بسبب المنخفضات.. تحسن بأسعار الخضار والمزارعون يلتقطون أنفاسهم بعد خسائر

وادي الأردن –  دفعت المنخفضات الجوية التي تعاقبت خلال الأيام الماضية على المنطقة إلى تحسن أسعار بيع الخضار في الأسواق المركزية، واستقرارها على مستويات مرضية للمزارعين بعد فترة انخفاض بالأسعار وصل إلى ما دون التكلفة نتيجة وفرة الإنتاج وقلة التصريف.

وكانت أسعار الخضار قد شهدت تدنيا كبيرا خلال الأسابيع الماضية في ظل الأجواء الدافئة التي سادت المنطقة بشكل عام والأغوار على وجه الخصوص، وما رافقها من ارتفاع في الإنتاج الخضري لتصل إلى أقل من الكلفة.

ويبين مزارعون أن استمرار الأجواء الشتوية خلال الفترة الحالية يبقي على الإنتاج ضمن معدلات متدنية ما يمكنهم من الحصول على أسعار أفضل قبل أن يعود الإنتاج إلى طبيعته، مشيرين إلى أنهم تعرضوا لخسائر كبيرة في الأسابيع الماضية نتيجة تدني الأسعار وارتفاع الإنتاج الذي رافق الأجواء الدافئة.
ويؤكد المزارع حسن العجوري أن أسعار الخضار تحسنت بنسب جيدة مقارنة بالأسابيع الماضية واستقرت عند مستويات مقبولة إلى الآن، مشيرا إلى أن الأسعار الحالية ستنعكس إيجابا على المزارع خاصة وأن الإنتاج لا يزال جيدا.
ويبين أن ارتفاع أسعار بيع المحاصيل الخضرية سيشكل دفعة قوية للاستمرار في العمل ورعاية المحصول وسيدفع التجار والشركات الزراعية إلى توفير الدعم للمزارعين، موضحا أن ارتفاع أسعار البيع عادة ما يكون لفترات قصيرة خلال عمر الموسم إلا أنها تشكل فرصة لإنقاذ المزارع من الخسائر.
ويشير رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام إلى أن الحالة الجوية وما تخللها من تساقط غزير للأمطار وانخفاض على درجات الحرارة في معظم مناطق المملكة، انعكس إيجابا على أسعار بيع الخضار في سوق العارضة المركزي ما مكن المزارعين من التقاط أنفاسهم بعد أكثر من شهر من تدهور أسعار البيع، مؤكدا أن تحسن أسعار البيع سيكون لها أثر إيجابي على القطاع الزراعي الذي تجرع الويلات خلال المواسم الماضية نتيجة انخفاض أسعار البيع إلى ما دون الكلفة.
ويأمل الخدام أن تحافظ أسعار البيع على مستويات مقبولة لجميع الأطراف خصوصا مع فترة ذروة الإنتاج والتي تبدأ بعد انتهاء أربعينية الشتاء، محذرا من حدوث انتكاسة جديدة مع وصول الإنتاج الخضري إلى ذروته والتي عادة ما يرافقها انخفاض بأسعار البيع إذا لم يتم اإجاد حلول عاجلة لمشكلة التسويق وفتح الأسواق التصديرية.
من جانبه، يوضح مدير سوق العارضة المركزي المهندس أحمد الختالين أن ارتفاع الأسعار نتج عن تراجع الإنتاج بسبب الأحوال الجوية الباردة التي يشهدها وادي الأردن والتي قللت من الإنتاج الزراعي في الوادي وحدت من عمليات القطاف، مضيفا أن انخفاض درجات الحرارة خاصة خلال الليل أثر بشكل واضح على نمو النباتات ما انعكس على الإنتاج الخضري.
ويشير إلى أن الكميات الواردة إلى السوق تراجعت بنسبة 20 % مقارنة مع الأسابيع الماضية ما دفع بالأسعار إلى الارتفاع مقارنة بالفترة التي سبقت المنخفضات الجوية، مؤكدا أن أسعار البيع حافظت على مستويات مرضية للمزارع وأبقت على الحد الفارق بين الربح والخسارة، لافتا إلى أن الأسعار الحالية تعد الأفضل منذ أعوام كونها تزامنت مع ارتفاع في الإنتاج.
وأوضح الختالين أن مجموع الكميات الواردة إلى السوق حاليا انخفضت إلى ما دون 400 طن يوميا، مقارنة بحوالي 600 طن يوميا الأسابيع الماضية، في حين أن الأسعار تحسنت بنسب جيدة وصلت إلى 50 % مقارنة بالفترة الماضية، آملا أن تستمر الأسعار كما هي عليه الآن مع بدء ذروة الإنتاج عقب انتهاء أربعينية الشتاء منتصف شباط (فبراير) المقبل.
يذكر أن ذروة الموسم في الأغوار تبدأ من شهر آذار (مارس) وتمتد لغاية أيار (مايو)، وهي الفترة التي يتخوف فيها المزارعون من انخفاض الأسعار مع استمرار المشاكل التسويقية وخصوصا التصدير إلى الأسواق الخارجية.

 حابس العدوان/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة