ومهتمين بالقطاع السياحي ويجب أن يتم مساعدتها والترويج لها ووضعها على الخارطة السياحية من قبل وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة لضمان نجاحها والحفاظ على استمراريتها.
في المقابل، يؤكد رئيس الجمعية الخضراء لحماية الطبيعة غسان عياصرة أن مشاريع المخيمات السياحية التي تقام في الغابات ومواقع المحميات الطبيعية تساهم إلى حد ما في حماية الطبيعة من الاعتداء والعبث كون مواقعها في منتصف الغابات ودائما ما يتواجد بها الزوار والعاملون وهناك حركة شبه مستمرة، ما تمنع العابثين من الاقتراب من هذه المواقع، فضلا عن أنها فرصة لتنشيط السياحة الشتوية، إذ توفر هذه المشاريع جلسات مميزة ومدفأة وتتوفر فيها كافة الخدمات السياحية من مبيت وطعام وشراب وهي مواقع مناسبة لإقامة ورشات العمل والمحاضرات والاجتماعات وفرصة لعشاق المغامرات وهواة التصوير.
وبين أن هذه المخيمات ورغم حداثتها أثبتت نجاحها في قرى وبلدات مختلفة منها بلدة ساكب، استنادا إلى عدد زوارها والمناسبات التي تقام فيها ودورها في الحفاظ على الطبيعة والبيئة كما وأنها فرصة مناسبة للتعرف على التنوع الطبيعي والبيئي في غابات جرش التي تضم أمهات الأشجار والتنوع الحيوي والبيئي.
ولاقت فكرة المخيمات الطبيعية ترحيب واسع من قبل العاملين في القطاع السياحي ومستثمرين بالسياحة لا سيما وأنها توفر فرص عمل لأبناء المنطقة القريبة منها.
وتمنى العياصرة أن يتم دعم هذه المشاريع من قبل وزارة السياحة من خلال الترويج لها ووضعها على الخريطة السياحية وتفويج الزوار لها والإعلان عنها من خلال برامج تشجيع السياحة الداخلية والخارجية كونها تستقطب الزوار ومختلف الفعاليات على مدار العام وتحافظ على الثروة الحرجية والتنوع البيئي.
من جانبه، قال مصدر مطلع في سياحة جرش إن جرش فيها مشاريع سياحية عديدة ومتنوعة كونها تتميز بوجود مواقع أثرية وغابات ومحميات طبيعية وهذه المشاريع السياحية يمكن إقامتها من خلال مستثمرين وعاملين في القطاع السياحي، فيما تقوم الوزارة بمتابعتها ومراقبة عملها وتشجيعها على العمل كونها نوع سياحي جديد ويشجع السياحة الداخلية الشتوية.
الغد/ صابرين الطعيمات
التعليقات مغلقة.