ساحل العاج تتطلع لإكمال حكايتها المشوقة أمام نيجيريا في النهائي
وصلت نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2023 لكرة القدم، إلى المشهد الأخير، حيث تلتقي المضيفة ساحل العاج مع نيجيريا في المباراة النهائية مساء اليوم على ملعب “الحسن واتارا” في أبيدجان.
وسبق أن التقى المنتخبان على الملعب ذاته، بالجولة الثانية في المجموعة الأولى من مرحلة المجموعات بالنسخة الحالية، فخرج المنتخب النيجيري متفوقا بهدف نظيف.
وستكون هذه هي المباراة النهائية التاسعة في تاريخ أمم أفريقيا، التي انطلقت نسختها الأولى العام 1957، التي يلتقي فيها منتخبان تواجها من قبل في دور المجموعات.
وعقب اجتيازهما العديد من العراقيل خلال مشوارهما في النسخة الحالية للبطولة، يتطلع المنتخبان العريقان إلى اعتلاء عرش كرة القدم في القارة السمراء حتى إشعار آخر.
وبينما يحلم منتخب نيجيريا بالحصول على لقبه الرابع في كأس الأمم الأفريقية، بعد نسخ الأعوام 1980 و1994 و2013، يتطلع منتخب ساحل العاج إلى التتويج بالبطولة للمرة الثالثة بعد نسختي العامين 1992 و2015.
ورغم اللقاءات العديدة التي جرت بين ساحل العاج ونيجيريا في أمم أفريقيا، فإن هذه هي المرة الأولى التي يلتقي خلالها المنتخبان في المباراة النهائية للبطولة.
وينتظر عشاق الكرة الأفريقية الكثير من الإثارة والندية في اللقاء، ولا سيما أن المنتخبين يحتلان المركزين الثاني والثالث بقائمة أكثر المنتخبات قيمة تسويقية في البطولة، وفقا لموقع “ترانسفير ماركت”، المتخصص في القيم التسويقية للاعبي كرة القدم في العالم، حيث تبلغ القيمة التسويقية لمنتخب ساحل العاج 334.58 مليون يورو، بينما تصل قيمة منتخب نيجيريا إلى 332 مليون يورو.
ويحمل هذا اللقاء الرقم 8 في مباريات المنتخبين في كأس الأمم الأفريقية، حيث تمتلك نيجيريا الأفضلية في المواجهات السبع الماضية التي جرت بينهما بالبطولة، بعدما حققت 4 انتصارات، مقابل فوزين لساحل العاج، وفرض التعادل نفسه على لقاء وحيد.
وخلال تلك المواجهات السابقة، التقى المنتخبان 3 مرات في الأدوار الإقصائية بأمم أفريقيا، حيث كانت الأولى في نصف نهائي نسخة العام 1994 بتونس، وحسمها منتخب نيجيريا لمصلحته بركلات الترجيح عقب تعادلهما 2-2 في الوقت الإضافي، ليشق منتخب “النسور الخضراء المحلقة” طريقه نحو التتويج بلقبه الثاني آنذاك.
وثأر منتخب ساحل العاج من تلك الخسارة، عقب فوزه 1-0 على نظيره النيجيري في الدور ذاته بنسخة المسابقة العام 2006 في مصر، لكنه فشل في اقتناص اللقب بخسارته في النهائي أمام منتخب “الفراعنة”.
أما اللقاء الثالث بينهما في مرحلة خروج المغلوب بالمسابقة، فكان بدور الثمانية لنسخة العام 2013 في جنوب أفريقيا، حيث انتصر المنتخب النيجيري 2-1، ليستكمل مسيرته في البطولة التي توج بها للمرة الأخيرة.
ويسعى منتخب ساحل العاج، إلى أن يصبح تاسع منتخب مضيف يتوج بكأس الأمم الأفريقية، بعد منتخبات مصر التي توجت باللقب على ملعبها في الأعوام 1959 و1986 و2006، وإثيوبيا (1962)، وغانا (1963 و1978) والسودان (1970) ونيجيريا (1980) والجزائر (1990) وجنوب أفريقيا (1996) وتونس (2004).
كما يرغب المنتخب العاجي، الذي يسجل ظهوره الخامس في المباراة النهائية لأمم أفريقيا، في أن يصبح أول منتخب مضيف يحرز كأس البطولة منذ المنتخب المصري قبل 18 عاما.
ويطمح المنتخب الملقب بـ”الأفيال”، لمعادلة عدد ألقاب المنتخب النيجيري في قائمة أكثر المنتخبات المتوجة بكأس الأمم الأفريقية، التي يتربع المنتخب المصري على صدارتها برصيد 7 ألقاب.
وعانى منتخب ساحل العاج من عثرات عديدة خلال مشواره نحو المباراة النهائية، حيث استهل مسيرته في المسابقة الحالية بالفوز 2-0 على منتخب غينيا بيساو في المباراة الافتتاحية، قبل أن يخسر 0-1 أمام منتخب نيجيريا.
وفي الجولة الثالثة من دور المجموعات، تلقى منتخب ساحل العاج خسارة مروعة 0-4 أمام غينيا الاستوائية، ليصبح على أعتاب الوداع المبكر من الدور الأول للمسابقة، مكررا ما جرى له عندما استضاف المسابقة العام 1984 على ملاعبه، وذلك بعد حلوله في المركز الثالث بالمجموعة الأولى برصيد 3 نقاط، وبفارق 3 أهداف.
ومع نهاية دور المجموعة، وخروج منتخب ساحل العاج “عمليا” من البطولة، قرر اتحاد الكرة المحلي إقالة المدرب الفرنسي جان لويس جاسكيه، وتم إسناد المهمة مؤقتا لمساعده المحلي إيمرس فايي الذي قاد الفريق لبلوغ المباراة النهائية.
وعلى عكس التوقعات، لعبت نتائج المجموعات الأخرى بالدور الأول لمصلحة منتخب ساحل العاج، الذي تأهل بما يشبه المعجزة لدور الـ16 بعد تواجده في المركز الأخير بقائمة أفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث في المجموعات الست، ليضرب موعدا مع منتخب السنغال (حامل اللقب).
ورغم تأخر منتخب ساحل العاج في النتيجة مبكرا في لقائه ضد نظيره السنغالي بدور الـ16، تمكن من العودة للمباراة بعدما سجل هدف التعادل قبل نهاية الوقت الأصلي بأربع دقائق، قبل أن يطيح بمنتخب “أسود التيرانجا” من المسابقة عقب فوزه 5-4 بركلات الترجيح، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1.
وتواصلت دراما منتخب ساحل العاج في مباراته ضد مالي بدور الثمانية، حيث تأخر بهدف قبل 20 دقيقة على نهاية الوقت الأصلي، غير أنه أدرك التعادل في الدقيقة 90، ثم انتزع ورقة الترشح للمربع الذهبي بتسجيله الهدف الثاني في الدقيقة الأخيرة من الوقت الضائع للشوط الرابع.
وعاد منتخب ساحل العاج للظهور في النهائي القاري للمرة الأولى منذ 9 سنوات، بعدما تغلب 1-0 على منتخب الكونجو الديمقراطية بالدور نصف النهائي.
ويمتلك المنتخب العاجي، الذي يحتل المركز الـ49 عالميا والثامن أفريقيا في التصنيف الأخير للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مجموعة من النجوم في مختلف الخطوط.
ويأتي سيباستيان هالر، نجم بوروسيا دورتموند الألماني، صاحب هدف الفوز على الكونجو الديمقراطية، على رأس النجوم العاجيين، إضافة إلى فرانك وجان فيليب كراسو وسيكو فوفانا وسيمون أدينجرا.
وشرح هالر، العائد أيضاً من السرطان، البداية البطيئة: “لم نحظ بالوقت الكافي لنجهز أنفسنا. حصلت الكثير من الأشياء التكتيكية وبعض الإصابات. لم نستسلم وفي نهاية المطاف نحن هنا”.
وساحل العاج التي تخوض النهائي الخامس في تاريخها، أصبحت أول دولة تخسر بفارق أربعة أهداف (أمام غينيا الاستوائية 0-4) ثم تبلغ النهائي، منذ نيجيريا العام 1990 (1-5 أمام الجزائر).
قال كيسييه: “بعد الإذلال أمام غينيا الاستوائية، نظرنا إلى أنفسنا في المرآة ورأينا أنه لا يمكن اللعب أسوأ من ذلك”، فيما رأى لاعب وسط برايتون الإنجليزي الشاب سيمون أدينجرا “كما نقول هنا، لقد متنا أصلاً، لذا لا يمكننا الموت مرتين”.
وبعد إيقافهم، يعود إلى تشكيلة فاييه المدافع أوديلون كوسونو، المهاجم اليافع عمر دياكيتيه، القائد سيرج أورييه والمهاجم كريستيان كواميه، ما يرفع حظوظ ساحل العاج أن تصبح أول مضيف يحرز اللقب منذ مصر العام 2006.
وتابع المدرب المؤقت فاييه (40 عاماً): “كلاعب (مع منتخب فرنسا العام 2001)، أحرزت لقب كأس العالم تحت 17 سنة بعد خسارة المباراة الأولى ضد نيجيريا، ثم فزنا عليهم في النهائي، ربما تكون هذه إشارة”.
أما المنتخب النيجيري، فرغم العراقة التي يتمتع بها، فإن نتائج الفريق السابقة قبل البطولة مباشرة، والخلافات التي دبت بين اتحاد الكرة المحلي والبرتغالي جوزيه بيسيرو، مدرب الفريق، لم تعكس قدرته على المضي قدما في المسابقة.
وفشل منتخب نيجيريا في تحقيق أي انتصار خلال أول جولتين بالتصفيات الأفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026، رغم تواضع مستوى منافسيه، حيث تعادل بصعوبة بالغة 1-1 مع ضيفه منتخب ليسوتو ومضيفه منتخب زيمبابوي ضمن منافسات المجموعة الثالثة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وأثارت البداية المتعثرة في تصفيات المونديال، خشية الجماهير النيجيرية من خروج الفريق المبكر من أمم أفريقيا، لكن النسور الخضراء استعادت بريقها من جديد، بعدما حلقت بعيدا نحو المباراة النهائية.
ويطمع منتخب نيجيريا، الذي يتواجد حاليا في المركز الـ42 عالميا والسادس أفريقيا، في مواصلة تفوقه على ساحل العاج في اللقاءات الرسمية للمباراة الثالثة على التوالي.
كما يتطلع منتخب النسور الخضراء، إلى معادلة عدد ألقاب المنتخب الغاني، والتواجد معه في المركز الثالث بقائمة أكثر المنتخبات فوزا بالبطولة.
ويرى المنتخب النيجيري أن التتويج بلقب أمم أفريقيا، سيكون خير تعويض لجماهير الفريق التي شعرت بخيبة أمل كبيرة عقب إخفاقه في التأهل لنهائيات كأس العالم الأخيرة في قطر 2022، على يد المنتخب الغاني في المرحلة النهائية للتصفيات الأفريقية.
وتعثر منتخب نيجيريا في بداية مسيرته بالنسخة الحالية لأمم أفريقيا، عقب تعادله 1-1 مع منتخب غينيا الاستوائية، قبل أن يستعيد اتزانه سريعا ويفوز على العاج، ثم اختتم لقاءاته بالدور الأول بالفوز 1-0 على غينيا بيساو، لينهي مشواره في المجموعة الأولى وهو في المركز الثاني برصيد 7 نقاط.
وخاض المنتخب النيجيري مواجهة من العيار الثقيل ضد نظيره الكاميروني في دور الـ16، ليحسم المواجهة لمصلحته بفوزه 2-0 على منتخب “الأسود غير المروضة”، قبل أن ينهي مغامرة المنتخب الأنجولي في المسابقة، بعدما تغلب عليه 1-0.
وواجه منتخب نيجيريا مقاومة عنيفة من نظيره الجنوب أفريقي في الدور نصف النهائي، بعدما انتصر عليه 4-2 بركلات الترجيح، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، ليشارك في النهائي الثامن بتاريخه في أمم أفريقيا والأول منذ 11 عاما.
وتضع الجماهير النيجيرية آمالا كبيرة على فيكتور أوسيمين، نجم نابولي الإيطالي، المتوج بجائزة أفضل لاعب أفريقي في العام الماضي، المقدمة من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف).
وساهم أوسيمين، صاحب القيمة التسويقية الأعلى بين نجوم البطولة (110 ملايين يورو) بأربعة أهداف من إجمالي 7 أهداف أحرزها منتخب نيجيريا خلال مشواره بالبطولة، حيث سجل هدفا وحيدا وقام بصناعة 3 أهداف.
كما يبرز أيضا اسم أديمولا لوكمان، نجم أتالانتا الإيطالي، الذي ساهم أيضا بأربعة أهداف، عقب تسجيله 3 أهداف وصناعته هدفا آخر طوال مشوار الفريق بأمم أفريقيا 2023.
وقال أوسيمين مطلع النهائيات أن فوزه باللقب: “سيكون “إحدى أفضل لحظات حياتي”، وأضاف المقنع ابن الخامسة والعشرين، “لقد فعلت ذلك مع نابولي، لقد صنعت التاريخ، وبغض النظر عما أفعله، بغض النظر عن عدد الأهداف التي سجلتها، لأتمكن من الفوز بكأس أمم إفريقيا، سأكون قطعت شوطًا طويلاً في حياتي وربما عندما أفعل ذلك أكون اكتفيت”.
وشهدت هذه البطولة مفاجآت عدة، فغابت المنتخبات الخمسة الأعلى تصنيفاً عن نصف النهائي، كما المتأهلون الأربعة إلى نصف نهائي النسخة الماضية”.
وللمرة الأولى منذ العام 2013، غابت المنتخبات العربية عن ربع النهائي، يتقدمها المغرب الذي حقق نتيجة تاريخية في مونديال العام 2022، عندما بلغ المربع الأخير. -(وكالات)
وكالات
التعليقات مغلقة.