انطلاق فعاليات المؤتمر الأردني الدولي الأول للغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي
انطلقت يوم أمس فعاليات المؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية الأردني، تحت عنوان: “المؤتمر الأردني الدولي الأول للغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي”، بمشاركة واسعة من اللغويين والحاسوبيين والباحثين وأساتذة الجامعات محلياً وعربياً وعالمياً، وحضور جمهور من المفكرين والمهتمين.
وجاء اختيار موضوع المؤتمر الأردني الدولي الأول للغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي؛ نتيجة للتطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات، وعلم الحوسبة، وما نتج عنها من تطوير في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقد تنبه المجمع إلى هذا العصر الجديد؛ فألف في عام 2009م، لجنة دائمة فيه أسماها “لجنة اللغة العربية وتكنولوجيا المعلومات”، وأصدر في عام 2019 بالاشتراك مع “اللجنة الوطنية الأردنية للنهوض باللغة العربية نحو مجتمع المعرفة” دليل أبحاث حوسبة اللغة العربية، وحرص أن تتضمن مواسمه الثقافية أوراقاً وموضوعات تتصل بهذا المجال، واستخدم الحاسوب في أعماله الإدارية وأنشطته العلمية؛ لتطوير الدراسات والبحوث اللغوية والمضي قدماً في نقل اللغة العربية نقلة نوعية تجاري ما يشهده العالم اليوم من تقدم هائل في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وافتُتح المؤتمر بكلمة لرئيس المجمع الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت، جاء فيها: “من ميزات الحضارة العربية الإسلامية أنها استوعبت كل الحضارات التي وصلت إليها مباشرةً، خاصةً عن طريق الترجمة، فأخذت ما يتفق مع العقيدة وعزلت ما لا يتوافق معها، وهذه السمة لم تجعلها تأخذ موقفًا عدائيًا تجاه الحضارات والثقافات الأخرى، حتى في ما يسمى بالفِرق سواءً كانت دينية أو غير ذلك، وقد عبّر عنها المؤرّخ بكتب الفرق المعروفة التي تُقرّ بفضل من سبق وبما قدّمه المسلمون، إضافةً لهذه المعارف في رحلة المخطوط العربي ليس في أوروبا فقط بل في كل أنحاء المعمورة.
وأضاف قائلًا: “إننا في هذا المجمع نواجه أمرًا خطيرًا إن لم نكن قادرين على التعامل معه؛ فالبيئة في العالم العربي تعاني بعضًا من التداخل والخلط والفوضى بحاجة إلى تنقية جديدة، وأن نعترف بأننا لا نستطيع أن نتجنب ما هو وافد علينا سواء ذكاء اصطناعي أو سيبراني أو ما إلى ذلك؛ لأن هذا أمر أصبح محسوبًا ونحن لسنا خارج الزمان والمكان. وأكّد على أننا بحاجة ماسة لأن نفيد من قدرة اللغة العربية على الاشتقاق والدمج، وإذا اقتضى الأمر العودة إلى مخزون العامية لنفيد منه في بناء المصطلحات الجديدة.
وأوضح الأستاذ الدكتور عبدالمجيد نصير رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر بدايات تطور تكنولوجيا المعلومات الرقمية في العالم بكلمة ألقاها أمام الحضور، جاء فيها: “مع بداية القرن الواحد والعشرين، ومع التقدم في تكنولوجيا المعلومات الرقمية، والتقدم المتواصل العظيم في عتاد هذه التكنولوجيا وبرمجياتها علت أصوات من مختصين وغيرهم بالتطوير؛ اعتمادًا على هذا التقدم التكنولوجي، وقد وجدت تجاوبًا من عدة جهات في مجامع اللغة العربية، وبعض أقسام اللغة العربية وأمثالها في الجامعات، ولدى كثير من المؤسسات العامة والخاصة.
وأضاف قائلًا: “في هذه المرحلة رأينا الاستعانة بخبراء زملاء من الجامعات والقطاع الخاص، ووصلنا إلى بلورة المشروع في مؤتمر… ووضعنا أهدافه، وحددنا محاوره، واستكتبنا عددًا من أهل الاختصاص من داخل الأردن وخارجه للمساهمة الفعالة في هذا المؤتمر الذي سيكون باكورة سلسلة مؤتمرات في هذا الموضوع المهم”.
وفي الجلسة العلمية الأولى التي حملت عنوان: “دور اللغويين في اللغة العربية والذكاء الاصطناعي”، التي أدارها عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأستاذ الدكتور أحمد حياصات، جاء عرضٌ لأربعة أبحاث: الأول بعنوان: “الذكاء الاصطناعي وفهم اللغة”، وتحدث فيه عضو المجمع الدكتور جعفر عبابنة، والأستاذ مأمون حطاب، من دار حوسبة النص العربي، والثاني “تحديات استعمال اللغة العربية في أنظمة الذكاء الاصطناعي”، للأستاذ الدكتور محمد زكي خضر في الجامعة الأردنية، والرابع “تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعزيز اللغة العربية: مراجعة أدبية”، الذي تحدثت فيه الدكتورة زهر الساعي من جامعة الزيتونة.
واشتملت الجلسة الثانية التي أدارتها الدكتورة زهر الساعي في مصطلحات الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية مناقشةً لأربعة أبحاث: الأول “المدونة اللغوية المحوسبة: معجم القاموس المحيط للفيروز أبادي أنموذجًا- للدكتور حسن مظفر الرزو- من المعهد العالي لحوسبة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في أمريكا، والثاني “التحليل الآلي للمشاعر والنصوص الأدبية، للدكتور صديق بسو من جامعة فرحات عباس(الجزائر)، والثالث “التعرف الآلي على كلام اللغة العربية الفصحى باستخدام طرق التعلم العميق” للدكتور محمد أبو شريعة من الجامعة الأردنية، والرابع “التعرف الآلي على كلام اللغة العربية الفصحى لذوي الاضطرابات الصوتية” للدكتورة أسل القضاة من جامعة الزيتونة.
نضال برقان/ الدستور
التعليقات مغلقة.