“زاد وزوادة” مشروع يأخذ بأيدي السيدات في تسويق منتجاتهن البيتية
وتبقى ما تنتجه أيادي الأمهات وربات البيوت من الأصناف المختلفة من الأغذية، وبخاصة المونة، مطلبا مفضلا لدى الغالبية العظمى من الناس، حتى باتت تلك المنتجات أحد أهم المشاريع الاقتصادية التي تساعد على تمكين السيدات بأشكال عدة، وبخاصة اللواتي لا يجدن طريقة مناسبة للتسويق.
وعلى الرغم من وجود البازارات الموسمية، وأماكن العرض في بعض المحلات التجارية الكبرى، والتي قد تتطلب من السيدات، دفع مبالغ مالية بدل تسويق، إلا أن هذا الأمر قد يحد من مشاركة عدد كبير منهن لعدم توفر الدعم الكافي، أو لبعد المسافة بين أماكن إقامتهن وتلك المحال.
لذلك، عمدت العديد من الجهات الداعمة إلى خلق مساحات “آمنة اقتصادياً” للسيدات، كما في مشروع “زاد وزوادة” في مدينة السلط، والذي تم بالتعاون مع جهات عدة في قلب مدينة السلط، وفي شارع الحمام تحديداً، وبتنظيم وفكرة من جمعية مسار الخير للتنمية المستدامة، في سبيل توفير طرق عدة لدعم السيدات في تسويق منتجاتهن التي تلقى إقبالاً كبيراً في الأسواق.
وتتميز مدينة السلط بضواحيها، بوجود مساحات زراعية ورعوية كبيرة، ما يتيح لربات البيوت فرصة لإنتاج كميات تزيد على حاجة مونة البيت لديهن، وهنا، تبحث السيدات عن مصدر للمساعدة على بيع وتسويق تلك المنتجات الطبيعية، إذ يبحث كثيرون عن المنتجات الطبيعية والمعدة “بيتيا”، لما لها من جودة كبيرة وغالبيتها “صحية وغير معدلة ولا تضاف لها مواد حافظة”.
وهو ما تقوم به سيدات السلط، فكان مشروع “زاد وزوادة” الفرصة المناسبة لهن، وكان من ضمن أهم المشاريع التمكينية التي تمنحها جمعية مسار الخير للتنمية المستدامة للسيدات، وهو ما أكده مؤسس جمعية مسار الخير للتنمية المستدامة محمد القرالة، أن فريق الجمعية سعى إلى إيجاد مكان مناسب لعرض منتجات مشروع “زاد وزوادة”، فوقع الاختيار على مقهى الإسكندراني الثقافي التراثي في شارع الحمام في مدينة السلط، والذي يتميز بموقعه المميز، ووجود عدد كبير من الزوار من خارج المملكة ومن باقي المحافظات كونه يعد محطة سياحية في المدينة.
وأشار القرالة إلى أن “زاد وزوادة” يهدف إلى تسويق منتجات مشاريع مسار الخير المختلفة والمتعلقة دوماً بزيادة دخل المرأة وتمكينها في مختلف المحافظات، وتتعلق غالبيتها بالمنتجات البيتية المختلفة التي تلقى إقبالاً من قبل الزوار للمكان، كما في منتحات “الجميد، السمن البلدي، الزيتون، المكدوس، المخلل، الخبيصة الحلوى القديمة المصنوعة من العنب، المقروطة، والعديد من المنتجات الغذائية الأخرى التي توفرها السيدات بين الحين والآخر”.
ووفق القرالة، فإن المنتجات المعروضة تتميز بجودتها العالية، كونها تعد صورة إيجابية لما تنتجه خيرات الأرض وما تجود به السيدات في عملهن، ويتم تسويقها لداخل وخارج المملكة، لذلك من الأهمية أن تكون المنتجات مميزة وتساعد على استدامة المشروع الذي يقدم منتجات العديد من السيدات اللواتي أظهرن تعاونهن وتفاعلهن مع المشروع بشكل إيجابي وبكل حماس.
ولكون مقهى الإسكندراني الثقافي، وبطابعه التراثي، يستقبل يومياً عددا كبيرا من الزوار، فإن إدارة المقهى تقوم بتقديم وجبات الإفطار من تلك المنتجات للزوار، وللذين يلمسون مدى جودة المنتج، ويتم تعريفهم بالمنتجات المعروضة، وهي فرصة مبتكرة للتسويق لمساعدة السيدات، عدا عن أن المنطقة ذاتها تحوي على بيت خيرات السلط أو مخبز مسار الخير في شارع الحمام، ومائدة الإفطار هي ذاتها من المنتجات المعروضة، ما أسهم في إقبال الزوار على البحث عنها وشرائها، وبذلك يتم تحقيق أهداف عدة من تشارك المشاريع في المنطقة، والنهوض بالواقع الاقتصادي سواء للسيدات “ربات البيوت المنتِجات”، واستقطاب الزوار من خارج المحافظة.
ومن أجل “لفت النظر” للمنتجات الطبيعية، عمدت السيدات، وبإشراف من جمعية مسار الخير، إلى اتباع طريقة تسويق وعرض لافتة للمنتج، وذلك من خلال طرق التعبئة المميزة، والتي تتميز بشكل أنيق ومميز في طريقة التعبئة، عدا عن الأسعار المناسبة وفي متناول اليد، حتى يتم التسويق للمنتجات بشكل أوسع.
وعن مدى نجاح هذا المشروع في دعم السيدات، رغم أنه حديث إلى حد ما، إلا أن القرالة بين أن المشروع ناجح بكل المقاييس، بل إن هناك سيدات قمن بالتواصل مع الجمعية وعرض منتجاتهن ليكن مشاركات في تسويق ما يقمن بإنتاجه في بيوتهن أو معاملهن البيتية الصغيرة، وتم الترحيب بذلك، لإتاحة المجال لأكبر عدد ممكن من السيدات ليكن جزءا من هذا المشروع، الذي يأتي ثمرة سنوات من الدعم والتحفيز للسيدات في مختلف محافظات المملكة ومساعدتهن على الإنتاج، كما في مشاريع المخابز الإنتاجية التي تم افتتاحها في القرى النائية، لتكون مكانا تدب فيه الحياة لعمل السيدات.
ومنذ سنوات، بات الإقبال على المأكولات الشعبية والتراثية واضحاً، ما أسهم في إنجاح مثل تلك المشاريع الإنتاجية، سواء أكان المعروض منتجات “مونة” أو مأكولات تراثية شعبية، وهذا ما دفع جمعية مسار الخير إلى إتاحة المجال كذلك للمنتجات اليدوية الأخرى التي تقوم بعملها السيدات في محافظات عدة، كما في “مواد العناية الشخصية الطبيعية والحاصلة على الموافقات الطبية مثل الصابون الطبيعي بجميع أنواعه”، ويتم عرضها في زاوية خاصة بهن، إضافة إلى ركن خاصة لعرض “تهديب الشماغ”، الذي تشتهر به مدينة السلط من خلال عمل الناشطة الاجتماعية ثائرة عربيات، والمسؤولة في بيت خيرات السلط لدعم السيدات.
وتعد جمعية مسار الخير للتنمية المستدامة، إحدى أكبر الحاضنات الخيرية لدعم السيدات، وتستهدف الأسر المحتاجة والمجتمعات الأقل حظاً في المملكة، وبخاصة المناطق النائية منها، لرفع الوعي المجتمعي بالجوانب الاقتصادية والصحية والتعليمية، وبخاصة فيما يتعلق بالمرأة، وصنفت على أنها من أكثر الجمعيات الخيرية الداعمة، وحصلت على الكثير من الدعم المحلي والمؤسسي في المملكة.
التعليقات مغلقة.