أمراض الشتاء ومتحورات كورونا.. هل يجتمع أكثر من فيروس في الجسم؟
– في الوقت الذي تنتشر فيه الفيروسات التنفسية الموسمية والفيروس المخلوي والمتحور الجديد من أوميكرون “جي إن 1″، شدد خبراء أوبئة واختصاصيون على ضرورة التقيد بالإجراءات الاحترازية والالتزام بالبروتوكولات الصحية التي تقي منه.
وأشاروا في تصريحات لـ”الغد” إلى أن اجتماع أكثر من فيروس يزيد من آثار المرض، وأن على كبار السن وذوي الأمراض المزمنة وحالات الاختطار العالي التقيد بالشروط الصحية في ظل فترة الانتشار الحالية.
وفي هذا الشأن، يرى رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية الدكتور عادل البلبيسي، أن المتحور الجديد الذي رصد في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا هو من سلالة أوميكرون السائد محليا.
وتابع البلبيسي أن هذا المتحور هو الأسرع انتشارا لكنه ليس خطرا، لافتا إلى أن أعراضه هي نفسها أعراض كورونا من حيث السعال والآلام في الجسم والعضلات والحلق وفقدان حاستي الشم والتذوق وارتفاع الحرارة.
وأشار إلى أن ما يهم هو أن الاختبارات والفحوصات تكتشفه بسهولة، إضافة إلى أنه يستجيب للعلاجات المتوفرة، واللقاحات فعالة معه.
وحول الإجراءات الاحترازية قال البلبيسي إنها ذاتها المتبعة ضد كورونا، وتتمثل بغسل اليدين ولبس الكمامة، وتجنب الأماكن المزدحمة.
وفيما إذا اجتمع فيروسان في جسم واحد، قال إنه “نظريا يمكن ذلك، لكن عمليا لم يحدث ذلك، فيما توجد الفيروسات التنفسية والمتحور والمخلوي في البيئة حاليا خلال فصل الشتاء”.
بدوره، قال استشاري الأمراض الصدرية وخبير العدوى التنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة، إنه تنتشر حاليا مجموعة من الفيروسات التنفسية، لاسيما مع دخول فصل الشتاء، وما يسببه ذلك من ارتفاع أعداد الإصابات بنزلات البرد والرشوحات والزكام، وعلى رأسها فيروس الإنفلونزا، والفيروس التنفسي المخلوي عند الأطفال، مع ظهور إصابات بإنفلونزا الخنازير (H1N1)، والفيروس الأنفي ونظائر الإنفلونزا، وكذلك المتحور الجديد من فيروس كورونا(jn1).
وبين الطراونة أن الفيروس المتحور رفع الإصابات في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة بأكثر من 50 %، لافتا إلى أنه متحور فرعي من المتحور الأصلي أومكرون، وتم تصنيفه من قبل منظمة الصحة العالمية قبل أسبوعين بأنه متحور مثير للاهتمام.
وبين أن هذا الفيروس مع الفيروسات الأخرى ينذر بشتاء صعب على الناس، خصوصا أن ذلك يتزامن مع موسم الأعياد.
وأضاف أن تزامن ذروة الفيروسات التنفسية أدى إلى أن يصاب البعض بأكثر من فيروس في آن واحد، ما يطيل مدة التعافي، فالأشخاص الذين يعطسون ويسعلون أكثر يمكنهم نقل العدوى، إذ إن المتحور الجديد أكثر انتشارا من المتحور الأصلي أومكرون بنسبة 50 %، ويحتوي على طفرة الهروب المناعي التي عن طريقها يُخترق جهاز المناعة المكتسبة عند المرضى سواء جراء الإصابة السابقة أو من خلال التلقيح.
وأضاف: “لكن المطمئن في الأمر أنه منذ ظهور المتحور بداية تشرين الأول الماضي، ما تزال نسب الإدخالات عالميا إلى المستشفيات ضمن النسب المنخفضة، وبما يشبهه من متحورات سابقة.
وقال إن الإصابة من المتحور الجديد تنتج عنها أعراض مشابهة لبقية الفيروسات التنفسية، مثل السعال والعطاس والسيلان الأنفي وارتفاع درجة الحرارة والإرهاق والتعب العام في الجسم.
وشدد على أنه “في حال حدوث توأمة بين مجموعات الفيروسات التاجية (كورونا) وسلالات الإنفلونزا، قد تزداد الخطورة بأن يجتمع في الجسم البشري فيروسان تنفسيان معا، خصوصا عند الفئات ذات الاختطار العالي، مثل السيدات الحوامل وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وتابع، أن ذلك يرفع من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، داعيا المواطنين إلى ضرورة منع انتشار العدوى داخل الأسر ووصولها إلى الفئات ذات الاختطار العالي، من خلال اتباع عادات الوقاية عند السعال والعطاس، وتغطية الفم والأنف وغسل الأيدي بشكل مستمر، وعدم مشاركة الشخص حاجيات المصاب الشخصية.
كما دعا إلى الابتعاد عن المصافحة والتقبيل خلال فترات الأعياد، وارتداء الكمامة من قبل الأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية مزمنة أو لديهم ضعف في المناعة، سيما في مناطق التجمعات والازدحام.
وطمأن المواطنين بأن 90 % من الإصابات بالفيروسات التنفسية تتعافى من تلقاء نفسها، لذلك ينصح بشرب كميات كافية من السوائل الدافئة، وأخذ قسط من الراحة والحصول على مسكنات الألم وخافضات الحرارة عند اللزوم.
وأكد أهمية الحصول على مطعوم الإنفلونزا السنوي لما له من فائدة كبيرة في الحماية من العدوى بنسبه 90 %، والتقليل من المضاعفات الناتجة عن الإصابة بالإنفلونزا.
من جهته، قال أستاذ ورئيس قسم الصدرية في كلية الطب في جامعة القاهرة السابق، الدكتور أيمن السيد سالم، إن متحورات أوميكرون ما تزال هي السائدة، إضافة إلى الفيروس المخلوي والفيروسات التنفسية الموسمية التي تزيد من احتمالية الإصابات بين الأفراد وانتشار الأمراض التنفسية.
ولفت سالم إلى أنه إضافة إلى الفيروسات، تنتشر الحساسية في هذا الوقت من العام، داعيا إلى اتخاذ الإجراءات الاحترازية.
وحذر من التعرض للهواء البارد، خاصة لمرضى الحساسية الصدرية، وتجنب التعرض للعواصف والغبار والأتربة التي تؤدي إلى حدوث مضاعفات، وتتمثل في الأتربة، والبرودة، والروائح النفاذة.
ودعا الى توخي الحذر في المناخ البارد، وارتداء الملابس الثقيلة حتى لا يتعرض الشخص لمشاكل صحية.
ولفت الى أن من أكثر المضاعفات التي قد يتعرض لها مرضى الحساسية، إصابتهم بالالتهاب الرئوي الحاد، والتهاب الشعب الهوائية، مشيرا إلى ضرورة الحصول على المطعوم الموسمي للإنفلونزا.
وأوصى بضرورة الاهتمام بالغذاء الذي يزيد المناعة وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة، خاصة في هذه الأوقات.
التعليقات مغلقة.