الفريحات الثقافة مرآة عاكسة للهوية وطرق التفكير لدى أفراد المجتمع .
قال مدير ثقافة محافظة عجلون سامر فريحات تعتبر الثقافة، في معناها الأنثروبولوجي، شيئا مكتسبا مرتبطا بالمجتمع وتعتبر خزانا من الأفكار والقيم والمعتقدات والقواعد السلوكية المتراكمة عبر حقب زمنية، تنتقل من هذا الجيل إلى ذاك عبر ما يسمى بالتنشئة الاجتماعية، فتعكس بالتالي، هوية الأمة وشخصية أفرادها وتصوراتهم عن أنفسهم وعن غيرهم، كما تعكس أيضا طرق تفكيرهم وأساليب عيشهم وآليات تواصلهم وتفاعلهم فيما بينهم.
واضاف الفريحات خلال لقائه مساء اليوم في طلة الغروب رئيس واعضاء الهيئة الادارية لمنتدى حلاوه الثقافي التراثي أن الثقافة مرآة عاكسة للهوية وطرق التفكير لدى أفراد المجتمع،فقد تتعرض للطمس لقرون عديدة، فتنهار بسبب ذلك أمم وتسقط حضارات في مهاوي التحجر والجمود الفكري والعقائدي، لكنها تنبعث كالعنقاء من الرماد، إذا ما وظفت كأداة إحياء للموروث وللمخزون التاريخي وجعله فاعلا وقادرا على التكيف والمواءمة الإيجابية لابتكار نماذج للتحديث الفكري والاجتماعي والاقتصادي.
واشار الفريحات الى ان الثقافة تظهر في توجهاتها العامة، كتعبير عن هوية جماعة ثقافية ما، هوية تستقيها من مختلف أشكال الوعي المتوارث تاريخيا عن الأجداد المشكل لرؤية خاصة للعالم. كما تظهر أيضا كعامل منتج لكل تراث شفهي وكتابي وكل أشكال التعبيرات اللغوية والرمزية. وهي بعد كل ذلك، تمثيل للرصيد والموروث التاريخي والحضاري لتلك الأمة، تقوم بوظيفة الصلة ما بين الماضي والحاضر وتستشرف آفاق المستقبل لافتا الى ان الامة ترتقي في سلم الحضارة بنمو وازدياد رصيدها الثقافي وقد تضمحل وتزول بنقصانه أو ثباته عند مرحلة تطورية من مراحله. وقال الفريحات رغم الاختلافات التي تشوب الثقافات، هناك نقط تقاطع تلتقي عندها تلك الثقافات، تنشأ بفعل التأثيرات المتبادلة، فيحصل ما يسميه الأنثروبولوجيون ب ” التثاقف”، وهذا الأمر يعد ثمرة من ثمرات التفاعل الإيجابي والبناء بين الأمم الذي يسجله التاريخ.
وبين الفريحات لا يصح الحديث عن مجتمع متقدم وثقافته راكدة لا تجدد من مستلزمات نهوضه، ولا تحث على استنهاض همم أفراده، ولا يمكن نعتها بالثقافة الفاعلة إلا إذا كانت متجددة تدعو إلى التغيير لافتا الى الأدوار التي تقوم بها الثقافة وهي تجديد الرؤية لدى المجتمع ومختلف مكوناته لمواكبة تحولات العصر الفكرية والاقتصادية والاجتماعية، عبر الدفع بالوعي نحو إدراك تلك التحولات ومدى قابليتها الإجرائية على تحفيز قدرته الذاتية على تغيير العقليات ودفعها إلى مناهضة كل أشكال الابتذال والاجترار والنكوص الضارة بالمجتمع والعمل على نشر ثقافة الحداثة والمواطنة الحقة المرتكزة على دولة الحق والقانون في إطار تكريس القيم الإنسانية لنبيلة، قيم المساواة والعدل والإنصاف والتضامن والديمقراطية والتسامح.
ودار خلال اللقاء حوار بين خلاله رئيس المنتدى يوسف العرود الأهداف التي يرمي إليها المنتدى والبرامج والانشطة التي ينفذها وفق خطة عمل مبرمجة بحيث تكون تتفق مع الرؤى الوطنية والاجتماعية والثقافية التي يسعى المنتدى الى تجذيرها مؤكدا ان المنتدى منفتح على جميع الهيئات والمنتديات الثقافية في المحافظة ومؤسسات المجتمع المدني بما يخدم المصلحة الوطنية .
الدستور/ علي القضاه
التعليقات مغلقة.